رصد برنامج عين على القدس، الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، فعاليات مهرجان القدس في دورته التاسعة عشر، تحت عنوان “انهضي يا قدس”، برعاية مركز يبوس الثقافي.

وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، مشاهد من المهرجان، لافتاً إلى أنه تم افتتاحه بالأغاني التراثية الفلسطينية بهدف إعلاء اسم القدس والقضية الفلسطينية.

ويأتي المهرجان في محاولة للمقدسيين لانتزاع الفرحة من رحم المعاناة اليومية التي يعيشونها بشكل يومي من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار التقرير إلى أن مهرجان”انهضي يا قدس” يتضمن فعاليات عديدة من ضمنها الفلكلور الفلسطيني وفعاليات ثقافية وموسيقية ومسرحية ومعرض لوحات فلسطينية تجسد العلاقة بين “الأرض والذاكرة والجسد والهوية الذاتية للفلسطينيين”.

كما يأتي المهرجان في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المؤسسات الثقافية الفلسطينية من خلال التضييق عليها ومنعها من إيصال الرسالة الفلسطينية.

وقالت الفنانة الفلسطينية، دلال ابو آمنة، التي غنت بافتتاح المهرجان، إن دور التراث الفلسطيني عظيم في “تعزيز هذه اللحمة بين الإنسان وبين نفسه من جهة وبين أفراد مجتمعه من جهة أخرى”، مشيرة إلى أن هذا ما تحتاجه القدس وأهلها اليوم، للحفاظ على اللٌحمة وتأكيد اعتزاز وثبات المقدسيين على هذه الأرض، وتعزيز بقائهم على أرضهم “ما بقي الزعتر والزيتون”.

بدورها، أوضحت المقدسية عيدة قنبر، أنه مع تتابع الأحداث “المؤلمة” في القدس، والمأساة التي يعيشها المقدسيون، فإنهم “متعطشون” لهذا النوع من الفن، والذي يجعلهم يفرحون ويتذكرون آلامهم ويشعرهم بصمودهم على هذه الأرض دون ملل أو كلل.

أما الأسير الفلسطيني المحرر، شادي الشرفا، أكد أنه لا يمكن الحفاظ على الثقافة الفلسطينية دون أن يكون هناك نشاطات متكررة تعزز هذه الثقافة خصوصاً لدى جيل الشباب، مشيرا إلى وجود جيل من الفنانين المبدعين الشباب في فلسطين ممن يقدمون أعمالا فنية “رائعة جداً”، وأنه من المهم تعزيز قدراتهم وتنمية مواهبهم وتشجيعهم على الإنتاج الأدبي باعتباره جزءا من النضال ضد الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس بمديرة مركز يبوس الثقافي، رانيا إلياس، التي أوضحت أن ترتيب أي برنامج فني أو قيام أي مؤسسة ثقافية في المدينة مبني على رؤية ورسالة وأهداف.

وبينت أن المركز مبني على رسالة الحفاظ على الهوية الفلسطينية في القدس، والحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني بجميع أشكاله، ولاسيما أن المعركة الحقيقية في القدس هي معركة الرواية والثقافة والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، بحيث تكون واضحة للشباب والأطفال لكي يحملوها معهم عندما يكبرون، في ظل محاولات الاحتلال تغيير شكل الهوية و”صهينتها” من خلال عدة مظاهر، كتغيير أسماء الشوارع ونوع اللباس التراثي الفلسطيني وسرقته.

وقالت إلياس إن مركز يبوس الثقافي انطلق عام 1995، وبدأ كمؤسسة صغيرة بمبادرة من الفنان جورج خوري تحت اسم “مؤسسة يبوس الفنية”، حيث دعا الفنانون والمهتمون في مدينة القدس لتشكيل هذه المؤسسة، خصوصاً بعد شعورهم في أعقاب اتفاقية أوسلو أن القدس فقدت مركزيتها كعاصمة ثقافية للفلسطينيين، مشددة على أن الهدف من تشكيل هذه المؤسسة هو إحياء الثقافة في المدينة.

وأشارت إلياس إلى أن مركز يبوس أصبح اليوم أكبر مركز ثقافي في القدس، ويحتوي على العديد من المرافق، منها قاعة الراحل فيصل الحسيني وصالون محمود درويش وقاعة مراكش والسينما الوحيدة في القدس، ودكان الفنون، التي تعمل على تسويق المنتجات الفلسطيينية.

وقالت إن المركز ينظم أكثر من 300 فعالية في العام، موجهة لجميع فئات المجتمع، إضافة إلى الهيئات والممثليات العربية والدولية، بهدف ايصال الصوت الفلسطيني لجميع أنحاء العالم، كما يشارك في مؤتمرات دولية ولقاءات مع محطات عالمية.

وأكدت إلياس أن واقع الفلسطينيين الذي يجبرهم على العيش في ظل الاحتلال الذي يحاول إذابة وإزالة هويتهم بشكل يومي، يفرض عليهم مضاعفة عملهم للحفاظ على هويتهم وثقافتهم.