رغم تقدم سنّه، وطول نهار رمضان وتضييقات الاحتلال المريرة، يعتكف الشيخ شفيق القواسمي (76 عاماً) من الخليل في المسجد الأقصى منذ أسبوع.

ويواصل الشيخ القواسمي، والد الشهداء والأسرى، رباطه في ظلال المسجد المبارك وأروقته، رغم اقتحامات شرطة الاحتلال المستمرة للمسجد خلال الأيام الماضية.

ويسمح الاحتلال لمن هم فوق الـــ 50 عاماً فقط من الرجال بعبور الحاجز للصلاة بالأقصى في جُمع رمضان، حيث لن يسمح الاحتلال للشيخ القواسمي بالدخول عدا أيام الجمع، بسبب المنع الأمني كونه والد شهيدين وأسير، وشقيق شهيد.

وقال القواسمي، إنه عزم الاعتكاف والرباط في المسجد منذ الجمعة الماضية، منتهزاً الفرصة الوحيدة التي يسمح فيها الاحتلال بمروره دون الكشف عن بطاقته.

وأضاف أن المرابطين هم الدرع الحامي للمسجد الأقصى، ويخوضون معركة وجودية مع الاحتلال ومستوطنيه.

وأوضح أنه في أحد اقتحامات شرطة الاحتلال لباحات المسجد قرر الاستقرار في صحن قبة الصخرة، مضيفاً: “جلست بجانب الصخرة غير آبهٍ بقوات الشرطة ولا قنابلهم أو رصاصهم”.

ويرى الشيخ أنه بجلوسه رغم أنف الاحتلال الذي كان يفرغ المربطين والمعتكفين من المسجد عنوة وبالرصاص، دافع عن المسجد وأثبت أحقيته فيه، ومنع استفراد الاحتلال بمسرى الرسول صل الله عليه وسلم، على حد تعبيره.

وأضاف: “كل مرابط يدافع عن الأقصى بما يستطيع ويقدر، سواء برمي حجر أو بطرق الأبوب أو بزيادة سواد المسلمين في باحاته”.

ودعا الشيخ إلى الرباط في المسجد الأقصى، لحمايته من محاولات تهويده واقتحامه من قبل قطعان المستوطنين، قائلاً: “طالما أن المسجد مليءٌ بالمعتكفين لن تجرأ المستوطنون على اقتحامه، حتى أن أصوات التكبير تربك المستوطنين”.

وأشاد بصنيع الشبان المرابطين في المسجد ومواجهتهم لاقتحامات المستوطنين، موضحاً “إن قلوب الشبان تحرّقت على ما يجري للمسجد، وعلينا ابتداع كل الأساليب الممكنة للحيلولة دون دخول المستوطنين إلى المسجد، والحفاظ على قدسيته وإسلاميته”.

ويقضي الشيخ وقته بين الصلاة، وقراءة القرآن وتفسيره، والدعاء والجلوس مع الصالحين، فيما يقاوم كل الرصاص والقنابل التي كانت تطلق في المكان كل صباح، تجاه المعتكفين.

ويشهد المسجد الأقصى اقتحامات متكررة منذ أيام بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، ويط مواجهات عنيفة بين الشبان المرابطين وشرطة الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الجمعة، مئات الشبان من المسجد القبلي عقب اقتحامه وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز تجاه المعتكفين، ما أدى لإصابة العشرات بالرصاص المطاطي وحالات اختناق.