مرايا – قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن على العالم ومنظماته أن يتذكروا الواقع المأساوي للشعب الفلسطيني وما يجري في مدينة القدس من قتل وأسر وتشريد وإبعاد للفلسطينيين وما يحدث من اقتحامات يومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف كنعان في بيان اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم التي تصادف اليوم، إن المضمون الاستراتيجي الخطير لما يُسمى بوعد أو تصريح بلفور الذي صيغت له أكثر من ست مسودات، يكمن في توحيد الموقف اليهودي والصهيوني نحو ضرورة إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين.
وبين أن الوعد فتح المجال لسياسة بلفورية امتدت حتى اليوم تظهر بتصريحات ووعود بخطوات تساهم في تكريس الاحتلال، وتعاونه على ظلم الشعب الفلسطيني والاعتداء على حقوقه أرضه ومقدساته وهويته، ولكن كل ذلك لا يمنع من السقوط التاريخي والقانوني لوعد بلفور المشوه.
وأشار كنعان إلى أن الاحتلال يواصل ممارساته العدوانية اليومية من هدم للبيوت ومصادرة للأملاك وحصار للمدن كما هو الحال في نابلس وجنين والخليل وقطاع غزة الفلسطيني المحاصر منذ عقود.
وبين أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أسرلة التعليم وفرض المنهاج الإسرائيلي المزيف للحقائق ويمارس سياسة فرض الضرائب ومنع الخدمات الصحية والاجتماعية والاستمرار في الاستيطان وبناء الكنس على حساب الآثار التاريخية العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحجز جثامين القتلى والشهداء في مقابر الأرقام وبشكل لم يعرف له العالم مثيلاً.
ودعا كنعان الإعلام العالمي الى الإشارة لمخاطر استمرارية النهج البلفوري وسياسة الانحياز لإسرائيل على حساب الحقوق التاريخية والشرعية الفلسطينية.
وبين أن بعض القوى تدافع عن إسرائيل وسياساتها في الأرض العربية المحتلة بانحياز أعمى، وذلك من شأنه دفع إسرائيل “السلطة القائمة بالاحتلال” إلى التمادي في اعتداءاتها على البشر والشجر والحجر وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية المحتلة بشكل عام وفي القدس على وجه الخصوص.
وقال: إنه إنه الآوان للدبلوماسية العالمية السعي لإزالة آثار خطيئتها التاريخية وظلمها للأهل في فلسطين من خلال الاحتكام للشرعية ومنح الشعب الفلسطيني حقه في أرضه وتقرير مصيره، فلا يعقل أبداً أن تنفذ الوعود الشخصية في حين تقمع الإرادة الدولية وقراراتها المجمع عليها.
وأكد كنعان أن على إسرائيل أولاً ومن يدعمها ثانياً إدراك حقيقة راسخة وهي أن السنين لا تنسي صاحب الحق حقه بل تزيده إصراراً على المطالبة به وأن الحقوق المشروعة لا تسقط بالتقادم.
وطالب دول العالم ومنظماته التي ترغب بالسلام أن تعمل على إلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م وبغير ذلك لن يحل الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
واعتبر كنعان ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي باعتباره ترسيخاً وتنفيذا لوعد بلفور المشؤوم هو مأساة أخلاقية يجب أن تنتهي ليعم السلام العادل كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في اللقاءات والمحافل الدولية.
وبين أن إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام وهي تنتهج سياسة الانتهاكات بقيادة الحكومات اليمينية المتطرفة وفي ظل الحملات الانتخابية الحزبية الإسرائيلية الجارية وبرامجها التي تتمسك بفلسطين وطنا قوميا للدولة اليهودية والقدس الموحدة عاصمة مزعومة لها، هذه الحكومات التي تترك الحرية للمستوطنين بنشر الترهيب والقتل وارتكاب الجرائم ضد المدنيين العزل من أهل فلسطين.
وقال كنعان، إن على إسرائيل الالتزام بما قررته الإرادة الدولية والحقائق الشرعية والتاريخية والتي أقرت حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى أن ازدياد عنف المستوطنين أسهم في ارتفاع وتيرة العنف في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.(بترا)