يوافق الخميس، اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يصادف تاريخ 8 أيلول/سبتمبر من كل عام، حيث يواصل الأردن جهوده في العمل على خفض نسبة الأمية.
وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة، انخفضت نسبة الأمية في الأردن من 88% في عام 1952 إلى 67,6% في العام 1961، وإلى 19,5% في عام 1990، إلى أن وصلت في آخر إحصائية لعام 2020 إلى نسبة 5,1%، ويستمر الأردن للوصول إلى محو كامل للأمية.
ويهدف هذا اليوم إلى التركيز على التفاعل بين محو الأمية والمهارات الرقمية التي يحتاجها الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة، وفرصة لإعادة تصوّر مستقبل التدريس والتعلّم لأغراض محو الأميّة وذلك في غمرة جائحة فيروس كورونا وما بعد اندثارها.
ويُعتبر محو الأمية محركا للتنمية المستدامة وجزءاً متأصلاً في التعليم وشكلاً من أشكال التعلّم مدى الحياة المبنيّة على أساس الإنسانية، كما هو منصوص عليه في الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
وبدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 1967 بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية وتكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة، ويقام هذا العام وسط وجود ما لا يقل عن 773 مليونا من الشباب والنساء غير قادرين على القراءة والكتابة (ثلثي الرقم من النساء) وذلك على مستوى العالم.
وزير التربية والتعليم وجيـه عويس، قال في تصريحات سابقة، إن الأردن أدرك منذ عقود خلت خطورة الأمية وما تسببه من عقبات أمام برامج التنمية المستدامة، مبينا أن الوزارة فتحت مراكز لتعليم الكبار ومحو الأمية وتوسعت فيها حتى شملت أرجاء المملكة جميعها، لتوفير الفرص التعليمية للمواطنين الذين حالت ظروفهم دون مواصلة تعليمهم، وأصبحوا يشكلون عائقًا أمام برامج التنمية، حيث تقدم الوزارة مستلزمات الدراسة للدارسين مجاناً.
وأوضح عويس أن عدد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية التي افتتحت للعام الدراسي 2020/2021 قد بلغ (147) مركزًا بواقع (127) مركزًا للإناث و(20) مركزًا للذكور، التحق بها (1721) دارساً ودارسة، كان منهم (1405) دارسات و(316) دارساً.
وبين أن الوزارة عملت بالتعاون مع الشركاء على تنفيذ برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين، إذ افتتح (194) مركزًا لتعزيز الثقافة للمتسربين، التحق فيها ما يقارب (5600) دارس ودارسة، التزاماً من الوزارة بدورها الوطني في حماية الأطفال المتسربين، وإعدادهم وتمكينهم من بناء ذواتهم والإسهام في نهضة مجتمعهم.
المجلس الأعلى للسكان، أكد في بيان سابق، بيانات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020، بلوغ الأمية عند الإناث نسبة 7.5% مقارنة ب 2.7% عند الذكور للسكان الأردنيين الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر.
وبلغت النسبة 29.7% للفئة العمرية 65 فأكثر (46.6% للإناث و12.9% للذكور)، وتنخفض النسبة بشكل كبير عند الفئة العمرية (15-19 سنة) والتي وصلت إلى 0.7% (0.5% للإناث و 0.9% للذكور)، كما بلغت النسبة 32% عند الإناث اللاتي يرأسن أسرهن، و7.7% للإناث اللاتي يرأسن أسرهن ويقل دخلهن عن 200 دينار، وبلغت 60.8% للإناث اللاتي يرأسن أسرهن من العاملات في المهن الأولية.
وتبين أن أعلى معدلات الأمية بنسبة 8.9% كانت في محافظة معان (12.1% للإناث و5.8% للذكور) وأدناها في محافظة إربد 4.1% (6.6% للإناث، 1.6% للذكور)، وبلغت في محافظة العاصمة 4.2% (6.1% للإناث و2.4% للذكور)، كما بلغت النسبة في الريف 7.8% (11.5% للإناث و4.2% للذكور) بنسبة أعلى من الحضر والبالغة 4.7% (7% للإناث و2.5% للذكور)، مما يستدعي تكثيف الجهود لخفض نسب الأمية وخاصة بين الإناث وكذلك في الأرياف والبوادي والمناطق النائية.
المجلس، أشار إلى أن من أبرز التحديات أيضاً رفض بعض النساء الالتحاق بمراكز محو الأمية بسبب عدم تمكنهن من ترك أطفالهن في المنزل بمفردهم، والذي يتطلب توفير برامج إلكترونية منزلية وربط شرط التحاقها ببرنامج محو الأمية بتعليمها حرفة أو صناعة يدوية ومساعدتها في تسويقها لزيادة دخلها، بالإضافة إلى الثقافة السائدة بعدم اعتبار تعليم كبار السن أولوية، وضعف الوعي بأهمية تعلم القراءة والكتابة، وخجل كبار السن للذهاب لمراكز محو الأمية، وانشغالهم في العمل وعدم توفر الوقت الكافي لديهم، ولعدم توفر منصات إلكترونية خاصة بمحو الأمية .
وبين أن جائحة فيروس كورونا أسفرت عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة، كما وأدى التحول المباغت إلى التعلّم عن بعد إلى وجود الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الاتصال بالإنترنت والبنية الأساسية، فضلاً عن القدرة على استخدام التكنولوجيا.