أكد مختصون أن الأردن في مرتبة جيدة بحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية والطيور من التكهرب.
جاء ذلك خلال ورشة استمرت ثلاثة أيام واختتمت اعمالها أمس الخميس، بتنظيم من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع مؤسسة “بيردلايف انترناشيونال”، من خلال مجموعة من المشاريع الدولية المختصة، منها مشروع المسارات الآمنة لهجرة الطيور في منطقة المتوسط، الممول من مؤسسة “مافا” السويسرية والمنفذ من قبل “بيردلايف إنترناشونال”، ومشروع الطيور الحوامة المهاجرة، الممول من مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومشروع المحافظة على طائر الرخمة (النسر المصري) والممول من الاتحاد الأوروبي، وشارك فيها مختصون عرب وأردنيين، لرفع كفاءة أصحاب العلاقة من شركات توزيع الكهرباء والجهاز الحكومي على المستوى المحلي والإقليمي في السيطرة على مشكلة تكهرب الطيور.
ولفت المختصون إلى وجود علاقة تأثير متبادلة بين خطوط نقل الطاقة الكهربائية والطيور وحدوث الحرائق للغابات، مشيرين إلى أن عزل خطوط نقل الطاقة يعود بفوائد عديدة على حماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية من الأعطال التي قد تسببها الطيور عند ارتطامها بالأسلاك، وما ينتج عنه من تكهرب يؤدي إلى اشتعال الطيور وسقوطها على الغطاء النباتي، مسببة حرائق في الغابات.
وأوضحوا أن حماية حياة الطيور تنعكس إيجابا على تمويل مشاريع الطاقة كون الجهات المانحة تفرض التزامات للحفاظ على البيئة وحياة الطيور.
وقال مدير وحدة إدارة مشاريع الطيور في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة طارق قنعير، إن حوادث تكهرب الطيور واصطدامها مع خطوط الطاقة، تعتبر أحد الأخطار الرئيسية التي تهدد حياة الطيور وخطوط نقل الطاقة الكهربائية على المستويين المحلي والعالمي.
وأشار إلى أن الجمعية، تنبهت لهذه الأخطار مبكرا وتواصلت لهذه الغاية مطولاً مع الجهات المختصة، بهدف إعداد الأطر القانونية والإجراءات التنفيذية لتفادي مثل هذه الحالات.
وأضاف أن الجمعية بدأت بالعمل على تعريف المناطق الخطرة لتكهرب الطيور، من خلال مسوحات ميدانية قامت بها على المستوى الوطني.
وذكر أن الجمعية تواصلت مع إدارة مكب نفايات “الإيكيدر” الذي ينفذ مشاريع دولية لتطوير الموقع، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجهات أخرى حول هذه المخاطر، حيث قامت بعزل خطوط الطاقة في المكب تفادياً لحوادث مماثلة.
وقال إن الجمعية تعمل حاليا على تطوير إجراءات وطنية من خلال عقد ورشة التدريب لكيفية تطبيق هذه الإجراءات للجهات المعنية والفاعلة.
وأكد قنعير أن الأردن في مرتبة جيدة بهذا المجال، وأنه بتطبيق خطوات عزل خطوط الطاقة ستنعكس الفائدة على ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب انقطاعه لثواني بنتائج سلبية على كثير من القطاعات التي يتوقف عملها، كما أنه سيحد من حرائق الغابات بسبب سقوط الطيور المشتعل على الغطاء النباتي.
من جانبه، قال مدرب الورشة الخبير المختص في الطيور من المملكة العربية السعودية الدكتور محمد شبراق، إن أهم تحدي يواجه الدول العربية في مجال حماية الطيور من التكهرب وحماية خطوط الطاقة هو قلة الدراسات العلمية والبحوث الموثقة، لأن توثيق الجهود العلمية يحقق كما من المعلومات المتراكمة ويؤسس قاعدة بيانات معرفية تساعد الدول على النجاح في حماية حياة الطيور وخطوط نقل الطاقة وتقليل حرائق الغابات، مشددا على ضرورة تفعيل دراسات الأثر البيئي لمشاريع الطاقة، والعمل على إيجاد تقييم بيئي استراتيجي بنظرة شمولية متكاملة الأبعاد.
ولفت شبراق إلى أن الأردن بمرتبة جيدة كونه تنبأ مبكرا لخطر هذه الظاهرة، ولمصادقته على معظم الاتفاقيات التي تتصدى للتغير المناخي وتحفظ حياة الطيور.
ولفت إلى أن التزام الدول تجاه حماية البيئة بما فيها حياة الطيور يجذب تمويل الجهات المانحة ومصارف التنمية التي تمول مشاريع الطاقة كون تلك الجهات تفرض التزامات من شأنها الحفاظ على التنوع الإحيائي.
من جهته، أشاد المهندس جهاد البدور من شركة توزيع الكهرباء بالورشة التدريبية كونها طورت المعرفة لدى المشاركين بما يخص الأثر السلبي الذي يعود على خطوط الطاقة الكهربائية بعد تكهرب الطيور وانقطاع التيار حيث يتجاوز الأثر السلبي الكثير من القطاعات مثل توقف ضخ المياه لوقت أطول حتى بعد عودة التيار.
وأضاف أن الورشة وجهت المشاركين من قطاع الكهرباء إلى ضرورة التعاون لإعداد دراسة لتقييم الأثر الاقتصادي لانقطاع التيار الكهربائي الناتج عن الصعق الكهربائي.
من جانبها، اعتبرت منسقة استعمالات الأراضي وتقييم الأثر البيئي في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة نور خريس، أن الورشة إضافة نوعية حول المخاطر التي تهدد الطيور، مضيفة أن التحدي الأكبر استطاعت الجمعية تجاوزه بالتعاون مع الشركاء والذي تمثل في التنسيق والربط بين مختلف الجهات المعنية، وتتبنه الجهات المعنية كافة الحلول وتطبيقها على أرض الواقع.