مرايا –

اكدت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، ان زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الدوحة، تأتي تتويجا لمسيرة العلاقات الثنائية وتعزيزا للتنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

وقالت الوكالة في تقرير موسع لها اليوم الخميس، تناول مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إن زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الدوحة، تأتي في إطار تعزيز الروابط الأخوية والعلاقات الثنائية الوطيدة بين قطر والمملكة الأردنية الهاشمية.

وبحث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء الذي عقد مساء أمس الأربعاء، سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاستثمارية، بما يحقق التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين.

كما جرى مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأوجه تعزيزها بما يحقق الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة.

وأضافت، ان زيارة الملك للدوحة تكتسب أهمية خاصة، كونها تأتي في سياق سلسلة من اللقاءات العربية على مستوى القادة والزعماء نظرا للتطورات والمستجدات المتصلة بالملفات والقضايا على الساحتين العربية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، بالإضافة إلى آخر تطورات وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

وقالت الوكالة، إن من المنتظر أن تسهم زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني لقطر في زيادة التنسيق والتواصل والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا والملفات الراهنة، ودعم وتعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى مجالات أرحب من التعاون والتفاعل وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والأمة العربية وحقوقها وقضاياها المصيرية.

وأشارت إلى أن العلاقات الثنائية بين قطر والأردن، شهدت منذ انطلاقها على مستوى السفراء قبل خمسين عاما وتحديدا عام 1972، تطورا ونموا كبيرا في جميع المجالات، وعلى كافة المستويات، خاصة الاقتصادية والتجارية منها، بفضل الرؤى الحكيمة لقيادتي البلدين، حتى أصبحت نموذجا للعلاقات العربية التي تعمل على خدمة قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة.

واكدت ان العلاقات بين البلدين تعززت من خلال سلسلة من الزيارات المتبادلة على مستوى القمة، حيث زار الشيخ تميم بن حمد الأردن في آذار عام 2014، وفي آذار 2017 لحضور القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين التي عقدت في عمان، كما زار الأردن في شباط عام 2020، وقام جلالة الملك عبدالله الثاني بالعديد من الزيارات لدولة قطر كان آخرها زيارة جلالته للدوحة في تشرين الثاني الماضي لحضور حفل افتتاح بطولة كأس العالم “فيفا قطر 2022″، وقبلها في تشرين الأول عام 2021.

كما اكدت وكالة الأنباء أن هناك تنسيقا بين الجانبين على أعلى المستويات تجاه قضايا المنطقة المهمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وعملية السلام ومكافحة الإرهاب، فضلا عن تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتعاون مع الأمم المحبة للسلام.

وبينت ان العلاقات بين قطر والأردن، شهدت على مر السنين زخما في الزيارات الرسمية المتبادلة للوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والوفود التجارية والاقتصادية، التي نتج عنها توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تعزز العلاقات الثنائية القوية بين البلدين الشقيقين، حيث تغطي هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والأمنية والقانونية والجمركية والاستثمارية والحماية المتبادلة للاستثمارات، والإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، وقطاعات الإعلام والصحة والثقافة والشباب والرياضة والنقل الجوي والبحري والازدواج الضريبي والشؤون البلدية والتعاون السياحي، كما تنامت أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين.

وتابعت، وفي مؤشر على خصوصية العلاقات القطرية الأردنية وعمقها وتميزها، جاءت مبادرة الشيخ تميم بن حمد خلال شهر حزيران عام 2018، بتوفير 20 ألف فرصة عمل في قطر للشباب الأردني، واستثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن، الأمر الذي من شأنه إنعاش الاقتصاد الأردني والمساهمة في تنميته بشكل مستدام.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أنه بالإضافة للأنشطة الرسمية، يعمل القطاع الخاص في البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في شتى قطاعات الأعمال، حيث يتبادل الطرفان الزيارات بشكل منتظم وصولا إلى بناء شراكات اقتصادية حقيقية تعكس قوة العلاقات القائمة، وتلبي طموح الشعبين الشقيقين، موضحة أن حجم التبادل التجاري بين قطر والأردن، بلغ نحو 624 مليون ريال في العام 2021، ويتطلع البلدان لتطوير علاقات التعاون من خلال تفعيل مجلس الأعمال المشترك وتكثيف الزيارات المتبادلة وعقد الاجتماعات التي تستهدف بحث كافة السبل لتعزيز التعاون المشترك وزيادة التبادل التجاري والنهوض بالعلاقات الاقتصادية المشتركة.

وقالت وكالة الأنباء القطرية، إن دولة قطر واحدة من أكبر الدول استثمارا في الأردن، حيث ارتفعت استثماراتها هناك لتتخطى حاجز 4.5 مليار دولار، موزعة بين قطاعات العقارات والفنادق والخدمات السياحية والبنوك والصحة والطاقة، إضافة لاستثمارات بالقطاعات الصناعية والمشتقات النفطية، منها 550 مليون دولار للقطاع الخاص القطري، و950 مليونا في السوق المالية وبورصة عمان، بينما توزعت بقية الاستثمارات على قطاعات متنوعة.

واضافت، شهدت الاستثمارات القطرية في مجال الطاقة توسعا خلال السنوات الماضية في مجالات عدة أبرزها محطة كهرباء شرق عمان، ومشروع توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية (مشروع شمس معان) الذي تنفذه شركة نبراس للطاقة، وهو استثمار قطري ياباني يقام على مساحة مليوني متر مربع.

وأشارت الوكالة إلى أن هناك نحو 15 شركة مملوكة بالكامل لأردنيين تعمل بالسوق القطرية، في حين يبلغ عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في قطر نحو 1550 شركة، تعمل في قطاعات متنوعة أبرزها التجارة والمقاولات والإنشاءات والتصميم الداخلي والصيانة وتنظيم المؤتمرات، والوساطة العقارية والخدمات والتعليم والنجارة والمطابخ الجاهزة وغيرها.