اعترف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أن الخسارة التي تلقاها منتخب بلاده أمام نظيره السعودي 1-2 الثلاثاء في مونديال قطر، تشكل “ضربة قاسية” و”هزيمة مؤلمة” وفق تصريحاته في المنطقة المختلطة لاستاد لوسيل.

ومنيت الأرجنتين بهزيمة مفاجأة في مستهل مشوارها في منافسات المجموعة الثالثة للنهائيات التي من المفترض أن تكون الأخيرة لميسي الذي أقر “إنها ضربة قاسية جداً، هزيمة مؤلمة، لكن يجب ألا نفقد الثقة بأنفسنا. هذه المجموعة (من اللاعبين) لن تستسلم. سنحاول الفوز على المكسيك” السبت في المباراة الثانية لبلاده.

واعتقد ابن الـ35 عاماً أنه وضع بلاده على المسار الصحيح لنيل النقاط الثلاث في مستهل مشوارها في المجموعة الثالثة بتسجيله هدف التقدم من ركلة جزاء، لكن صالح الشهري وسالم الدوسري قلبا الطاولة في مستهل الشوط الثاني ومنحا بلادهما فوزاً تاريخياً.

وأشار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي إلى أن “الهدف الذي سُجِل سريعاً (في بداية الشوط الثاني)، ضعضعنا… كنا نعلم أن هناك إمكانية ألا نلعب بأفضل طريقة في المباراة الأولى. لم نجد وتيرتنا في اللعب، أسلوب العمل الذي أظهرنا لفترة طويلة”.

وتابع “ومع مرور الدقائق والنتيجة ضدنا، باتت الأمور أكثر صعوبة”.

ولدى سؤاله عن شعور الفريق الأرجنتيني بعد المباراة، أجاب ميسي بـ “محبط”، مكرراً “إنها ضربة قاسية جداً. لم نعتقد أننا سنبدأ على هذا النحو. اعتقدنا أننا سنبدأ بشكل جيد، بثلاث نقاط، كما قلنا قبل المباراة”.

وتابع “كان ذلك (الفوز) سيجعلنا أكثر راحة. لكن هذه المجموعة (من اللاعبين) تتميز بوحدتها، بصلابتها. إنه الوقت كي نكون أكثر تعاضداً من أي وقت مضى. أن نعود إلى الأساسيات وإلى أسلوبنا في اللعب”.

“لم نستخف بالسعودية”

المدرب ليونيل سكالوني بدوره، شدد على أن فريقه لم يستخف بنظيره السعودي الذي حقق إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم على حساب أبطال 1978 و1986.

ودخلت الأرجنتين النهائيات الثانية والعشرين وهي من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب بعد خوضها 36 مباراة متتالية من دون هزيمة، لكن هذه السلسلة انتهت الثلاثاء بعد سقوطها أمام السعودية.

وبعد هذه الهزيمة المفاجأة التي حرمت المنتخب الأميركي الجنوبي من معادلة سلسلة إيطاليا لأكبر عدد من المباريات المتتالية من دون خسارة، قال سكالوني: “نحن نحترم السعودية بالكامل، كما الحال بالنسبة للفرق الأخرى. هذا لم يكن سبب خسارتنا اليوم”.

ورأى “أنهم (السعودية) فريق جيد يملك لاعبين فنيين ومتحضرين جيداً جداً على الصعيد البدني”.

ورغم الهزيمة الأولى للمنتخب منذ حزيران/يونيو 2019، طمأن سكالوني أن الحظوظ ما زالت قائمة للتأهل عن المجموعة من خلال المباراتين المقبلتين ضد المكسيك وبولندا.

هل يتكرر سيناريو 1990؟

وسبق للأرجنتين أن مرت بسيناريو مماثل عام 1990 حين بدأت مشوارها بخسارة 0-1 أمام الكاميرون التي كانت أيضاً صاحبة أكبر المفاجآت في تاريخ النهائيات، لكنها واصلت طريقها حتى النهائي قبل أن تحرمها ألمانيا الغربية من لقبها الثالث.

وشدد سكالوني أن الأهم الآن هو “النهوض، أن نواجه المكسيك. إنهم خصم صعب، كما حال جميع الفرق المشاركة في كأس العالم. الآن، علينا الفوز بمباراتين لمواصلة مشوارنا”.

وأقر “بالطبع سيكون الأمر صعباً. لكن بغض النظر عن نتيجة اليوم (الثلاثاء)، كنا سنحاول في كافة الأحوال الفوز بالمباريات الثلاث”.

ولم يتذمر سكالوني بشأن الأهداف الثلاثة التي ألغيت لفريقه في الشوط الأول بداعي التسلل، لكنه قال إن هذه القرارات التي اتخذت بسبب ميليمترات كلفت فريقه النقاط الثلاث.

وأوضح “اعتمدوا خطاً دفاعياً عالياً (متقدماً)، وكنا نعلم أن حالة هدف قد تصب لصالحنا أو ضدنا (بسبب التسلل). في هذه الحالة، لقد حرمتنا (تقنية) التسلل نصف آلي من هدف. هذا هو واقع الحال. نهنئ خصمنا”.

وأفاد أنه “من الصعب تقبلها (الهزيمة). كان بإمكاننا التقدم 2-0، لمن في لحظتين مفاجئتين، تغيرت المباراة” في إشارة إلى هدف التعادل الذي سجله صالح الشهري ثم هدف الفوز الذي كان من نصيب سالم الدوسري.

وكشف أنه “بعد أربع أو خمس دقائق (من بداية الشوط الثاني)، سجلوا هدفين من فرصتيهما الوحيدتين على المرمى”، مضيفاً “اليوم يوم حزين، لكن كما نقول دائما، يجب أن نبقي رأسنا مرفوعاً والمضي قدماً”.