مرايا – كثيرون لم يعد كثرة الكلام والحديث عن خطط واستراتيجات يجد عندهم أذنا تسمع، وباتت الحقيقة والواقع يؤخذان من أفواه المواقف والأعمال المجسدة ببرامج وخطوات عملية، وهو ما يسعى له رئيس الوزراء الدكتور بشر هاني الخصاونة منذ توليه مهامه رئيسا للوزراء، للتواجد في الميدان وفي كافة المحافظات، تنفيذا للالتزام الحكومي بالنهج الذي وجّه به جلالة الملك عبدالله الثاني في التواصل المباشر مع المواطنين والالتقاء بهم والاستماع منهم ليكون المنتج لهم بشكل صحيح.

يسعى رئيس الوزراء في زياراته الميدانية التي كان أحدثها أمس لمحافظة جرش، أن تكون نهج عمل للحكومة، للتواصل مع المواطنين والاستماع لهم، بكل شفافية ووضوح، ليس هذا فحسب إنما وضعهم بصورة كافة تفاصيل المرحلة وقضاياها، والتحديات التي تجاوزها الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك، والحديث لم يخل يوما من المصارحة والشفافية، ووضع خطط تتناسب مع كل محافظة على حدا بخصويتها وخصوصية احتياجاتها، سعيا لوضع النهج الملكي بالقرب من المواطنين والاستماع لهم أساسا لخطط تنموية يلمس نتائجها المواطنون على أرض الواقع عملا لا قولا.

ويمكن لكل قارئ لأهمية زيارات رئيس الوزراء وعمله بالميدان أن يلحظ بوضوح رغبة المواطنين في المحافظات كافة الاستماع للحكومة مباشرة عن الخطط والقرارات الحكومية بكافة أشكالها، اضافة إلى رغبتهم في الحديث مع الحكومة عن تفاصيل معيشتهم واحتياجاتهم وما يواجههم من تحديات، ليكون الحوار ثريا يؤدي لمخرجات عملية تفيد المحافظات بشكل حقيقي كونها جاءت من «أهل مكّة وهم الأدرى بشعابها»، الأمر الذي يمكن من خلاله رؤية الأهمية الكبيرة لهذه الزيارات الميدانية.

كما شكّلت هذه الزيارات أداة فاعلة وهامة لحثّ المواطنين وتشجعيهم على المشاركة بفعالية في انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية وأمانة عمان، المقرر اجراؤها في الثاني والعشرين من آذار الجاري، ليكونوا جزءا من صنع القرار الوطني والتنموي، إذ يسعى الدكتور الخصاونة في كافة زياراته لتشجيع المواطنات والمواطنين ممارستهم حقهم الدستوري بهذا الاطار، وتسليط الضوء على أهمية هذه المشاركة التي من شأنها جعل القادم ناجحا للمحافظات بشكل كبير. زيارات تتضمن ثراء في الأهمية، لعدة أسباب أبرزها القرب من المواطنين والاستماع لهم، والحديث معهم بما يخص الشأن المحلي والدولي والاقليمي، بشكل تفصيلي وواضح، اضافة للاستماع لهم، وهذا النهج الذي طالما وجّه به جلالة الملك كونه أساسا لنجاح أي خطط تنموية واقتصادية واجتماعية، الأمر الذي يمنح المحافظات حقها من كافة الخطط الخطط الاقتصادية والتنموية وحتى السياسية بما يتناسب مع خصوصيتها واحتياجاتها، اضافة للتأكيد على عملية التطبيق على أرض الواقع لكل هذه الخطط، وفق مدد زمنية واضحة، فضلا عن أنها تشكّل فرصة لتضع الحكومة رؤاها على أرض الواقع أمام المواطنين بشكل مباشر وبتفاصيل كاملة.

في ابتعاد رئيس الوزراء عن الجلوس خلف المكتب، وجعل طاقمه الوزاري في الميدان برفقته، تأسيس لحالة من العمل الحكومي المختلف بايجابية كبيرة، تنطلق من توجيهات جلالة الملك الاستماع للمواطنين والعمل الميداني، وجعل الحكومة والمواطنين شركاء في العمل التنموي، ينطلق من احتياجات المواطنين ومحافظاتهم التي يتم الحديث عنها بكل شفافية ووضوح خلال لقاءات رئيس الوزراء مع أبناء المحافظات بحرص منه على مخاطبتهم «بأبنائي وبناتي» ليجعل في طبيعة الحوار أريحية في الطروحات.

ويتحدث كثيرون ممن يشاركون في لقاءات رئيس الوزراء لـ»الدستور»عن الشفافية التي تسيطر على الحوار والراحة، التي تجعل منه حوارا مميزا مثمرا، ويبتعد عن تقليدية الحوارات ونمطيتها، اضافة لحرص رئيس الوزراء الاستماع لكافة وجهات النظر، وبكافة المواضيع، لتتسم هذه الحوارات وفق عدد كبير من حاضريها بقدر كبير من الأهمية، والنتائج مؤكدة التطبيق على أرض الواقع. ويرى بها الحاضرون أنها فرصة ذهبية حقيقية لتتحدث كل محافظة عن نفسها من خلال أبنائها بصورة واضحة وشفافة، تتحدث عن انجازاتها واحتياجاتها وخصائصها التي يمكن الاستثمار بها، وطبيعتها بشكل واضح ودقيق، وتُسمع الحكومة بشكل مباشر لتكون الاستجابة أيضا بشكل مباشر، ناهيك عن كونها فرصة لمراجعة خطط الحكومة الخاصة بكل محافظة مباشرة وبتشاركية بين الحكومة وأبناء المحافظات، لتكون خططا مثالية في مجملها.

الدستور