مرايا – أثارت حلقة من برنامج ديني بثتها إحدى القنوات التلفزيونية المحلية موجة من اللغط والرفض لما تضمنته من معلومات على لسان مقدِّمها حول أحداث في سيرة سيدنا موسى عليه السَّلام وربطها بمحافظة أردنية.
وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المقطع المصور الذي تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية ومنصَّات نشر علنية من بينها فيسبوك وتويتر وانستغرام وتيك توك واستغرب ناشروا المحتوى المعلومات التي وردت فيه وشكَّكوا بمصداقية المعلومات وكيفية تناولها وتوقيتها.
مقطع الفيديو مثار الجدل، والذي لم نتمكن من الحصول عليه برابط القناة أو الصفحات الشخصية للمقّدم، أخضعه (أكيد) لمعاييره بعد تناقله على مواقع محلية، وواتس آب، وفيسبوك، فوجد أنَّه احتوى على جملة من المخالفات المهنية هي:
أولًا: تناولت الحلقة سيرة النبي موسى عليه السَّلام بذكر قصة دون سند، حيث لم تُنسب لمصدر ديني أو مرجع تاريخي، علمًا بأنَّ هذه السيرة وردت في غير موضّع من القرآن الكريم في سور: إبراهيم والإسراء والدخان والنازعات، وغيرها.
ثانيًا: لم تتحرً الحلقة الدِّقة والنزاهة في نقل المعلومة، ما يُسهم في تشويه الحقائق، ونشر معلومات مغلوطة دون مصادر ترتبط بالديانات، مخالفة بذلك المادة الرابعة من ميثاق الشَّرف الصحفي.
ثالثًا: استخدمت الحلقة أيضًا لغة غير مناسبة في عرض وتقديم المادة المذاعة، فسّرد المذيع للأحداث وربطها بقصص وتوصيفات لا يمكن الجزم بمدى صحتها، مستخدمةً ألفاظًا لا تليق بمقام النبي موسى عليه السلام ومكانته الدينية، يجانب النزاهة والحيادية في نقل المعلومات، وينتهك حق الجمهور في الوصول إلى المعلومة وحقهم في المعرفة.
رابعًا: سّاقت الحلقة كذلك ادِّعاءات بأنَّ الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم مديحاً لأهالي محافظة أردنية وخصَّهم في ذلك، لاستقبالهم النبي موسى عليه السلام وإطعامه من طعامهم وتزويجه إحدى بناتهم دون أن يورد أدلة على صحة ما ذهب إليه، مخالفًا أخلاقيات العمل الصحفي بعدم نشر معلومات غير مؤكدة أو مضللة أو مشوهة.
خامسًا: أثارت المعلومات الواردة في الحلقة المذاعة الكثير من اللغط والسخرية وتحولت لمادة للتندر من قبل الكثيرين، بينما أبدى بعضهم الآخر استياءهم ودفعهم للتحقق من مضامينها بالعودة إلى الروايات التاريخية التي تناقلت سيرة سيدنا موسى لتفنيد ما ورد في الحلقة.
ولم يعثر (أكيد) خلال رصده على صدور أيِّ توضيح من مقدِّم البرنامج أو القناة التي بثت الحلقة حول الأدلة التاريخية والدينية التي استندت إليها التصريحات التي جاءت في الحلقة، أو تصحيح واعتذار عما تحدثت به الحلقة، مبتعدين عن الممارسات الفضلى بضرورة تصحيح ما سبق نشره، إذا تبين خطأ في المعلومات المنشورة، ويجب على المؤسسة الصحفية أو الإعلامية أن تنشر فورًا التصويب أو الاعتذار عن أيِّ تشويه أو خطأ كانت طرفًا فيه، وإعطاء الحق في الرَّد على أيِّ معلومة غير صحيحة للأفراد ومؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية ذات الصلة بموضوع النشر.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى الابتعاد عن نشر المغالطات والمعلومات غير الدقيقة، والتَّحقق من صحة المحتوى الذي يزودون الجمهور به فرسالة الصِّحافة تقتضي الدِّقة والموضوعية، وممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والأخبار قبل نشرها.