مرايا – خاص

كشفت اللحظات الاخيرة في مجلس النواب عن الوزن النوعي الذي يمثله شخصية برلمانية عريقة وعتيقة بحجم عبد الكريم الدغمي, عميد البرلمانيين الاردنيين واقدم البرلمانيين العرب, الذي نجح في امتصاص محاولات توتير الاجواء العامة في دورة استثنائية ينتظرها المجتمع الاردني بكامله نظرا لاحتوائها على منظومة القوانين الاقتصادية الحاملة للرؤية التحديثية, بعد ان شهدت مناكفات نواب لحسابات شخصانية, كادت ان تعصف بالعلاقة بين النواب والحكومة, التي نجح الرئيسان عبد الكريم الدغمي رئيس مجلس النواب والدكتور بشر الخصاونة رئيس الحكومة في تأسيس جذر مهني دستوري لتأصيلها ونزع مفاهيم الاستقواء او الاحتواء.
سلوك الدغمي النيابي ليس غريبا على شخصية قانونية تنتمي الى الفكر القومي, ولها تجارب سياسية وبرلمانية طويلة تجعل من الرجل قادرا على ادارة دفة الجلسات بمهارة, واحتواء لحظات الغضب والتنافر, وبالمقابل التقاط محاولات العبث والتطاول, وتلك صفات كان البرلمان بحاجتها, بعد سعى اكثر من نائب الى تحقيق شعبويات باهتة, او الى رسم انتصارات دينكوشوتية,واستعراضات بهلوانية لرسم بطولة كرتونية, لكن النائب العتيق والعريق كان يقظا واحبط كل هذه المحاولات بمهارة استثنائية تارة بالحزم وتارات بالعزم, ليثبت انه قائد من طراز رفيع وبرلماني يقظ وقومي اصيل.