مرايا – قال نقيب المهندسين الأردنيين رئيس اتحاد المهندسين العرب المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن تكرار الحوادث والازمات في الأردن من حادثة البحر الميت إلى حادثة السيول وانقطاع التيار الكهربائي واخرها حادثة العقبة، تؤشر على ترهل الجهاز الإداري واغفال احتياطات السلامة العامة في كافة المنشآت، مشيرا إلى أن نقابة المهندسين سارعت ومنذ انفجار بيروت في لبنان الى عقد ورشات عمل للتنبيه من مخاطر الازمات المختلفة ورفعت التوصيات الى الجهات المختصة في ذلك المجال.

جاء ذلك خلال ندوة “إدارة التداول الآمن للمواد الخطرة في الموانئ البحرية”، والتي عقدتها جمعية سلامة العلميات الكيميائية وجمعية السلامة والصحة المهنية في شعبتي الهندسة الكيميائية والميكانيكية بنقابة المهندسين الأردنيين، اليوم السبت.

وأضاف المهندس سمارة أن نقابة المهندسين قدمت خلال حادثة البحر الميت تقريرا من أرقى التقارير التي صدرت بتاريخ الأردن، وعقدت ورشة عمل بعد سنة من تقديم التقرير لبحث ما تم تنفيذه من توصيات، إلا أن الجهة الوحيدة التي اخذت بتوصيات النقابة هي مديرية الدفاع المدني بل وزادت على تلك التوصيات، مبينا ان كافة مؤسسات الدولة الاخرى لا علم لدينا بما قامت به.

وأكد على ضرورة تقديم مقترح لإنشاء مركز وطني بحثي لإدارة المواد الخطرة، وايجاد مصفوفة عمل تتناول كافة الملفات دون فصل احداها عن الأخرى، لافتا إلى أن نقابة المهندسين وبعد حادثة العقبة، أصدرت بيانا عبرت خلاله عن موقفها الفني والمهني وتواصلت مع وسائل الاعلام ووضعت المجتمع والمهتمين بصورة التفسيرات الفنية والتحليلات العلمية للحادثة.

وشدد المهندس سمارة على أن الاوان آن للخروج بخطة عمل وتحديد المسؤوليات والعمل على رفع كفاءة الكوادر الفنية والادارية بالتعاون مع القطاعات المختلفة، مشيرا إلى أن مركز تدريب المهندسين وأكاديمية المهندسين على استعداد تام لتقديم الخبرات اللازمة في كافة المجالات.

وتطرق المهندس سمارة خلال الندوة إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الى الشرق الاوسط، مؤكدا أن لا عدو للأمة غير العدو الصهيوني وأن البوصلة لن تتوه وكل محاولات خلق تحالفات لتحويل البوصلة باتجاه اعداء آخرين لن تمر على الشعوب العربية، فالشعوب العربية متيقظة أن العدو هو العدو الصهيوني وأن الصراع مع ذلك العدو فقط، وأن كل البنادق تتجه نحوه ولن نعترف بوجوده من حيث المبدأ، ولن نقبله ولن نطبع معه، وستبقى فلسطين كل فلسطين من نهرها الى بحرها ومن شمالها الى جنوبها فلسطين موحدة، ولن تغرينا كل الصفقات الاقتصادية وغيرها وسيبقى العدو الصهيوني هو محل التناقض الرئيسي وان كان هناك تناقضات ثانوية مع اي دولة.

من جانبه، قال عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس شعبة الهندسة الكيميائية المهندس محمد المحاميد، إن الندوة تحاكي موضوعا في غاية الأهمية باعتباره يمس سلامة الانسان والبيئة، ويمس استثمارات عانت البلاد كي تحصل عليها، مشيرا إلى أن الحادثة الأليمة التي حصلت في ميناء العقبة هي قضية تحتاج لدراسة معمقة من جميع مؤسسات الوطن وعلى قاعدة الشفافية الحقيقية بعيدا عن اي شعارات براقة.

وأكد على أن نقابة المهندسين كانت أول من أصدر بيانا حول تلك الحادثة وضعت خلاله كافة خبراتها تحت تصرف الجهات الرسمية للمشاركة في أي جهد وطني يخص الحادثة من تحقيق او بناء منظومة السلامة العامة للمنشآت بدءا من التقييم الحقيقي لواقع تدابير السلامة المطبقة في المنشآت الوطنية كافة.

ولفت إلى أن تداول المواد الكيميائية وشروط السلامة الخاصة بها عنوان كبير يتطلب التركيز من كافة الجوانب كون قطاع الصناعات الكيميائية يعد أكبر القطاعات الصناعية في الاردن، ويتعامل مع الكثير من المواد الخطرة التي قد يكون بعضها أشد خطورة من غاز الكلورين الذي سبب حادثة العقبة.

وأكد نائب رئيس شعبة الهندسة الميكانيكية المهندس طارق مدانات، على ضرورة رفع درجة الاهتمام بكل ما يتعلق بإدارة المواد الخطرة من النواحي التشريعية والمؤسسية، وتعزيز القدرات وتطوير التدريب والتعليم والتوعية وغيرها، وذلك تجنبا للحوادث التي نتج عنها الكثير من المخاطر والاصابات التي ينبغي على المسؤولين واصحاب العمل والعاملين ادركها وأخذ الحيطة والحذر والوقوف على أسبابها لتجنب الوقوع بها.

وقال المهندس مدانات، إن انعقاد الندوة يأتي تتويجا لجهود جمعية السلامة والصحة المهنية في شعبة الهندسة الميكانيكية بالشراكة مع جمعية سلامة العمليات الكيميائية في شعبة الهندسة الكيميائية لتشكل لقاء للمختصين في ذلك المجال، ولإلقاء الضو…