مرايا – أكد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، الدكتور عمار السكجي، أن يوم الجمعة المقبل يزامن انتهاء فصل الصيف فلكيا وبداية فصل الخريف، وأن الانقلاب الخريفي يوم الجمعة سيكون في تمام الساعة 4:03pm بتوقيت المملكة.
وقال السكجي، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الاعتدال الخريفي يحدث في النصف الشمالي للكرة الأرضية وفي الوقت نفسه يحدث الاعتدال الربيعي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أي أن الاعتدالين يحدثان في لحظة واحدة في أرجاء الكرة الارضية كافة مع الأخذ بعين الاعتبار فروق الزمن والتواقيت.
وأضاف الدكتور السكجي أنه وفي هذه اللحظة من الانقلاب الخريفي تتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء الأرضي (والتي تعادل دائرة العرض الصفري)، ما يعني عبور الشمس ظاهريا لدائرة الاستواء السماوي آتية من النصف الشمالي للقبة السماوية باتجاه النصف الجنوبي.
وأوضح أن الاشعاع الشمسي يتوزع على نصفي الكرة الأرضية بالتساوي تقريباً بحيث تختفي ظلال الأجسام على خط الاستواء وتشرق الشمس من نقطة الشرق الجغرافي وتغرب من نقطة الغرب الجغرافي، وتتساوى تقريبا ساعات النهار والليل.
وأشار إلى أن الأجداد الأنباط استخدموا قديماً أدوات لاحتساب الزمن منها الساعات الشمسية النهارية وأهمها المزولات الشمسية العامودية (المسلات)، التي يتم قراءة الوقت بواسطتها من خلال مراقبة حركة خطوط الظل الناجمة عن حجب تلك المسلات لأشعة الشمس أثناء حركتها الظاهرية في صفحة السماء على الأرضية التابعة لتلك المسلات والتي تحمل تقسيمات خاصة بالزمن.
كما استخدموا الساعة المائية لقياس الوقت ليلاً من خلال قراءة كمية التدفق المائي المنتظم بين أجزاء تلك الساعة، موضحا أن الساعة المائية النبطية هي عبارة عن حوض دائري (الجزء الأول) توضع به المياه يتدفق منه الماء منذ غروب الشمس وحتى الشروق إلى حوض آخر (الجزء الثاني) عبر قناة محدودة القطر (الجزء الثالث) وتكون كمية المياه المتجمعة في الجزء الثاني دلالة على طول ساعات الليل.
وأوضح أن الجمعية الفلكية الأردنية قامت بالعديد من القياسات والأبحاث حول تقويم الأنباط الذي تبين أنه تقويم قمري – شمسي ويعتمد على “دورة موتينك” القمرية-الشمسية (19 عاما)، كما قامت بقياس اتجاه المسلات التي تبيّن أنها وضعت في الخط الواصل بين الشرق والغرب الجغرافي، مما يدل على معرفتهم بالاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي.