مرايا – اصدرت السفارة الاوكرانية في الاردن اليوم الخميس بيانا بعد مرور 30 يوما على الغزو الروسي لاوكرانيا أكدت فيه الالم وفي ذات الوقت الفخر باستذكار حكاية كفاح الجنود الاوكرانيين وصمود الشعب في وجه العدو.
وقالت السفارة إن هذه الفترة كشفت مقاومة أوكرانية للعدو ووقوفهم ندا له وبطلان أسطورة ما يسمى بثاني أقوى جيش في العالم.
وأضافت انه عسكريا روسيا تنزف كما لم تنزف من قبل في التاريخ الحديث. فجيشها يفتقر إلى الانضباط، مما يُظهر استعدادًا قتاليًا منخفضًا في التحرك المباشر وجهاً لوجه ضد القوات الأوكرانية المتحمسة، مما يدل على أن المجال الوحيد الذي يجيدونه هو نهب المنازل وتدمير البنية التحتية المدنية والقصف من الجو.
وهو ما يظهر عمق الانتكاسة العسكرية لروسيا بشكل كبير في حقيقة أن عدد الضحايا الذين خسرهم الجيش الروسي رقم لم تشهده من قبل واكبر من عدد الجنود الذين قتلوا أو جرحوا في المعارك على مدار 10 سنوات من حملة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
وها هو الجيش الروسي يتخلى عن أسلحته ويتساءل جنوده عن أسباب إرسالهم للموت في أوكرانيا.
وفي الوقت الذي تم فيه ارسال جيش كبير مجهز لغزو أوكرانيا، متوقعين ان العملية لن تستمر طويلا، الا انهم صدموا بما واجههم من صمود وتحد من قبل ابطال اشاوس وما قابلهم من تحديات لوجستية شديدة. فما يصل إلى 40٪ من المجموعات التكتيكية فقدت قدرتها القتالية.
وبينت السفارة أنه حتى 23 مارس، بلغت الخسائر العسكرية الروسية حوالي 15600 فرد، و105 طائرات، و124 طائرة هليكوبتر، و42 طائرة بدون طيار، و518 دبابة، و1578 مركبة مدرعة، و 267 مدفعية، و 80 نظامًا لإطلاق الصواريخ المتعددة، و 47 نظامًا مضادًا للطائرات، و 4 سفن / قوارب. كما تم أسر ما يصل إلى 1000 عسكري روسي كما قُتل ستة قادة روس رفيعي المستوى.
وقالت، إن 15600 جندي روسي لن يعودوا أبدًا إلى ديارهم وهو الثمن الذي يدفعه الشعب الروسي مقابل النظرة الديكتاتورية للقيادة السياسية الروسية الحالية، والتي ربما تكون مؤقتة.
روسيا ليس لديها قدرة على السيطرة على مجال اوكرانيا الجوي حيث فقدت 105 طائرات مقاتلة وأكثر من 124 مروحية عسكرية. وهذا رد أوكراني لكل الدمار والخراب الذي تسبب به الطيارون والطائرات الروسية (الذين لعبوا دورًا نشطًا في الحملة السورية) ضد الشعب السوري الطيب.
وكما هو معروف فان للحرب طرقها الخاصة في جلب أفضل وأسوأ إنسان في نفس الوقت.
حيث يعتمد الأمر الموقع الذي يجد الشخص نفسه بها. إنها حرب وطنية عظيمة بالنسبة للشعب الأوكراني. الحرب من أجل الحفاظ على أوكرانيا ووجودها. اما بالنسبة لروسيا فهي حرب اظهرت فظاعة وقذارة قيادتها.
في 11 مارس / آذار، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان استخدام القوات الروسية للذخائر المحرمة دوليا في مناطق مأهولة بالسكان، بما يتعارض مع مبادئ القانون الإنساني الدولي. كما تستخدم روسيا المدنيين كرهائن ودروع بشرية.وهو ما يظهر من خلال تعريض المدن للقصف العشوائي، واجبار قاطنيها على ظروف لا انسانية، وإطلاق النار على المدنيين أثناء الإخلاء من المدن الأوكرانية المحاصرة إلى أماكن أخرى في أوكرانيا.
حيث تجبر روسيا المدنيين على الفرار من منازلهم وتوفر فقط ممرًا إلى أراضيها أو إلى بيلاروسيا، والتي يمكن اعتبارها ترحيلاً قسريًا للأشخاص المحميين. من جانب اخر هناك شواهد على اغتصاب النساء الأوكرانيات من قبل الجنود الروس، وإطلاق الغزاة النار عمداً على أطفال.
كما تستهدف الهجمات الروسية المناطق السكنية وملاجئ القنابل الجوية للمدنيين والبنية التحتية الطبية ووسائل النقل المستخدمة في توفير المساعدات الطبية والإنسانية والإخلاء.
ثلاثين يوما وجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الروسية ضد الشعب الأوكراني مستمرة وتأتي نتيجة لنزع الصفة الإنسانية عن روسيا الحديثة.وفي الوقت الذي اتخذ فيه بوتين قرار شن حرب عدوانية ايده 71٪ من الروس في هذه الحرب والقتل الجماعي للأوكرانيين وهذه مسؤولية مشتركة.
وبالتالي، فإن المسؤولية عن حرب روسيا ضد أوكرانيا تقع على عاتق المجتمع الروسي بأسره، وليس بوتين والمقربين منه فقط، من هنا يجب محاسبتهم جميعا.
من جانب اخر فان روسيا تسير باتجاه واحد فقط وهو محاكمة دولية يشهد عليها العالم أجمع.
نحن متأكدون ان هذه بداية النهاية لروسيا التي كنت تعرفها.
لن تعود روسيا والشعب الروسي موضع ترحيب في دولة بالعالم.
فالصورة التي ظهرت بها خلال هذه الحرب لا يمكن مسحها وهو ما ستشعر به اجيال روسيا، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا.
ففي غضون 30 يومًا، حولت روسيا نفسها إلى دولة منبوذة بلا مستقبل. دولة معزولة عن العالم وتكرر نموذج مجتمع رواية جورج أروويل” 1984″ بأسوأ أشكالها – سيكون هذا نتيجة حرب إجرامية متعمدة ومتعمدة من قبل فلاديمير بوتين والذي اثبت انه إنسان فاشل لا محالة.
ستصمد أوكرانيا ولن يمنعنا اي تكتل او صواريخ من الدفاع عن ارضنا.