مرايا – دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله القادة والنشطاء في مجال البيئة والمناخ لمقاومة التشاؤم وتبني “تفاؤل طارئ” خاص بأزمة المناخ، لإلهام الآخرين وقيادة التحول وتشجيع العمل الجماعي.

جاء ذلك خلال مشاركة جلالتها، اليوم الخميس، عبر كلمة متلفزة مسجلة في قمة مجلة فورين بوليسي الافتراضية حول المناخ، وهي قمة تعقد عبر الانترنت ليومين، تهدف للنهوض باستراتيجيات شاملة وقابلة للتطوير لمواجهة التغيرات المناخية.

ومن بين المتحدثين في القمة رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن، ورئيس كوستاريكا كارلوس ألفارادو كيسادا، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأميركي الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري.

وتحدثت جلالتها، في كلمتها، عن التهديد المقلق الذي تشكله حلقات التغذية المرتدة التي تسرّع الاحتباس الحراري لكوكبنا، كالمستويات القياسية من الارتفاع الذي يسجله غاز الميثان في الغلاف الجوي، نتيجة زيادة كميات الأمطار على المناطق الاستوائية الرطبة.

وأشارت جلالتها إلى وجود حلقات تغذية مرتدة أخرى (للمناخ) جديرة باهتمامنا، وهي التي يُراهن عليها لإنقاذ مستقبلنا المناخي، وهي حلقات في عقولنا وقلوبنا.

وأشارت جلالتها إلى نتائج استطلاع عالمي جديد شمل شبابا ويافعين حول العالم، أظهرت شعور المشاركين بالقلق تجاه مستقبل كوكبنا.

ونبهت جلالتها بالقول “إذا آمن الناس أنه ليس هناك ما يمكن فعله، فمن السهل ببساطة عدم فعل أي شيء. العجز يزيد مشاكلنا سوءاً، وذلك يقود ليأس أكبر”.

واستدركت جلالتها حديثها بالقول: “الخبر المفرح هو أننا لم نصل هناك بعد”، داعية لتسخير آمالنا لتحقيق التقدم وتغيير نطاقنا من “هلاك” إلى “فرصة”.

وتحدثت عن عدد من التطورات العالمية الإيجابية كانخفاض أسعار الألواح الشمسية والبطاريات الكهربائية حول العالم.

وقالت “قرأنا تقارير، ورأينا ابتكارات رائدة بأعيننا، ونعلم أن هناك نقاط تحول إيجابية في متناول أيدينا”.

كما تحدثت جلالتها عن تجربتها كعضو في مجلس جائزة ايرث شوت، التي أطلقها الأمير ويليام دوق كامبريدج عام 2020، كجائزة ومنصة مالية عالمية تهدف لتشجيع الابتكارات البيئية وتوسيع نطاقها، والتي يمكن أن تساعد العالم على تحقيق مناخ مستقر بحلول عام 2030.
وقالت “عندما نصمم على النجاح، حينها يبدأ الإبداع الذي يغير قواعد اللعبة. نرى هذه المعنوية في كل شخص من المرشحين النهائيين والفائزين بجائزة ايرث شوت. وبالمقارنة بحجم المشكلة، قد تكون جهودهم صغيرة. لكن ذلك لم يمنعهم، لأنهم – مثلكم – يرون أنفسهم كجزء من مشروع جيل”.

وأعادت التأكيد على قوة الأمل في معركة المناخ، وأثنت على أولئك الذين يسعون جاهدين للمساهمة في مكافحة تغير المناخ. وقالت “من خلال إحداث اختلاف بأي طريقة ممكنة، فإنهم يهدفون لإلهام الآخرين على العمل. بهذه الطريقة، يخلق مثلهم من قادة المناخ حلقة تغذية مرتدة يمكن الاحتفال بها وتكريمها. حلقة تعمل على التفاؤل، الشعور بالقدرة.. والإيمان بأننا معاً يمكننا تحسين الأمور، ولذلك علينا المحاولة”.

وتهدف قمة فورين بوليسي الافتراضية السنوية الثانية حول المناخ، والتي جاءت تحت عنوان: “الانتقال إلى صافي انبعاثات صفرية: الوفاء بالتزامات COP26″، إلى دفع الحوار العالمي حول المناخ والمزيد من الالتزامات المناخية العالمية. ويبث الحدث الافتراضي عبر الانترنت مجاناً ويضم مجموعة من القادة والخبراء والنشطاء البيئيين من جميع أنحاء العالم.