‏استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي حمل رسالةً من جلالة الملك عبد الله الثاني تناولت سبل تطوير العلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية، وتضمّنت دعوةً من الملك للرئيس التركي لزيارة الأردن.

وقَبِل أردوغان دعوة الملك التي سيُحدد موعدها بالتنسيق بين المسؤولين في البلدين، وفق بيان لوزارة الخارجية.

ونقل الصفدي تحيات الملك للرئيس التركي، وحرصه على تطوير التعاون في مختلف المجالات وبما ينعكس خيرا على البلدين.

وبعث الرئيس التركي تحياته للملك، وأكّد أهمية العلاقات الثنائية وضرورة العمل على تعزيزها وزيادة التعاون في المجالات كافة.

وأكّد الرئيس أردوغان أن بلاده تولي أهميةً خاصة للعلاقات مع الأردن وتريد تطويرها في كل المجالات.

وجرى خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مُقدمها القضية الفلسطينية.

وعقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الصفدي محادثاتٍ مع نظيره التركي أوغلو، جرى خلالها بحث الخطوات والبرامج اللازمة لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي بين البلدين، والارتقاء بالتعاون إلى المستويات التي تعكس عمق العلاقات التاريخية.

وأكّد الوزيران ضرورة العمل من أجل إيجاد آفاق أوسع للتعاون. وبحث الوزيران عددا من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الأزمة في أوكرانيا.

وأكد الصفدي متانة العلاقات الأردنية-التركية، واصفا إياها “بالعلاقات الأخوية، والعلاقات التاريخية، وبأنه “ثمة الكثير مما نريد أن نفعله معا من أجل تحقيق الفائدة المشتركة لبلدينا، وأيضا الإسهام في التعامل مع التحديات الإقليمية التي نواجهها معا”.

وزاد “لقاؤنا اليوم هو استمرار لعملية التنسيق والتشاور المستمرة التي نجريها معا، والتي دائما نتحدث بها بوضوحٍ وصراحة، والتي تعكس دائما الحرص المشترك لقيادتينا ولبلدينا لإيجاد آفاق أوسع من أجل زيادة التعاون في مختلف المجالات”.

ونوّه الصفدي إلى أن المحادثات ركّزت على “الجهود التي نقوم بها من أجل زيادة التعاون التجاري والسياحي والاقتصادي، والبحث بصورةٍ مفصلة لإيجاد مساحات أوسع للتعاون”.

وعن الاجتماعات المشتركة قال الصفدي “إن ثمة اجتماعات للوزراء المعنيين في المسائل الاقتصادية والتجارية المشتركة، سيقومون خلالها باتخاذ خطواتٍ فاعلةٍ وواضحة لزيادة هذا التعاون”.

وأشار الصفدي إلى أن العلاقات الاقتصادية تسير إلى الأمام بشكلٍ واضح “إذ إن حجم التبادل التجاري قد شهد في العام الماضي ارتفاعا ملحوظا مقارنةً بالعام الذي سبقه رغم ظروف انتشار جائحة كورونا”، لافتا إلى الارتفاع الملحوظ في الصادرات الأردنية إلى تركيا.

وفيما يتعلق بالسياحة التركية إلى الأردن، أعرب الصفدي عن ترحيبه بالأتراك في الأردن، لافتا لتأثير الجائحة على وقف الرحلات الجوية بين البلدين، وانخفاض عددها، مُنوها إلى أنه ومع استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، “سيشهد القطاع السياحي المزيد من التعاون المشترك”.

وذكر الصفدي بأن المحادثات “تجري في ظروف إقليمية ودولية صعبة”، وأنها “شملت العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما فيها الأزمة الأوكرانية”.

