مرايا – مندوبا عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رعى وزير السياحة والآثار نايف الفايز، الأربعاء في مدينة الفحيص ايقاد شعلة مهرجان الفحيص في دورته الثلاثين لهذا العام.
وقام الفايز بايقاد شعلة المهرجان بحضور وزيرة الثقافة د.هيفاء النجار وعدد من الوزراء والنواب والاعيان ووجهاء المدينة والبلقاء وجمع دبلوماسي، ايذانا بانطلاق فعاليات الدورة الثلاثين من المهرجان التي تستمر سبعة أيام.
بدأ الحفل الذي قدمته الاعلامية اسيل الخريشا بالسلام الملكي، ثم ألقى مدير مهرجان الفحيص ايمن سماوي كلمة أمام راعي الحفل والحضور قال فيها:
«بسم الله وعلى بركة الله نبدأ،
يدُ تزرع، ويدُ تمسك بالمحراث، ويبارك الله هذا العمل ويحيله قمحاً وغلالاً عاماً بعد عام.
وتتجدد مواسم الخير والعطاء بحضوركم، فالأرض الطيبة لا تنسى اليد التي نثرت البذار، ونبت البذار قمحاً، وتجدد معه فرح البيادر ثلاثين مهرجاناً، احتضنت على مر السنين الفن والإبداع والثقافة والانتماء، وما زالت تسعى نحو أفق أرحب بكل ثقة ووعي وعزيمة».
وأضاف: «لقد تعلمنا من قيادتنا الهاشمية الكثير الكثير،
تعلمنا أن ننحاز للحياة
وتعلمنا أن لكل شعب رسالته
وأن الرسالة التي تحمل الخير والفرح للأرض والناس هي رسالة مقدسة
وتعلمنا الثبات والعزيمة في ظروف العسر واليسر
وأن الفن والابداع والفرح هي عناوين حضارة ودليل رقي، وأن الشعب الذي يصنع الفرح هو شعب حي ويستحق الحياة «.
وأكد سماوي في كلمته الحرص هذا العام، بإشراك فنانين وشعراء من أخوتنا العرب، إلى جانب ثلة من الفنانين والشعراء الأردنيين.
وزاد «تنوعت فعاليات مهرجاننا لتقدم لروادنا ومشاهدينا أوسع طيف من الجمال والمتعة والفائدة».
وأضاف: «سنحتفي هذا العام بفقيد الوطن، الشاعر جريس سماوي رحمه الله، وسوف يشاركنا بعض الأصدقاء العرب بإحياء ليلة نستذكر فيها هذا الشاعر الذي كان أيضا من الرواد الأوائل لمهرجان الفحيص».
وأشار خلال كلمته إلى تكريم قامة وطنية كبيرة هذا العام، قضى عمره بخدمة وطنه ومليكه، دولة الدكتور معروف البخيت شفاه الله وعافاه .
وبين سعي إدارة المهرجان لهذا العام، أن تقدم الواناً متنوعة من الثقافة والفنون والمعارض، على أكثر من مسرح وموقع، ففي التنوع يكمن النجاح، لان التنوع يمس أذواق الناس على اختلاف ثقافاتهم ومشاربهم.
واستعرض بدايات المهرجان أمام سمو راعي الحفل، قائلًا: «ما زلنا نذكر البدايات بمطلع التسعينيات، حين امتلكنا الحلم بإقامة مهرجان، وبدأنا نلملم شتات الفكرة بتواضع، كي نحول هذا الحلم إلى حقيقة، وقد كان دعمكم وتشجيعكم المتواصل هو أكبر عونا لنا، وهكذا بدأ الحلم يتجسد ويتحول إلى حقيقه، ويصنع شيئاً جديداً كل عام، حتى بلغنا مهرجاننا الثلاثين، الذي ما كنا لنبلغه لولا دعم وتشجيع القيادة الهاشمية، وامتلاكنا للعزم والإرادة، والإيمان بالفرح والثقافة أسلوباً يليق بالحياة».
