يحيي العالم، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، مناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، حيث قُتل ما يقرب من 400 صحفي أثناء أداء واجبهم الإعلامي، وإيصال المعلومة إلى الجمهور العام بين عامي (2016 – 2020).

وفي تسع حالات من كل عشر، يُفلت القتلة من العقاب. ويؤدي هذا الإفلات من العقاب إلى مزيد من القتل، إضافة إلى أنه غالبًا أحد أعراض تفاقم النزاع، وانهيار القانون والأنظمة القضائية، بحسب الأمم المتحدة.

ولا تشمل هذه الأرقام العدد الكبير من الصحفيين الذين يتعرّضون يوميا لاعتداءات غير مميتة، بما في ذلك التعذيب، وحالات الاختفاء القسري، والاعتقالات الاعتباطية، والترهيب والتحرّش في أوقات النزاع والسلم على حد سواء. وإضافة إلى ذلك، تواجه النساء الصحفيات مخاطر محددة تشمل الاعتداءات الجنسية.

وفي الشأن الفلسطيني، لم تكن شيرين أبو عاقلة الصحفية الوحيدة التي ارتقت بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ سبقها العشرات ممن قتلوا في جرائم اقترفها الاحتلال لمنعهم من تغطية جرائم أخرى، حتى يمارس انتهاكاته تحت جنح الظلام.

أبو عاقلة كانت واحدة من الشهود الذين عملوا على امتداد سنوات عمرهم المهني على رصد الجرائم التي تمارس ضد أبناء الشعب الفلسطيني، كما قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم.

وتشير إحصاءات لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى أنه ومنذ العام 2000 ولغاية أيار/مايو الماضي، استشهد 55 صحفيا فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطية ما تشهده الأراضي الفلسطينية من جرائم وانتهاكات.

ومنذ العام 2013، تم رصد ما لا يقل عن 7000 جريمة واعتداء من الاحتلال الإسرائيلي، على الصحفيين الفلسطينيين، كما تشير النقابة.

وخلال عام 2021، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 368 انتهاكاً بحق الإعلاميين والمؤسسات الصحفية في فلسطين، أبرزها استشهاد الصحفي يوسف محمد أبو حسين، بحسب تقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية “مدى”.

وشملت الاعتداءات المرتكبة خلال العام 2021 ما مجموعه 356 صحفياً وصحفية، و32 مؤسسة إعلامية، معظمها في قطاع غزة.

وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، إن استشهاد أبو عاقلة هو “جريمة اغتيال وإعدام ممنهجة ارتكبت بكامل أركانها من قبل جيش الاحتلال وبقرار رسمي من الحكومة الإسرائيلية التي تبيح قتل كل فلسطيني …”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في هذه المناسبة: “أحث الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على التضامن مع الصحفيين في جميع أنحاء العالم في هذا اليوم وفي سائر الأيام، وإبداء الإرادة السياسية اللازمة للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام ومقاضاة الجناة بأقصى ما ينص عليه القانون من أحكام”.

والفعالية الرئيسة للاحتفال باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين هي مؤتمر صحفي رفيع المستوى تحت شعار ”حماية وسائل الإعلام لحماية الديمقراطية“ يعقد في بين الساعة 8 صباحا و 8 مساء من يومي 3 و 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 في فيينا، بالنمسا.

وتنظم يونسكو كذلك سلسلة من المشاورات الإقليمية مع أصحاب المصلحة المحليين لتقييم التقدم والتحديات المتعلقة بحماية الصحفيين في السنوات العشرة الماضية ووضع استراتيجية لكيفية تنفيذ الخطة تنفيذا أكثر فاعلية بناء على ما تحقق من نجاح وعلى الدروس المستفادة في السياق المحدد لكل إقليم. وتركز جلستا مشاورات مواضيعية على شفافية الإنترنت وسلامة الصحفيات.

حقائق وأرقام

منذ عام 2016 وحتى نهاية 2020، قُتل 400 صحفي أثناء أداء أعمالهم أو بسببها.

سُجن 274 صحفيا في عام 2020، وهو أعلى معدل سنوي على مدى ثلاثة عقود.

لا تتجاوز الحالات المحسومة قضائيا نسبة 13% من الحالات التي سجلتها يونسكو منذ عام 2006.

تعرضت 73% من الصحفيات اللواتي شُملن في الاستطلاع للعنف على الإنترنت في أثناء أداء أعمالهن.