وتقدمت القضية الفلسطينية محادثات الصفدي ونظيره التركي “ركزنا على التطورات الإقليمية التي تقدمتها، كالعادة القضية الفلسطينية، القضية المركزية، القضية الأساس بالنسبة لنا، ونحن نؤكد على ضرورة التحرك بشكلٍ سريعٍ وبشكلٍ فاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967 سبيلا وحيدا لتحقيق السلام وفق القانون الدولي، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

وقال الصفدي إن “الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وبأن الملك يقود جهودا مكثفة من أجل إيجاد أفقٍ سياسيٍ حقيقي للعودة إلى مفاوضاتٍ جادة وفاعلة تأخذنا نحو السلام العادل والشامل”، مؤكدا بأن الأردن يُثمن بهذا السياق الدور التركي والمواقف التركية الثابتة في دعم الحقوق الفلسطينية، وفي دعم جهود تحقيق السلام العادل والشامل، الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

“نحن مستمرون في جهودنا، وبالتنسيق مع أشقائنا والمجتمع الدولي من أجل حماية فرص تحقيق السلام العادل والشامل، وحماية الحقوق الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، والتي تعتبر بالنسبة لجلالة الملك أولويةً مطلقة”.

وأكّد الصفدي استمرار التشاور والتنسيق بين الأردن وتركيا لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى جهود التوصل إلى حلٍ سياسيٍ للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، ويعيد لها عافيتها، وشدّد أيضا بأن “موضوع اللاجئين أولويةٌ بالنسبة لنا، فنحن دولتان من أكبر الدول المستضيفة للاجئين، وننسق معا من أجل استمرار الدعم الدولي للاجئين بحيث لا تتحمل الدول المضيفة وحدها عبء اللجوء، ومن أجل العمل أيضا لضمان العودة الطوعية الآمنة للاجئين”.

واختتم الصفدي قوله “محادثاتنا، كما اعتدنا دائما، محادثاتٌ صريحة ومحادثاتٌ أخوية، وأشكر معاليه على طيب الاستضافة، وأشكره على الحوار الذي عكس الحرص المشترك على أن نسير بعلاقاتنا إلى أمام. شكرا مرة أخرى”.

وبدوره ذكر وزير الخارجية التركي أوغلو بأن “تركيا تُولي أهمية كبيرة جدا فيما يتعلق بتبادل الآراء ووجهات النظر مع المملكة، مشددا على أنها تولي “قيمةً كبيرة لمواقف الأردن وآرائه في المنطقة”.

وأضاف أوغلو بأن “هناك الكثير من التحديات المشتركة، حيث نتشارك بتفاهمات متشابهة في الكثير من المواضيع”، “لهذا السبب نولي أهميةً كبيرةً للتشاور المنتظم مع المملكة الأردنية الهاشمية”.

وذكر أوغلو بأنه عقد لقاء ثنائيا مع الصفدي تمّ خلاله تقييم أوجه العلاقات الثنائية بشكلٍ شاملٍ وكامل، وبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها في مختلف المجالات ومنها؛ التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليمي.

ونوّه بأن حجم التجارة بين البلدين يقترب من المليار دولار، وأردف بالقول “نحن نعلم بأن الميزان التجاري لصالح تركيا، ولكن خلال فترة قصيرة سيتم عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، وسنخطط فيما يتعلق بهذه الاجتماعات لكيفية تغيير هذا التوازن”.

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن هناك اهتماما متزايدا من قبل المواطنين الأتراك لزيارة الأردن والعكس صحيح، “ولهذا السبب ستبدأ الخطوط الجوية التركية في نهاية هذا الشهر رحلاتها من جديد من اسطنبول إلى مدينة العقبة، وكانت تلك الرحلات انقطعت بسبب الجائحة”.

وفيما يتعلق بالملف السوري، ذكر أوغلو “نعمل بشكلٍ مشتركٍ مع الأردن فيما يتعلق بالعودة الطوعية والآمنة للسوريين، ونأمل في هذا الموضوع أيضا بتنظيم واستضافة مؤتمر دولي على مستوى الوزراء في تركيا”.

وبشأن القضية الفلسطينية، شدّد الوزير التركي “آراؤنا متطابقة في الكثير من الأمور، وآراؤنا متطابقة بشأن القضية الفلسطينية ووضع القدس على وجه الخصوص أيضا، ونولي أهميةً كبيرةً جدا، ونقدم الدعم للوصاية الهاشمية للأماكن المقدسة في القدس”.

واختتم أوغلو بالقول “سنواصل تعاوننا في مختلف المحافل الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي”.