مرايا – أوصى المجلس الأعلى للسكان بتشجيع مشاركة المرأة وإدماج منظور يراعي النوع الاجتماعي في تصميم وإقرار وتنفيذ المشاريع الممولة في إطار التغير المناخي.

كما أوصى، في بيان، الاثنين، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، بتشجيع تصميم مشاريع في المجالات التي تهم مرفق البيئة العالمية التي من شأنها أن تعود بالنفع على المرأة، والمشاريع التي تديرها المرأة.

ودعا إلى وضع استراتيجيات وآليات لزيادة نسبة المرأة المشتركة كصانعة قرار ومخططة ومديرة وعالمة ومستشارة تقنية وبصفتها مستفيدة في تصميم واستحداث وتنفيذ سياسات وبرامج إدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة وحفظها.

وقالت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان، الدكتورة عبلة عماوي، بهذه المناسبة التي يحتفل بها الأردن والعالم في الثامن من شهر آذار سنويا، إن النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم، وهن أكثر اعتمادا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص.

وأضافت ان المرأة في الأردن تعتبر الأكثر عرضة للتأثر السلبي بالتغير المناخي العالمي، نظرا لغياب العدالة الجندرية في استخدام الموارد وممارسة الحقوق، إضافة إلى ضعف الحوكمة في إيصال صوتها بعملية صنع القرارات التنموية والبيئية.

واشار البيان الى ان العالم هذا العام، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الذي يصادف الثلاثاء، يرفع شعار “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غد مستدام”، اعترافا منه بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم اللواتي يتولين قيادة مهمة التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره والاستجابة له، لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع تحت هاشتاغ “#كسر التحيز”.

وأوضحت الدكتورة عبلة، ان النساء يشكلن ما نسبته 47 بالمئة من إجمالي سكان المملكة، حيث بلغ عدد الأسر التي ترأسها نساء حوالي 392 ألف أسرة بنسبة 17.5 بالمئة من مجموع الأسر الأردنية في العام 2020، ومع ذلك فإن مشاركة المرأة الاقتصادية ما زالت منخفضة حيث بلغ معدل النشاط الاقتصادي للمرأة الأردنية 14.2 بالمئة مقارنة بـ 53.6 بالمئة للذكور، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 30.7 بالمئة مقارنة بـ 21.2 بالمئة للذكور، حسب احصائية “الاردن بالأرقام لعام 2020” الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.

وبحسب مسح السكان والصحة الأسرية لعام (2017-2018) فقد ارتفعت معدلات فقر الدم للسيدات اللاتي أعمارهن بين (15-49 سنة) إلى 43 بالمئة.

ولفتت عماوي إلى أن المجلس يولي هذه المناسبة الدولية اهتماما خاصا، حيـث ترتبـط أهـدافه الاستراتيجية بأهـداف التنميـة المسـتدامة وخاصة الهدف الخامس، وهو “تحقيق المساواة بني الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات”، والهدف العاشر وهو “الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها”، إلى جانب اهتمام المجلس بقضايا تمكين المرأة اقتصاديا، ورفع مستوى مشاركتها في سوق العمل وتعزيز صحتها الإنجابية؛ لتحقيق الاستثمار الأمثل للفرصة السكانية.

وعلى المستوى العالمي، تشكل النساء ما نسبته 70 بالمئة من 1.3 مليار شخص يعيشون في ظروف من الفقر، وتتحمل النساء في المناطق الحضرية مسؤولية إعالة ما نسبته 40 بالمئة من أفقر الأسر، وتنتج النساء الغذاء في العالم بنسبة 50 بالمئة إلى 80 بالمئة، لكنهن يملكن أقل من 10 بالمئة من الأرض.

ولفت البيان الى ان النساء والفتيات يشكلن ما نسبته 40 بالمئة من النازحين حول العالم بسبب الكوارث والتغيرات المناخية، ومن المحتمل أن يتسبب تغير المناخ في المزيد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزيادة زواج الأطفال وتدهور الصحة الجنسية والإنجابية.

واضاف ان النساء والفتيات هن قائدات فعالات وصانعات تغيير في كل ما يتعلق بالتخفيف من حدة التغير المناخي والتكيف معه، وإنهن ينخرطن في مختلف المبادرات المتعلقة بالاستدامة حول العالم، ومشاركتهن وقيادتهن دائما ما تثمر عن عمل مناخي أكثر فعالية، ولذلك يعد الاستمرار في دراسة الفرص والعوائق أيضا لتمكين النساء والفتيات من إيصال أصواتهن ومشاركتهن في صنع القرارات الخاصة بجميع المسائل المتعلقة بالتغير المناخي والاستدامة أمرا أساسيا إذا أردنا تحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ المساواة المبنية على النوع الاجتماعي.

وبين المجلس في بيانه، أن تقرير التنمية البشرية لعام 2020 بعنوان “ما وراء الدخل والمتوسط والحاضر: أوجه عدم المساواة في القرن الحادي والعشرين”، أشار إلى أن قيمة الرقم القياسي للتنمية البشرية في الأردن للعام 2019 هي 0.723 ما يضع الأردن في فئة التنمية البشرية المرتفعة في المرتبة 102 من أصل 189 دولة.

وبلغ مؤشر تنمية النوع الاجتماعي للأردن 0.868 مقارنة بـ 0.941 عالميا، وبلغ مؤشر عدم مساواة النوع الاجتماعي 0.469 مقارنة بـ 0.439 عالميا.