مرايا – دمعت عينا جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الاحتفال الوطني بعيد الاستقلال في قصر الحسينية، اليوم الاربعاء، متأثرا بقصة رواها الشاب الأردني علي شجراوي المغترب في أمريكا، بمقطع فيديو بث في الحفل خلال لقاء سابق في طفولته مع جلالة الملك عبدالله.

الشاب شجراوي قال في الفيديو، إنه ولد في الزرقاء وعاش بها، حيث كان والده عاملا في سلاح الجو الملكي ووالدته معلمة، مشيرا إلى أن والده ترك التعليم باكرا لمساعدة والده في مصاريف المنزل، ولذلك ادرك ما فاته من تعليم فقرر تعويضه في ابنائه.

وأضاف أنه في صفه السابع اجرى عملية جراحية في قدمه اليسرى وكان يتوجب عليه ارتداء حذاء طبي خاص، كلف والده ثلث راتبه، إلا أن ذلك لم يكن مهما لوالده الذي حرص على عدم تأثر دراسته.

وقال إن والده قدم إلى المدرسة ودخل الى الصف بعد أن استأذن المعلمة، وأمام طلبة الصف كافة نزل والده على الأرض وألبسه الحذاء، وكان “يجحرني” لأنظر إلى المعلمة، بدلا من النظر إليه، وسط صدمة الطلبة، فيما لم يحرج والده الذي حرص على تعليمه..

وأكد أن هذا المشهد جعله يعاهد نفسه ألا يسمح لشيء يحول دونه ودون تعليمه، فاجتهد أكثر في دراسته، إلى أن تقدم لمدارس “كينغز أكاديمي” عبر مقهى للانترنت..

وأوضح أن والده شجعه على ذلك بعد طلبه للمقابلة رغم أن الظروف المادية لم تكن تسمح بذلك، إلا أن والده طمأنه وقال له “ولا يهمك حتى وإن بعنا المنزل، فقط افعل ما عليك فعله”، إلا أنه لم يقبل في المرة الأولى بسبب ضعفه في “الانجليزي” ما دعاه إلى دراسة “الانجليزي” سنة كاملة والتقدم مجددا حتى قبل بمنحة كاملة..

وروى الشاب شجراوي قصة اخرى في الفيديو، أن دعته المدرسة الى لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني في رحلة إلى وادي رم، ووسط حديث مع جلالة الملك خلال سهرة يتوسطها موقد نار، تناول فيها الطلبة كل ما يريدون سؤاله لجلالة الملك.

وقال إن ذلك استمر حتى حان العشاء، فيما كان هو آخر من يتوجه إلى الطعام، فحين عاد من البوفيه حاملا صحنه لم يجد مكانا يجلس به فقرر الجلوس إلى الأرض، ففجوء بأن جلالة الملك أشر له ليجلس مكانه وجلس هو إلى جانبه على الأرض.. الأمر الذي ذكره بموقفه مع والده الذي جلس على الأرض ليقدم لأبنه دون أي حدود..

وأكد شجراوي أن هاذين الموقفين مع أكثر شخصين يقدرهما ويحبهما، علماه أهم درسين في حياته، فعلمه والده أن لا يترك شيئا يحول دونه ودون حقه في التعليم، وكذلك علمه الملك أن أينما وصلت في الدرجات عليه أن يبقى متواضعا أمام العلم والتعلم، وأن يقدم للآخرين كما قدموا له في يوم ما..

وشكر الشاب شجراوي والده، كما شكر جلالة الملك