مرايا – ألقى وزير الشباب السابق الدكتور فارس بريزات محاضرة نظمتها الجمعية الاردنية للعلوم السياسية حول العلاقة بين القيم والمشاركة السياسية والاقتصادية، وأدار المحاضرة رئيس الجمعية الاردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات.
وبداية تحدث البريزات عن نوعين من العلاقة بين المجتمع والدولة، الاول هو دستوري وتحكمه القوانين والانظمة والدستور، نوع الثاني يحكمه دور الدولة في تنظيم قطاع الاعمال سواء كان عبر ضرائب، او عبر النقاش الذي يسود العالم اليوم وهو، هل نحن مع ان تكون الضرائب تصاعدية ام تكون نسبة محددة من الدخل سواء كان للشركات ام للاسواق او للاعمال؟.
وأشار الى المعايير التي تحكم عمل استطلاعات الرأي والقيم التي تحاول تفسيرها الاستطلاعات والأسئلة التي تسأل للمستطلع اراؤهم، وان عمل استطلاعات الراي ينظر في معايير سياسات اعادة توزيع الثروة والتمكين داخل المجتمع، وهذا له دورين، دور تمكين ودور حماية، ولهما 4 معايير اساسية وهي “الامن، والتعليم، الصحة، البيئة، النقل والرفاه الاجتماعي”، مشيرا الى انه كلما كان النظام ديمقراطيا اكثر كان هناك سهولة في عمل استطلاعات الراي، وسهولة في عمل عمل سياسات وبرامج تلبي احتياجات المواطنين.
وتناول البريزات خلال المحاضرة استطلاعات الراي وتقييمها للعمل الحكومي والحكومات، حيث تشير الأرقام الى أن نتائج الاستطلاعات تشير الى تراجع التأييد للحكومة وادائها بنسبة 82% في التسعينيات ووصلت في اخر استطلاع الى 29% الان، كما تراجعت الثقة في مجلس النواب بشكل كبير.
وتطرق وزير الشباب السابق الى مفهوم الدولة الريعية، مشيرا الى انه كان هناك أكثر من 60% من الانفاق في ميزانية الاردن كان منح ومساعدات في ستينيات القرن الماضي، ومع مرور الزمن تراجعت المنح من الانفاق لصالح الضرائب والرسوم، وان الاردن بهذا الشكل لم يعد دولة ريعية، وان 90 من الميزانية يأتي من الضرائب والرسوم، واعتبر ذلك هو الاعتماد على الذات، مشيرا الى ان الاحساس بعدم العدالة ارتفعت من 8% عام 1999 الى 37% حاليا، وكذلك قيمة المساواة اذ ارتفعت من 13% الى 33% ممن يؤمنون بانه لايوجد مساواة، وذلك بسبب ارتفاع معدل البطالة الى 23% بسبب الكورونا، وان هناك تراجع الثقة في المجتمع حيث ارتفعت بشكل كبير، وان هناك تغيرات في منظومة القيم ويشمل ذلك ذكورا واناثا سواء التقليدية ام غير التقليدية، وان القيم التقليدية قيم العائلة والدين لا زالت تحكم المجتمع.
واننا نحتاج الى تغيير منظومة القيم الاقتصادية وهذا يؤثر على القيم الديمقراطية وهذا يتطلب المشاركة السياسية، وان نسبة 80% من الاردنيين يرغبون في المقاتلة من أجل بلدهم، وان نسبة الشباب تصل 92% منهم، وان نسبة كبيرة من الاردنيين فخورين بالاردن، وأشار الى ان نسبة الفخورين تنخفض ببلدهم كلما زاد الدخل، وان الفقراء أكثر فخرا بوطنهم، وان الاعتماد على القيم العلمانية في الفترة من 2000 الى 2018 بقيت ثابتة، وهي أقل من 1%.
وأضاف، نلاحظ انه ارتفعت قيم المنافسة وهذه قيم ضرورية للنجاح في الديمقراطية، وان هناك تغيرات في النظرة للقطاع الحكومي، وان هناك تحول للقطاع الخاص، وان المجتمع يتجه للقطاع الخاص والتنافس.
وتحدث بريزات عن ضرورة خفض سن الترشح الى سنة 18 بهدف شعور الشباب بملكية العمل السياسي، وان ذلك قد يؤدي الى توليد سياسيين ناضجين حينما يصلوا الى 40 عام، رغم ان رأي مجتمع لا يذهب بهذا الاتجاه وان نسبة التأييد قليلة، وكل الدول الديمقراطية سن الترشح هو سن الانتخاب أي 18 سنة.
وكان رئيس الجمعية أ.د. خالد شنيكات، قد أشار الى ان الشباب هم العنصر الفاعل في أي مجتمع وينظر الى توجهاتهم وميولهم بانها تحدد شكل المستقبل، ولذلك تعد دراسة الشباب وسلوكهم والعوامل المؤثر فيه هدفا لمراكز البحث والدراسات عبر استطلاعات الرأي، وذلك لوضع البرامج والسياسات التي تناسبهم، ويأتي تنظيم هذه الندوة تزامنا مع اليوم الدولي للشباب.