مرايا –

 

تحدث مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، حول الحقيقة خلف الحدث الأكثر رواجاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين وهو قصة مطعم “سهول سحاب”.

وقال في بيان اليوم الثلاثاء، “التزمت وسيلة إعلام محلية بالتَّحقق من المعلومات التي بثّتها إحدى الفتيات على منصَّات التَّواصل الاجتماعي حول مطعم “سهول سحاب” شرق العاصمة عمَّان، وقدَّمت لجمهور المتلقين معلومات من الموقع الرسمي لدائرة مراقبة الشَّركات، لكنَّها خالفت معيارًا مهمًا هو لغة المادة الإخبارية التي نشرتها، والتي حملت كثيرًا من الأحكام والاتِّهامات واللغة العاطفية التي قد تتسبّب بالتأثير على جمهور المتلقين وتشويشهم، وكانت بعنوان: “بالفيديو والوثائق الرسمية…الشعب الاردني خُدع بسيناريو وهمي لمطعم سهول سحاب””.

وبين أنه تتع تغطية وسائل الإعلام المحلية ومنصَّات التَّواصل الاجتماعي لقضية نشر فتاة مناشدةً لإنقاذ مطعم يعمل به والدها، وانتشرت رسالتها عبر المنصَّات، وتصدّرت الأحداث يومي 29 و30 آب. رافق ذلك قيام كثير من الأشخاص بزيارة المطعم وشراء وجبات منه، الأمر الذي حقَّق تفاعلًا كبيرًا وصل إلى وسائل إعلام خارجية.

وتابع: “تبين من خلال رصد (أكيد) أنَّ وسيلة إعلام محلية خالفت حسابات مشتركين على مواقع التَّواصل الاجتماعي بنشرها، واتجهت للتَّحقق من المعلومات التي نشرتها الفتاة، وهنا قامت بممارسة مهمة فضلى هي العودة للمصادر الرَّسمية والحصول على وثائق تدل على مالك المطعم وقيمة الاستثمار، ووضعت هذه المعلومات أمام جمهور المتلقين، ثمَّ حقَّقت الوسيلة ممارسة فضلى أخرى عندما قامت بالوصول إلى المطعم وتصوير مقابلات مع مالك المطعم الذي أكد أن قيمة الاستثمار 80 ألف دينار وأنَّ والد الفتاة هو شريك معه، وأجرت لقاء مع الفتاة، وهنا حقَّقت الوسيلة عنصر التَّوازن والحياد، لكنها لم تقم بتغيير لغة المادة الصَّحفية التي خالفت المعايير المهنية باستخدام أسلوب التَّعميم وإصدار الأحكام”.

 

وأضاف: “انتقلت التَّغطية الإعلامية إلى وسائل الإعلام المحلية، وبدأت تنقل من مكان الحدث عدد الحضور وأصل القصة، وتجري لقاءات مع والد الفتاة والفتاة أيضًا، وصاحب المطعم، والتقطت صورًا مؤثرة للفتاة مع والدها، والتزمت التَّغطية الإعلامية بنقل القصة وتأثير التَّواصل الاجتماعي في كثير من تفاصيل القضية”.

وأشار إلى أنَّ منصَّات التَّواصل الاجتماعي كانت هي وأصحاب الصفحات العامة التي لها عدد كبير من المتابعين بداية القصة، حيث تبنّت هذه الصفحات قصَّة الفتاة ومنشادتها، وحقَّقت هدفًا مهمًا هو عدم سقوط استثمار تبلغ قيمته 80 ألف دينار بمدينة سحاب، وهو الأمر الذي لم تركِّز عليه كثير من وسائل الإعلام.

وحول التغطية الإعلامية للخبر قال “أكيد”: يتبيّن من تغطية وسائل الإعلام لقضايا كهذه، أنَّ التَّعامل معها يجب أن لا يكون بالعاطفة، وأنَّ التَّحقق من التَّفاصيل كافة أمر أساسي بعمل الصَّحافة، وأنَّ اللحاق بالشعبويات على منصَّات التَّواصل الاجتماعي أمر يجب أن تتنبّه له وسائل الإعلام.

وأشار إلى أنَّ أكثر ما يخالف المعايير ويقلِّل من جهد الصِّحافي المبذول هو إطلاق الأحكام ولغة المادة الصَّحفية لأنَّ من أهم القضايا التي ترفع من مهنية المادة الصَّحفية هو الالتزام بالحياد واستخدام مفردات وجمل موضوعية ومهنية حتى لا يقع الجمهور ضحية التَّشويش والتَّضليل واضطراب المعلومات.

ونوه أنَّ ما يعنيه هو سلوك وسائل الإعلام في مثل هذه التَّغطيات ولا يبحث عن صدق الفتاة أو صاحب المطعم، حيث إنَّ سلوك هذه الوسائل تحكمه المعايير المهنية المشتقة من نظريات الإعلام ومواثيق الصِّحافة المحلية والعالمية وحقوق الإنسان، والتي اعتُمدت منذ العام 2014، ولا تدخل ضمن تقييمه وسائل التَّواصل الاجتماعي، لكنه يرصد سلوكها في قضايا الرَّأي العام وخطاب الكراهية والتَّنمر وانتقالها إلى وسائل الإعلام.