مرايا – سلّطت الزيارة الملكية إلى «ام قيس»، الأضواء على المدينة الأثرية التي تعد إحدى مدن الديكابولس العشر، والتي شهدت توقيع وثيقة «أم قيس» قبل 100 عام، كما جددت الزيارة الدعوات بضرورة أن تحظى باهتمام يسهم بتسويق بما تزخر به من آثار ومناظر طبيعية، جاذبة للسياح عربا وأجانب.
ووضعت الزيارة مطالب النساء في دعم مشاريعهن وحِرفهن أمام صناع القرار السياحي والتنموي، حيث أجمعن على ضرورة توفير دعم مادي للمشاريع والمساعدة في تسويق منتجاتهن إلكترونياً، ما يعزز جذب السياح الأجانب إلى أم قيس وجعلها واجهة سياحية تنموية.
وتحدثت عدد من النساء اللواتي يدرن مشاريع انتاجية وتنموية في «أم قيس»، عن أبرز مطالبهن، من بينهن وجدان ملكاوي صاحبة مؤسسة مشتل «بيت الورد»، وهو مشروع زراعي بيئي سياحي يهدف إلى توفير جميع نباتات الزينة والطبية والأشجار المثمرة، ومتخصصة بالزراعات غير التقليدية مثل المانجا والبابايا والفاكهة الاستوائية والقشطة والبندق والسابونا.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اطلع على مشروع وجدان خلال زيارته الأخيرة إلى منطقة أم قيس، كما وزارت جلالة الملكة رانيا وسمو الأميرة إيمان مشروع وجدان قبل عامين، واطلعتا على (كرات البذور) وكيفية المحافظة على النباتات المهددة بالانقراض في المنطقة.
وتستقبل وجدان السياح في منزلها، وتأمل بدعم مشروعها من أجل تطويره والتوسع فيه. وتأمل كذلك نائلة العمري التي تعمل في مشروع تهديب الشماغات الذي اطلع عليه جلالة الملك، بتوفير دعم مادي للمشروع وإيجاد مقر دائم لعرض منتجاتها في مركز الزوار بمنطقة أم قيس، وكذلك مساعدتها في التسويق الإلكتروني.
وتسعى نائلة في المستقبل إلى تدريب الشباب والشابات على هذه الحرفة التي تعلمتها من والدتها، وتوسيع المشروع الذي بدأ كهواية وأصبح مهنة ومصدراً للدخل.
وأما منال بني شمسي فتعمل مع ثلاث فتيات، هنّ أسيل النوافلة وتهاني الصياح ونور الجمعات، على صناعة القشيات من «لحاء الموز» في منطقة أم قيس ضمن «جمعية سيدات اليرموك للحرف اليدوية»، ويسعين إلى توفير غرفة للعمل وأخرى لعرض المنتجات وتسويق منتجاتها داخل المملكة وخارجها. وتأمل منال أن تتمكن وصاحباتها من تجسيد التراث الأردني ونشره، وتوفير المواد الأساسية التي «تكلفتها مرتفعة»، حيث تصنع من القشيات سلالا وأطباقا ومناظر زينة طبيعية.
من ناحيته، بين مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، أن أهمية الزيارة الملكية لمنطقة ام قيس، حفّزت أصحاب العلاقة بالشأن السياحي على وضع خطط تنموية لهذه المنطقة، والعمل على اشراك المجتمع المحلي وخلق فرص عمل لابناء هذه المنطقة، إلى جانب توجيه الانظار إلى أم قيس لأهميتها التاريخية والأثرية، وربطها مع المنتج السياحي في الأردن.
وأضاف:إن العمل جار الآن على تطوير المنتج السياحي لمدينة أم قيس بصورة تسهم بخلق فرص عمل للمجتمع المحلي، وتدريب أعداد كبيرة من أبناء المنطقة، بالاضافة إلى العاملين بهذا القطاع، مشيرا إلى تعميم تجربة ام قيس على كافة المحافظات والمواقع الأثرية في الأردن.
من جانبه، قال مدير دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي:إن اجتماعات عدة ستعقد في الديوان الملكي، للنهوض بمنطقة ام قيس ووضع خطط تنموية لها، لافتا إلى أن جلالته ركز على أهمية أن يلتقي المسؤولون عن القطاع السياحي مع القطاعات السياحية والتنموية والمجتمع المحلي العاملة في هذه المنطقه للوقوف على احتياجاتهم للنهوض بهذه المنطقة الأثرية السياحية التاريخية.
وشددت مديرة سياحة اربد الدكتورة مشاعل خصاونة، على أن وزارة السياحة والآثار تسعى حاليا الى النهوض بالخدمات في موقع ام قيس والعمل على ايجاد مخطط شمولي للموقع وربطه بالتنمية السياحية والمجتمع المحلي ومزودي الخدمة للسائح، تنفيذا للتوجيهات الملكية، وتلبية لطلب الاهالي بإيجاد نوافذ تسويقية لمنتجي الحرف التقليدية.
ولفتت إلى أنه تم زيارة الموقع من قبل ممثلين للوزارة، وإجراء الكشف الحسي على الموقع وتحديد موقع ليكون معرضا دائما للمنتجين لعرض منتجاتهم الحرفية داخل حرمه في نهاية كل اسبوع على مدار يومين.
وأشارت الخصاونة إلى أن مطالب أهالي المنطقة باقامة نزل بيئي في المنطقة تعمل مديرية سياحة اربد حاليا بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على تنفيذه في محمية اليرموك الطبيعية بمنطقة ام قيس والذي يتكون من مركز زوار و١٥ كوخا طبيعيا مع كافة المرافق والخدمات، والذي بدوره سيكون له الاثر الايجابي في ايجاد خدمات البنية التحتية النوعية للزائر، وسيعمل على اطالة مدة اقامة السائح، وبالتالي زيادة النفقات مما سينعكس ايجابيا على الموقع والسكان معا.
وفي السياق بين مدير آثار محافظة اربد زياد غنيمات، ان المدينة شهدت بعد الزيارة الملكية حركة سياحية غير مسبوقة، وهو ما يحتم علينا العمل على تنميتها بما ينعكس على المجتمع المحلي من فرص اقتصادية.
وأضاف: إن هناك اجتماعات مكثفة مع الديوان الملكي، وجولات ميدانية مكثفة، بغية وضع مخطط لمنطقة ام قيس للنهوض بها تنمويا، لأهمية قيمتها التاريخية.