وتابع: «الشباب هم بناة الحياة وهم المستقبل، ومهرجاننا قام وما زال على عقول وسواعد الشباب، فنحن يا سيدي نتبنى الفنان الشاب والمبدع الشاب، وقد انطلق العديد من الفنانين والمبدعين الأردنيين من مهرجان الفحيص، الذي أصبح تظاهرة سنوية للفن والابداع والثقافة».
وزاد في كلمته بأن مهرجان الفحيص، الذي بلغ عامه الثلاثين، يطمح بأن يحظى بدعم ثابت من الدولة كل عام، مما يتيح لادارته التخطيط الجيد، والإعداد المسبق وفق ميزانية ثابتة، حتى تتمكن من تبني الكفاءات على المستوى الوطني، فالدعم المالي والمادي هو الركن الأساسي الذي يمكن من الاستمرار والتقدم.
وأضاف: «مهرجان الفحيص يحمل رسالة وطنية، ويعتبر من روافد السياحة الوطنية، ويعكس صورة حضارية عن الأردن على المستوى الوطني والعربي، وهو بحاجة للدعم كي يؤدي رسالته باقتدار، وأن ينافس المهرجانات الكبرى على مستوى العالم والاقليم».
وتقدم سماوي بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان وخالص المودة والتقدير لجميع من دعم وساهم في اشعال شعلة مهرجان هذا العام من شركات ومؤسسات عامة وخاصة وداعمين من أصدقاء وأخوة والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، والذين آمنوا بالمهرجان ورسالته الوطنية وقال: «لهم من إدارة المهرجان خاصة ومن أهل الفحيص عامة كل الشكر والمحبة».
وختم سماوي قائلا: «حمى الله الأردن.. وأدام الله على وطننا الغالي في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة نعمة الأمن والأمان ودوام التقدم والازدهار».
رئيس بلدية الفحيص عمر عكروش القى كلمة رحب فيها بمندوب سمو الامير والحضور، وقال ان هذا الاردن يمضي ويعانق مراحل تطوره الهاشميون، وقال ان الاردن اليوم واحة امن واستقرار، ووجه تحية لراعي الحفل ومندوبه، قائلا اننا نعلم انك تشاركنا هذا الفرح الفحيصي الاردني باضاءة شمعتنا الثلاثين.
وزاد عكروش، نحن اليوم على موعد مع الفرح والثقافة في مهرجان التاريخ والحضارة على ارض السلام.
ونوه ان المهرجان دعوة لدعم اواصر التاخي والمحبة التي ارسى قواعدها الهاشميون. وان الانجاز الاردني مصدر فخر ومثال يدرس.
وقال «هذا العام نحتفل باجتياز ازمة كورانا، وهي دليل على حكمة ربان السفينة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصمود الشعب الاردني ووقوفه صفا واحدا».
وختم مهرجان الفحيص بما يحمله من تنوع دليل على ما يكنه ابناء هذه المدينة من حب واحترام للارث الثقافي والحضاري ونظرته ايضا للانفتاح على عالمه العربي والعالم، وشكر دور نادي شباب الفحيص ببصمته الواضحة على ديمومة المهرجان واستمراره.
ونوه عن دور بلدية الفحيص التشاركي مع القنوات الفنية واللوجستية لدعم هذا الحدث الفني والثقافي بالتعاون مع ادارة المهرجان.
وتخلل حفل الافتتاح عرض الأوبريت الغنائي الذي جاء بعنوان «أرض السلام» الذي كتبه الفنان ماجد زريقات ولحنه اللبناني طوني سابا الذي تناول جوانب وطنية وثوابت اردنية وذلك بمشاركة فرقة الاستقلال الفلسطينية، التي عكست من خلال عرضها على مسرح الفحيص التراث الفلسطيني العريق اذ تسعى الفرقة الى توريث الفلكلور من جيل الى اخر وتضم ما يقارب 200 عضو ما بين راقص وطرب موسيقي.
وتلا حفل الافتتاح «ليلة مصرية» قدمت بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا المصرية، قدمها مجموعة من نجوم دار الأوبرا المصرية، وهم الفنانون مروى ناجي، وآيات فاروق، ووليد حيدر، ومحمد حسن.
الدستور