قال جلالة الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، إن الأمن الغذائي أولوية عالمية أخرى، فمئات الملايين في العالم ينامون جياعا، وهذه الأعداد في تزايد مستمر.

وأضاف في خطابه في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: منذ بداية الجائحة، والآن مع الأزمة في أوكرانيا، تعثرت سلاسل توريد الغذاء العالمية، وواجهت العديد من الدول الغنية نقصاً حاداً في الأطعمة الأساسية لأول مرة في التاريخ المعاصر، وفي هذه الظروف، تبين لهذه الدول حقيقة لطالما أدركها سكان الدول النامية منذ زمن طويل، وهي أنه لا يمكن لبلد أن يزدهر إذا لم يكن الغذاء متوفرا بكلفة مناسبة على مائدة كل أسرة.

وتابع: على صعيد عالمي، يتطلب ذلك إجراءات مشتركة لضمان سهولة الوصول إلى الغذاء بكلف مناسبة، وتسريع وصول السلع الغذائية الأساسية للدول المحتاجة.

أزمة المناخ

وأكّد جلالته أنه لا يمكن لأي بلد بمفرده أن يعالج أثر أزمة المناخ على البيئة، بل نحن بحاجة إلى شراكات قادرة على إحداث تغيير حقيقي، والأردن جزء من هذه الجهود؛ إذ يعمل على بناء شراكات قوية لإدارة واستدامة الموارد المائية.

ولفت إلى وجود المزيد من الفرص للعمل مع شركائنا للحفاظ على مواقع التراث العالمي والبيئات الطبيعية المميزة بالمملكة، كالبحر الميت، ونهر الأردن، والشعاب المرجانية في خليج العقبة، المهددة جميعها بفعل التغير المناخي.

النمو الاقتصادي

قال جلالته، إنه لطالما كان النمو الاقتصادي الشامل والمستدام أول ضحايا الأزمات العالمية، لكن هذا يجب أن يدفعنا لتعزيز المنعة الاقتصادية لتمكيننا من الصمود في وجه العواصف.

وأضاف: وفي منطقتنا، نحن نتطلع لبناء شراكات تكاملية تستثمر في إمكانيات وموارد كل بلد لتحقيق المصلحة المشتركة لجميع بلدان الإقليم، ونرى الآن شبكات تتشكل للمنعة الإقليمية، ولتحفيز الفرص الجديدة والنمو، وقد أسس الأردن لشراكات متعددة الأطراف مع مصر والعراق والإمارات والسعودية والبحرين ودول أخرى في المنطقة، للاستثمار في هذه الإمكانيات.