مرايا – طرح عاملون ومختصون بالقطاع السياحي، أفكارا ومقترحات للنهوض بالقطاع واستعادة تنافسيته من جديد، انطلاقا من أهمية القطاع في التنمية والتطوير المستدام وقدرته على توليد فرص العمل، باعتباره قطاعا حيويا ورافدا رئيسا للاقتصاد الوطني.

وقالوا في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن التوجيهات الملكية للحكومة في رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني التي وجهها إلى الأردنيين، والمتعلقة بتحفيز ودعم القطاع السياحي، تشكل ركيزة للاستفادة من المقومات السياحية المتنوعة والفريدة التي تتمتع بها المملكة، والتمكين المستدام لصناعة سياحية متقدمة ومتميزة وجاذبة.

من جهته، قال عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة الدكتور ابراهيم بظاظو، إن من أهم الإجراءات التنفيذية للنهوض بالقطاع السياحي، العمل على تعزيز السياحة العلاجية في عمان والبحر الميت، وتشجيع العرب والأجانب على السياحة العلاجية في المملكة التي يشكل الأردن فيها المرتبة الأولى عربيا والخامسة دوليا.

ونوه بالعمل على تسويق السياحة الدينية، ومخاطبة المجالس الكنائسية العالمية لتوضيح أهمية المواقع الدينية الأردنية، وعلى رأسها مواقع الحج المسيحي، والتي يحوي الأردن منها خمسة مواقع معترف بها دوليا.

ودعا الدكتور بظاظو، إلى تغيير استراتيجيات تسويق المنتج السياحي الأردني بشكل عام، وتغيير استراتيجيات التسويق المعتمدة للسائح الأجنبي والذهاب للسائح العربي والزائر الأردني “السياحة الداخلية” الذي يشكل صمام الأمان للقطاع السياحي.

وطالب بدعم السياحة التعليمية في الأردن التي تعد من أفضل الأنماط السياحية في تحقيق الوفر الاقتصادي، ولاسيما أن الأردن يحتل مراتب متقدمة عالميا في التعليم الجامعي، لافتا إلى أهمية هذا النوع من السياحة والقيمة المضافة التي يحققها للاقتصاد الأردني، وأهمية تطوير صناعة الأفلام السياحية والمنصات الرقمية في الأردن، وتعزيز وجود المملكة على خارطة السياحة البحرية على المستوى الدولي، وتطوير سياحة الغوص، ومخاطبة السفارات الأردنية في الخارج لترويج الأردن سياحيا، ولا سيما البترا والبحر الميت وجميع المواقع السياحية في المحافل والمؤتمرات كافة.

وأشار إلى ضرورة العمل على تحقيق التكامل السياحي مع إقليم (نيوم) في شمال غربي السعودية، وتعزيز آفاق التعاون المثمر مع الإمارات العربية في تطوير منظومة موانئ العقبة حتى تصبح محطة لوجستية لاستقبال السياح من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال التسويقي السياحي الإقليمي مع الحكومة المصرية وعمل برامج سياحية مشتركة بين البلدين.

كما دعا إلى تأسيس مجلس أعلى يتكون من قيادات صناعة القرار السياحي ورجال الأعمال والمستثمرين لتطوير السياحة المشتركة بين الأردن ودول الخليج العربي، ووضع آلية مشتركة لدعم القطاع السياحي الأردني.

من جهته، قال العين الأسبق وعضو السياحة في جمعية رجال الأعمال، ميشيل نزال، إن جلالة الملك وجه الحكومة للإصلاح الشامل في القطاعات الرئيسة، وعلى رأسها القطاع السياحي المحرك للاقتصاد الوطني، مبينا أن جلالة الملك ركز على التشبيك بين القطاع العام والخاص من حيث العمل على تطوير الاستثمارات السياحية القائمة لتنمية القطاع السياحي.

ودعا إلى التركيز على ادق التفاصيل التي ينظر اليها السائح من خلال نشر الملاحظات عبر التسويق الإلكتروني، وتطوير وتأهيل المرافق الصحية في بعض المواقع السياحية والأثرية، والنظر في موضوع غلاء الأسعار وتوفر الخدمات بكامل أشكالها.

وأكد نزال ضرورة توفر وسائل النقل بين النقاط الرئيسة والمواقع الأثرية وخاصة موقع المغطس الذي يعد من أهم المواقع الدينية المسيحية في العالم، وربط النقاط الرئيسة بوسائل النقل مع العاصمة عمان والعقبة ووادي رم والبترا والكرك والبحر الميت، بالإضافة إلى التركيز على دعم مناطق شمال الأردن بالاستثمار في إقامة الفنادق وتوفير الخدمات في المرافق السياحية والأثرية والطبيعية التي تستقطب السياح وخاصة السياح العرب.

وبين أهمية توفير امتيازات تنموية سياحية للاستثمار في مناطق الشمال والمناطق السياحية كافة؛ مثل البحر الميت والعقبة والبترا، وإعادة النظر في القوانين الناظمة للعمل السياحي، واهمها أنظمة المهن السياحية ونظام مكاتب السياحية والسفر، وجميع الأنظمة الأخرى التي تشكل عقبات لتطوير السياحة في الأردن.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة دالاس للسياحة والسفر والمستثمر بقطاع الطيران أمجد المسلماني، إن تطوير قطاع السياحة يتطلب افكاراً واهتمامات كبيرة لتطوير البنية التحتية وإعادة تأهيلها لصنع سياحة متطورة، وتتمثل في تطوير مختلف المرافق السياحية التي تلبي احتياجات ومتطلبات السائح والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في الفنادق ووسائل النقل السياحي.

