مرايا –
قالت امرأة اسكتلندية مصابة بالشلل الرعاش المعروف بداء باركنسون، إن ممارسة لعبة تنس الطاولة ساعدتها في تحسّن حالتها الصحية.
وكان الأطباء قد شخّصوا ليونا براوند، من مقاطعة أيرشاير جنوب غربي اسكتلندا، بأنها في مرحلة مبكرة من الإصابة بالشلل الرعاش.
ولم تكن ليونا تجاوزت عامها الـ 38 حينما أخبرها الأطباء أنها في غضون عشرة أعوام فقط ستكون بحاجة إلى الاعتماد على كرسي متحرك.
وتبلغ ليونا الآن 48 عاما، وقد استطاعت إحراز ميداليات في بطولات تنس الطاولة المخصصة لمصابي الشلل الرعاش.
وفي حوار مع بي بي سي، قالت ليونا إن الرياضة ساعدتها في استعادة السيطرة على حياتها، وإنها تأمل في تعميم تجربتها.
التهاب الكبد: ماذا يعني أن يكون الشخص مصابا به؟
بطولة ويمبلدون للتنس 2022: لحظات سالت فيها دموع إيلينا ريباكينا وأنس جابر بعد نهائي البطولة
ألعاب الكومبيوتر: كيف يوظفها الطب لعلاج الإصابات والأمراض؟
وتتلقى ليونا حاليا تدريبات أسبوعية في منطقة درامتشابل، إلى الشمال الغربي من غلاسجو. وكانت ليونا تعمل بالأساس معلّمة تربية رياضية. كما ساهمت في تدشين رابطة للاعبي تنس الطاولة من مرضى الشلل الرعاش في اسكتلندا.
ونظمت الرابطة ثاني بطولاتها في اسكتلندا خلال الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري.
فوائد عظيمة
بدأت ليونا ممارسة لعبة تنس الطاولة قبل عامين.
وقالت ليونا لبي بي سي: “تصاحب الشلل الرعاش أعراض حركية وغير حركية، ولقد عانيت من مشكلة التصلب، فرأيت أن أبدأ في ممارسة نشاط حركي باستشارة متخصصين، وكان الهدف تحسين حركة القدم والجسم بشكل عام”.
ونوّهت ليونا إلى أن “الأمر يتعلق في جانب كبير منه بالوصول إلى توافق بين وضْع الجسم ووزنه، وهو ما شهد تحسنًا مع ممارسة لعبة تنس الطاولة .. كما أن الزمن المستغرق لردة الفعل قد شهد تحسنا كبيرا”.
وكشفت دراسة يابانية أن الذين يمارسون لعبة تنس الطاولة بشكل أسبوعيّ يُظهرون “تحسنا ملموسا في التحدث، والكتابة باليد، والقدرة على ارتداء الملابس، والنهوض من الفراش، وكذلك المشي”.
ليونا
ممارسة لعبة تنس الطاولة تساعد في تخفيف أعراض الشلل الرعاش
ورصدت الدراسة تحسّنات ملموسة في أعراض شائعة لمرض الشلل الرعاش، بما في ذلك وضْعية الوقوف، والتصلّب، وتعابير الوجه، ورعشة اليدين، وبطء الحركة.
تقول ليونا: “مجرد الخروج وممارسة ذلك النشاط يمنحني شعورا بالقوة؛ إذ أحسُّ بسيطرتي على الموقف في وقت كنت أظن أنني فقدتُ القدرة على ذلك”.
وتضيف: “تمّ تشخيص دائي بالشلل الرعاش عندما كنت في الـ 38، وقيل لي وقتها إنني في غضون عشر سنوات سأضطر إلى الاعتماد على كرسي متحرك .. كم يعدّ هذا قاسيا على الصحة النفسية لإنسان في عامه الـ 38”.
وتتابع ليونا قائلة: “ولكن ها أنا ذا، بعد هذا التشخيص لا أرقد على كرسي متحرك – بل أتعلم رياضة جديدة وأحرز ميداليات”.
وتمضي قائلة: “أهمّ شيء بالنسبة لي هو أن أشارك تجربتي مع غيري من مرضى الشلل الرعاش”.
وتقول ليونا: “من السهل أن يستسلم المرء للأخبار السيئة وييأس من تحقيق آماله .. لكنني أعتقد أنّ تخطّي ذلك والتخلي عن الخوف يؤتي ثمارا عظيمة”.
تغيير حياة
شارك 34 متنافسا من أرجاء المملكة المتحدة في بطولة تنس الطاولة الثانية لمرضى الشلل الرعاش، التي أقيمت في غلاسكو.
تقول ليونا: “في أثناء البطولة أحببت رؤية الناس يزدهرون في مواجهة هذا العدو .. المجتمع المحيط مهمّ للغاية، وقد ساعد في تغيير حياة المتنافسين الذين يأتون للتدريب أسبوعيا .. كلّ مَن في المكان يواجهون المعضلة ذاتها رغم تفاوت أثرها من شخص لآخر”.
واختتمت ليونا بالقول: “الآن مهتمنا تتمثل في مساعدة مرضى الشلل الرعاش في أي مكان باسكتلندا، عبر تزويدهم بأدوات تنس الطاولة”.
ويتأهب الفائزون في بطولة تنس الطاولة لمرضى الشلل الرعاش في اسكتلندا، للمشاركة في منافسات بطولة العالم المزمعة في كرواتيا.