مرايا – تحتل المنتجات والسلع الاستهلاكية الأردنية وخاصة الأساسية والغذائية منها، مكانة تنافسية عالية في السوق القطري.
ويقول مسؤولون وعاملون في عدد من منافذ البيع بالتجزئة في قطر، إنه بالإمكان ملاحظة مدى هذه التنافسية، من خلال الاهتمام الذي تبديه المتاجر الكبرى ومراكز التسوق والمحال التجارية في السوق القطري، بعرض السلع الغذائية الأردنية في أماكن بارزة تقع عليها أعين المستهلك، وخاصة منتجات الخضراوات التي يحرص القائمون على تلك المتاجر على عرضها في واجهات الأماكن المخصصة لأقسام الخضار والفاكهة الطازجة، بالنظر إلى الطلب الكبير عليها من مختلف شرائح المستهلكين.
وأشاروا إلى أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد كما يقول مسؤول قسم المشتريات في أحد محال الهايبرماركت الكبرى بالدوحة علي ذيب، بل تعداه إلى نجاح السلع والمنتجات الغذائية المستوردة من الأردن وخاصة الخضار والفاكهة، في اختبار منافستها لنظيرتها من المنتجات الأميركية والتركية التي تغزو الأسواق القطرية.
وأضاف أن هذا يتضح بشكل جلي من خلال وضع سلع ومنتجات أردنية وأميركية جنبا إلى جنب، فتجد ذات الإقبال على السلع الأميركية والأردنية، موضحا أن بعض المنتجات الأردنية تكون أحيانا أسعارها أعلى قليلا من مثيلتها الأميركية، لكن تجد الإقبال عليها كبيرا ما يجعلها تتفوق على الأميركية، وهو ما يؤشر بوضوح لا نقاش فيه إلى أن السلع الغذائية الأردنية باتت تنافس أهم وأكثر سلعة عالمية ذات سمعة كبيرة وهي المنتج الأميركي.
ومن أبرز المنتجات الغذائية الأردنية التي تنافس بقوة نظيرتها التركية والأميركية، الخضار والفاكهة على اختلاف أصنافها، والتمور وخاصة النوع الذي يعرف بـ “المجدول”، والمعلبات، والبهارات، والشوكولاتة، ومشتقات اللحوم والدواجن، والمكسرات، والمنتجات البلدية مثل الحلويات التراثية التقليدية، وزيت الزيتون والزيتون والبيض والمعلبات والمنتجات المجمدة والأجبان والألبان وخاصة “اللبنة الجرشية” التي أصبحت لا تخلو منها أرفف معظم متاجر الدوحة صغيرة كانت أو كبيرة.
من جهته، أكد عمر العميان الذي يدير قسم المواد الغذائية في أحد مراكز التسوق الشهيرة في الدوحة، أن هناك مستهلكين في السوق القطري، أصبحوا يفضلون السلع الغذائية الأردنية على كثير من السلع المستوردة من أماكن أخرى حول العالم وليس التركية والأميركية فحسب.
وبين أن منتجات الخضار القادمة من الأردن، تصل قطر طازجة وتحظى بنوعية ممتازة وذات جودة عالية، وعلاوة على ذلك أسعارها معقولة جدا، فما الذي سيجعل المستهلك يذهب إلى منتجات دول أخرى.
وأوضح العميان أن هناك قائمة تطول من المنتجات والسلع الغذائية الأردنية تستطيع اليوم، المنافسة بقوة وأكثر من أي وقت مضى في السوق القطري، بل وتستقطب مختلف شرائح المستهلكين حتى أولئك الذين اعتادوا على أصناف مستوردة من دول بعينها مثل تركيا وأميركا، لكن عندما يتعلق الأمر بالتمور مثلا أو المنتجات البلدية الطازجة ذات الطابع التراثي، فإن السلع الأردنية هنا تتفوق بلا منازع ولا منافس لها على الإطلاق.
بدوره، قال حسام قطامي وهو مسؤول بالتسويق في مركز متخصص بتجارة المواد الغذائية في قطر، إن المنتجات الغذائية الأردنية تحظى بكل المواصفات التي تجعلها تنافس بقوة نظيرتها الأميركية.
وأضاف أن أسعارها أقل وجودتها أعلى وتصل أسرع للسوق القطري، فضلا عن تنوعها الكبير الذي يتيح خيارات متعددة أمام شرائح المستهلكين، ما يساهم في جذبهم أكثر من أي سلعة ومنتجات مماثلة أخرى.
ولفت قطامي إلى أن المنتجات الغذائية الأردنية لها المقدرة العالية على منافسة نظيرتها الأميركية في السوق القطري، فهذه المنتجات أصبحت اليوم تغزو معظم مراكز التسوق والمتاجر في قطر، وهو ما يعد نتيجة طبيعية لجودتها العالية وأسعارها المنخفضة.
وتابع، أصبح من الطبيعي اليوم أن نرى العديد من المتاجر تتسابق على عرض المنتجات الغذائية الأردنية جنبا إلى جنب مع المنتجات الأميركية، وغيرها من المنتجات الأخرى سواء التركية أو غيرها.
وتوقع قطامي استمرار السلع الغذائية الأردنية في فرض حضورها وتنافسيتها العالية ليس في قطر فحسب، بل في جميع الأسواق الخليجية والعربية، ومعظم الأسواق الخارجية التي تصل إليها، مضيفا أن هذه السلع ربما تحتاج في بعض الأحيان أكثر لعملية تسويقية منظمة، ما سيجعلها تتربع وبلا منافس في صدارة الأسواق الخليجية والأجنبية.
من جانبه، أوضح أيمن زعيتر الذي يدير أحد منافذ بيع المواد الغذائية في الدوحة، أن تمر المجدول بشكل خاص يحظى بإقبال كبير يتجاوز كثيرا مثيله من المنتج الأميركي على الرغم من تقارب الأسعار في كثير من الأحيان.
وأضاف أن الجودة تفرض نفسها وتمثل الفرق والعامل الحاسم للمفاضلة بين هذه المنتجات بالنسبة للمستهلك.