واضاف، ان استقطاب وجذب اهتمام السائح يتعدى الاقامة بالفندق وصولا الى استمرار إقامة الفعاليات والمهرجانات”، مؤكداً أن الأردني يمتاز بكرم الضيافة وهو ما يعد متطلباً اساسياً حيث أن السائح إنسان مثقف ومطلع وينظر ويراقب مواطني الدول المستقبلة له وينقل لأصدقائه والمحيطين انطباعاته عما لمسه من ثقافة هذا الشعب خلال زيارته. وأكد المسلماني اهمية التركيز على الأسواق السياحية الكبيرة في جنوب شرق آسيا التي تشهد نموا كبيرا في أعداد السياح، الى جانب توفير خدمات سياحية تتوافق مع ثقافة تلك الشعوب في مجال الطعام والترفيه.

وقال، إن تطوير قطاع السياحة مسؤولية الجميع ويتطلب تضافرا للجهود من القطاع العام والخاص، الى جانب وضع خطط واستراتيجيات وافكار بناءة والاهتمام بأدق التفاصيل للارتقاء به لأعلى المستويات، مؤكداً ضرورة تفعيل الشراكة مع القطاع الخاص وتشجيع إقامة مشاريع مشتركة في مجال السياحة والترفيه.

واشار المسلماني الى ضرورة توفير فنادق مناسبة من فئة ثلاث وأربعة نجوم، لافتا الى الحاجة إلى إجراءات حكومية تحفيزية لتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذه الفئة من الفنادق مثل تقديم إعفاءات ضريبية وجمركية.

ولفت الى أهمية استقطاب الطيران منخفض التكاليف وبما ينعكس إيجابا على أعداد السياح، بحيث تكون اهدافه جلب السياح الاجانب الى الاردن، اضافة الى التعاون مع شركات الطيران الوطنية التي تؤدي الدور نفسه وتوفر فرص عمل للأردنيين.

ولفت المسلماني الى الحاجة لتسويق الأردن الكترونياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن التسويق الالكتروني أصبح الأكثر رواجا وجذبا للسياح في مختلف دول العالم حيث يمكن الوصول للمواطنين العاديين بسهولة وبأقل كلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما في هذه الدول.
كما أكد أهمية إنشاء مشاريع سياحية كمدينة سياحية متكاملة تمثل تراثنا الأردني وتوفر للسائح إقامة وخدمات متنوعة تلبي كافة احتياجاته في المثلث الذهبي “البترا، وادي رم، العقبة” بالتعاون مع القطاع الخاص، لافتا الى أن هذه المشاريع ستساهم في إحداث نقلة نوعية في إعداد السياح وتنمية جنوب المملكة.

ودعا المسلماني الى إعادة النظر في الاجراءات والتعليمات المعمول بها في المعابر الحدودية وتوحيد التعليمات في كافة المعابر وتسريع إجراءات المجموعات السياحية، اضافة الى تأسيس غرفة للسياحة تضم ممثلي مختلف قطاعات السياحة والجمعيات السياحية، لتتولى التخطيط وتقديم الاقتراحات والتواصل مع وزارة السياحة والآثار لحل مشاكل القطاع أسوة بباقي القطاعات الاقتصادية في المملكة.

رئيس جمعية الفنادق الاردنية عبدالحكيم الهندي قال، ان التوجيهات الملكية للنهوض بالقطاع السياحي تشكل حافزا لجميع الجهات للنهوض به، باعتباره صناعة واعدة، وفي كل مرة يتحدث فيها جلالة الملك عن القطاع السياحي يضع الجميع أمام مسؤولياته أفرادًا ومؤسسات للنهوض بهذا القطاع باعتباره مشغلا للأيدي العاملة الاردنية ولدوره في تنمية الاقتصاد الوطني.

واشار الى ان دعم القطاع السياحي والنهوض به من جديد يأتي من خلال تحسين مستوى الخدمات المقدمة وتشجيع وتحفيز الاستثمار وتعديل قانونه، وتشجيع إنشاء الفنادق من فئات النجمتين وثلاثة، وتسهيل إجراءات ترخيص المزيد من شركات النقل السياحي، وتدريب الكوادر وتأهيلها.

واكد الهندي اهمية تحسين البنية التحتية في المواقع السياحية، وتطوير المطارات وفتح خطوط طيران جديدة منخفضة التكاليف، مبينا ان جميع هذه الاجراءات تأتي ضمن التوجيهات الملكية السامية وتتوافق مع رؤية النهوض بالقطاع السياحي، وهي كفيلة بتحسين الواقع السياحي ووضع الاردن على خارطة السياحة العالمية.

واشار الى اهمية الشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص فيما يخص القرارات، وحل جميع المعيقات بين المؤسسات، مبينا أن القطاع السياحي والفندقي بشكل خاص تكبد خسائر فادحة منذ بدء جائحة كورونا، لكنها أثبتت وجودها واستمراريتها رغم الاثار الاقتصادية للجائحة.

(بترا )