مرايا – كشفت نتائج انتخابات المجالس البلدية واللامركزية التي انتهت في المملكة مساء الثلاثاء بعض المفاجآت بنكهة سياسية وان كانت الانتخابات عموما خالية تماما من الحضور الحزبي او من الاعتبارات المتعلقة بالأحزاب السياسية الكبيرة.
قد تكون ابرز المفاجآت في النتائج هي السطوة التي فرضها الدكتور نبيل الكوفحي تحديدا الفائز برئاسة ثاني اكبر بلدية في المملكة الاردنية الهاشمية وهي بلدية اربد شمالي الاردن.
الدكتور الكوفحي احد ابرز قيادات الحركة الاسلامية والاخوان المسلمين سابقا ويعتبر من قيادات حزب زمزم الاسلامي الذي نتج او تكون بعد حالة انشقاق تاريخية ومفصلية ومعروفة قبل 15 عاما عن جماعة الاخوان المسلمين والحركة الاسلامية.
وصف الدكتور الكوفحي دوما باعتباره وزير خارجية الاخوان المسلمين سابقا وقبل الانشقاق عنهم .
وهو بالتالي من القيادات التي تميل الى نقد الاداء السياسي للحركة الاسلامية لكن جماهير غفيرة في مدينة اربد شمالي المملكة انتخبته وصوته على الارجح ليس مسيسا بل عشائري وقبلي الطابع بصورة اساسية اضافة الى ان مكون اصوات المخيمات الفلسطينية في مدينة اربد صوت لصالح الكوفحي احد ابرز قيادات وابناء تلك المدينة والذي يعتبر فوزه برئاسة البلدية من اهم مفاجآت الانتخابات الحالية وبصورة تعزز دور حزب زمزم او المجموعات التي انشقت عن الاخوان المسلمين في سياق المشهد البلدي الامر الذي يؤشر ضمنيا على ان البدائل في حال غياب الاخوان المسلمين موجودة ومتاحة وبلون اسلامي بكل الاحوال.
ثاني المفاجآت عمليا هي تلك المتعلقة بخسارة عضو البرلمان الاسبق لانتخابات رئاسة بلدية الطفيلة وهو النائب السابق غازي الهوامله المحسوب على المعارضة والذي اخفق في الترشيح لانتخابات البرلمان السابقة في الوقت الذي غاب فيه عن الانظار بسبب انتقادات وخطابات نارية له تحت قبة البرلمان سابقا لكنه عاد للترشح في الطفيلة فيما خسر هذه المواجهة تماما وبوضوح وغاب عن الاضواء مع ان مشاركته في هذه الانتخابات في رئاسة بلدية الطفيلة كانت تنطوي اصلا على قدر من المناكفة.
وعاد المهندس عماد المومني لرئاسة بلدية الزرقاء وهي ثاني اكبر مدن الكثافة السكانية في البلاد وهي فرصة توفرت للمومني بالتأكيد مع غياب مرشح للإخوان المسلمين في هذه المدينة التي تعتبر من معاقل الاخوان المسلمين.
بمعنى او باخر الخسائر واضحة بالنسبة للحركة الاسلامية وجماعة الاخوان في هذه الانتخابات جراء تعليق المشاركة فيها عموما و هي خسائر سياسية تقول السلطات ضمنيا انه يمكن تعويضها كما حصل مع المومني في الزرقاء حيث شخصية محبوبة جماهيريا ولها حضور قوي وبعيد عن التكوين العشائري لمدينة الزرقاء و كما حصل مع اربد برئاسة الكوفحي وهو ايضا نجل احد ابرز مؤسسي حركة الاخوان المسلمين في الاردن الشيخ والبرلماني السابق والراحل الدكتور احمد الكوفحي.
دون ذلك بطبيعة الحال لا يوجد تعبيرات سياسية او حزبية مباشرة لنتائج الانتخابات التي غلب عليها الطابع العشائري والمناطقي.
لكن عملية الانتخابات وان كانت نسبة التصويت ضئيلة عموما الا انها نجحت بصورة عامة في اظهار قدرة الحكومة والدولة على اجراء انتخابات بصرف النظر عن تحرشات ومقاطعات التيار الاسلامي بالرغم من ان النسبة العامة للمشاركة عمليا بلغت اكثر بقليل من 29% وهي قريبة جدا من نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية السابقة.