مرايا –
افتتح رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز مساء يوم امس الأحد في البحر الميت أعمال مؤتمر الفرص الاقتصادية في قطاع النقل العام، الذي يستمر ثلاثة أيام ويناقش تحديات قطاع النقل العام في الأردن، والوقوف على مدى تأثيره، على قضايا التنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني ،وتحقيق نقل آمن بكلفة مقبولة، إضافة الى تأثيره على المناخ والبيئة، بهدف معالجة هذه التحديات ،ووضع الحلول المناسبة لها، والذي ينظمه مجلس الأعيان من خلال عدد من لجانه الدائمة وبمشاركة عدد من الوزراء المعنيين ، وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية.
وقال الفايز، إنه وبالرغم من الاستراتيجيات والخطط التي وضعت، لمعالجة تحديات قطاع النقل العام والنهوض فيه، إلا انه وللأسف ما يزال هذا القطاع يعاني، من ضعف وغياب منظومة نقل حقيقية تخدم المواطنين، رغم كثرة الحديث عن إيجاد حلول له، فجميعنا يشهد الازدحامات المرورية على مدار الساعة.
وقال الفايز لقد حان الوقت لوضع الحلول الجذرية، التي تعالج تحديات هذه القطاع الحيوي ، وفق خطط واقعية مرتبطة بمدد زمنية ، مع توفير التمويل اللازم لانفاذها ، والعمل على ايجاد نظام نقل فعّال وذي كفاءة ، ومشاريع استثمارية في هذا القطاع ، ينفذها القطاع الخاص بالشراكة مع الحكومة ، اضافة الى ضرورة ازالة كافة المعوقات ، التي تقف امام الاستثمار في مجال النقل العام ، مع الاخذ بالاعتبار ان تتسق التشريعات الناظمة لقطاع النقل مع قوانين البيئة ، نظراً للتوجه نحو مواجهة تحديات التغير المناخي .
واضاف “انه وبالرغم من التوجيهات الملكية الدائمة للحكومات ، بضرورة الاسراع في معالجة تحديات قطاع النقل ، وبالرغم من الخطط الاستراتيجية التي وضعتها وزارة النقل والجهات المعنية لتطوير هذا القطاع ، الا انه ما زال يوجه تحديات كبيرة بسبب تعدد أطراف أزمة هذا القطاع ، من جهات تنفيذية ورقابية ومشغلين وعاملين فيه ، اضافة الى ضعف الدعم الحكومي له ، وضعف البنية التحتية للنقل من طرق داخلية وخارجية ، بمواصفات تراعي السلامة العامة ، وغياب وجود ثقافة عامة ، لاستخدام وسائل النقل العام ، سواء على مستوى السائقين والمشغلين، أو حتى على مستوى المستخدمين .
وقال رئيس مجلس الاعيان انني اثمن للحكومة ووزارة النقل الجهود الكبيرة ، التي تقوم بها لمعالجة تحديات هذا القطاع الحيوي ، لكن وعلى الرغم من تنفيذ العديد من المشاريع ، الا اننا في الاردن بحاجة الى بذل المزيد من الجهود ، وايجاد المشاريع الكبيرة في هذا القطاع ، وتوحيد المرجعيات التي تعني فيه ، بهدف ضمان تنفيذ الخطط والاستراتيجيات ، وضمان حسن التنفيذ ، كشبكة السكك الحديدية والقطارات بين المحافظات ، والتسريع في انجاز مشروع الباص السريع ، واقامة البنى التحتية لنقل امن على الطرقات ، مع وضع التشريعات القانونية اللازمة ، للنهوض بهذا القطاع .
وبين ان المطلوب ايضا ، العمل على التخطيط الشمولي لمعالجة مشاكل هذا القطاع ، من اجل تأمين منظومة نقل متكاملة ذات كفاءة عالية ، لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه الاردن، والعمل على توفير وتطوير خدمات نقل نوعية وآمنة ، يكون لها اثر ايجابي على المواطن والاقتصاد الوطني ، وبذات الوقت تحافظ على السلامة والبيئة والحد من التلوث ، وتقدم خدمات النقل اللازمة لقطاعات الاقتصاد الوطني ، بأقل تكلفة واكثر كفاءة ممكنة .
ودعا الفايز الى ضرورة ان ينبثق عن المؤتمر ما يسهم في معالجة تحديات قطاع النقل العام ، وتحديات التغير المناخي والحفاظ على البيئة .
بدوه قال العين مصطفى حمارنه ان قطاع النقل هو العامود الفقري للعمليات الاقتصادية، وتطوير وإصلاح القطاع يعني أثر اقتصادي واجتماعي إيجابي على الأردن، مبينا ان هذا القطاع يواجه العديد من التحديات ، بعضها تقني اضافة لتحديات مالية وتشريعية .
وقال انه وفي سبيل تحريك عجلة التطوير يجب أن يجتمع جميع المعنيين في قطاع النقل، من الجهات التشريعية والتنفيذية والرقابية والخدمات المساندة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمانحين، والخوض في نقاش حول تخطي التحديات وتقوية التعاون بين المؤسسات المختلفة ، من أجل تنفيذ فعال للخطط والاستراتيجيات الموجودة.
واضاف ان رؤية التحديث الاقتصادي التي تم إطلاقها مؤخرا ستكون جزء اساسي من نقاشات المؤتمر فيما يتعلق بقطاع النقل ، اضافة الى مراجعة التشريعات المرتبطة بقطاع النقل والخدمات اللوجستية، والتحول إلى استخدام مصادر طاقة نظيفة في آليات النقل، والاستفادة من الحلول والتطبيقات التقنية والذكية في القطاع والعديد الإجراءات الأخرى.
من جانبه قال وزير النقل وجيه عزايزه ، إن نظام النقل العام في الأردن يواجه تحديات كبيره احد اسبابها تعدد المرجعيات ، مؤكدا على أهمية النظر إلى الإمكانيات الموجودة في قطاع النقل إلى جانب تحقيق الطموحات والتطلعات في القطاع.
وأضاف عزايزة، في كلمته خلال المؤتمر في الجلسة الاولى “الفرص الاستثمارية في تحديث قطاع النقل ” ، أن الأردن تعامل مع قطاع النقل بمراحل عدة ، غير أننا لم نتجاوز المرحلة الرئيسية التي نتطلع إليها ، وهي “هل قطاع النقل أصبح ضرورة في أولويات التفكير الخدمي في يوم من الأيام” وهل هذا القطاع حيوي مثل قطاعي الصحة والتعليم، وبالتالي من الواجب التعاطي معه بهذا الفهم أم ينظر إليه على أنه حاجة فردية مرتبطة في بعض الأحيان بالمعطيات المتاحة” .
وقال إننا أصبحنا في الوقت الراهن بالمرحلة “الوسيطة”؛ كوننا لم نتعامل مع قطاع النقل لغاية الآن على أنه من القطاعات المحفزة والمطورة للنمو الاقتصادي، موضحا أن نظرة التعامل مع القطاع على أنه يجب أن يطور نفسه ذاتيًا.
واشار عزايزه الى أن قطاع النقل العام في الأردن ، يعاني من زيادة الطلب من المستخدمين، مؤكدا اهمية تجاوز هذا التحدي ، مبينا ان وزارة النقل تسعى حاليا ، إلى استثمار آمن وعمل آمن في مجال النقل ، والعمل على ايجاد حلول إيجابية لتعزيز النقل الحضري في المحافظات .
بدوره قال امين عمان يوسف الشواربه ان الامانة لديها استراتيجية لمواجهة تحديات قطاع النقل العام تنسجم مع الأهداف الوطنية والتنمية المستدامة ورؤية التحديث الاقتصادي .
وقال إن الاستراتيجية، التي تتضمن خطة تطويرية لقطاع النقل العام ممتدة لسنوات تستهدف مشاريع نوعية لإحداث أثر مباشر في الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الاستثمار وتحسين البيئة والنقل وتنفيذ حلول مرورية وبنية تحتية.
كما تتصدى الاستراتيجية، وفقا للشواربة، لتحديات التغير المناخي وازدياد عدد السكان، موضحا أن جزءا من المشاريع ستنفذ من مخصصات ضمن الموازنة السنوية للأمانة.
وفي الجلسة النقاشية الاولى حول الفرص الاقتصادية فقد تم فيها مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بتحديث قطاع النقل ، وحالة القطاع اليوم والهيكل التنفيذي له، والاستراتيجيات والدراسات التي ستوجهه للمرحلة القادمة اضافة الى مناقشة الفرص الاقتصادية والاجتماعية ، التي يمكن أن يقدمها القطاع والتحديات التي يواجهها ، بهدف الخروج بتصور واضح لجميع أصحاب المصلحة بقطاع النقل مرتبط بمخرجات الجلسات النقاشية ليصار الى تحويلها إلى خطة عمل للنهوض بهذا القطاع الحيوي .
ويشارك في المؤتمر أعضاء من مجلس الأعيان يمثلون تسعة لجان دائمة في المجلس اضافة الى وزير النقل وجيه عزايزه وممثلين عن قطاع النقل في امانة عمان، إدارة السير، الهيئات، البلديات وعدد من الخبراء .
وسيواصل المؤتمر اعماله اليوم وغدا في البحر الميت من خلال عقد عدد من الجلسات الحوارية حول قطاع النقل وتحدياته وفرص الاستثمار المتاحة فيه ودور القطاع الخاص .