مرايا –
كشفت المباراتان الوديتان اللتان خاضهما منتخب السيدات لكرة القدم أمام الهند، الأسبوع الماضي، عن المرحلة التي وصل إليها المنتخب قبل فترة وجيزة من خوض التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024.
وأظهر منتخب السيدات أداء متباينا في المباراتين، فتمتع بالقوة هجوميا في أحيان عديدة، من خلال تشكيل الخطورة على مرمى المنافس من جميع الجبهات، مقابل فتور في الأداء وعجز عن الوصول لمرمى الضيوف في أحيان أخرى، مع الإشارة إلى أن المنتخب الهندي ليس منافسا سهلا، بل أصابه التطور بشكل ملحوظ في الفترات الماضية.
وشكلت مقابلة الهند في مناسبتين، تصورا شاملا للمدرب البرتغالي ديفيد ناشيمينتو، في ظل غياب 3 لاعبات عن المنتخب بالفترة الحالية، نظرا لتواجدهن مع أنديتهن في الفترة الحالية، وهن مهاجمة نادي اس فاو مبين الألماني سارة أبو صباح، ولاعبتا فريق الاتحاد السعودي حارسة المرمى ملك شنك وشهناز جبرين.
وحقق منتخب “النشميات” الفوز بهدفين لهدف في المباراة الأولى، حيث جاء الهدف الأول عبر ميساء جبارة، فيما سجل المنتخب الهندي الهدف الثاني بالخطأ في مرماه، بينما انتهت المباراة الثانية بنتيجة التعادل من دون أهداف، وسط فرص ضائعة عديدة من الطرفين.
وعانى المنتخب خلال المواجهتين من وجود صانعة لعب حقيقية، قادرة على إيصال المهاجمة جبارة للمرمى، حيث كانت الأخيرة تعود كثيرا للخلف من أجل تسلم الكرات والتقدم بها للأمام لصناعة الخطورة، والاعتماد في غالبية الوقت على الكرات العرضية التي تفي بالغرض المطلوب في النهاية، مقابل أداء متواضع لعدد من اللاعبات اللواتي لم يقدمن ما كان منتظرا منهن على أكمل وجه، مع ترقب بشأن اعتماد ناشيمينتو على لاعبات جديدات في المباريات الرسمية.
وقد تشكل عودة جبرين من الإصابة وانخراطها بتدريبات المنتخب خلال الأسبوع المقبل، نقطة مهمة في هجوم منتخب السيدات في التصفيات، حيث تتمتع بالسرعة والمهارة على الطرفين، في حين تتقبل أبو صباح الظهور الأول مع المنتخب منذ أواخر العام 2021، ما سيساعد جبارة على ترجمة الفرص إلى أهداف.
وشكلت اللياقة البدنية للمنتخب الوطني تحديا كبيرا، حيث عانى في المباراتين من تدني مستوى اللياقة بصورة واضحة في الشوط الثاني، ما يجعل مسؤولية المنتخب مضاعفة في مباريات التصفيات التي ستقام خلال ساعات النهار من الشهر الفضيل.
ويبدأ منتخب “النشميات” مشواره بالتصفيات مشواره بلقاء منتخب تيمور الشرقية في الخامس من شهر نيسان (أبريل) المقبل، على أن يواجه في الجولة الثانية منتخب بوتان في الثامن من الشهر ذاته، فيما يختتم مبارياته في التصفيات الأولى بلقاء أصحاب الضيافة منتخب أوزبكستان في 11 من الشهر نفسه، على أن يتأهل المنتخب صاحب الرصيد النقطي الأعلى للدور المقبل.
وحسب نظام البطولة، تقام منافسات الدور الثاني خلال الفترة من 23 إلى 31 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بمشاركة الفرق الخمسة المتأهلة تلقائيا، وهي: كوريا الشمالية، اليابان، أستراليا، الصين وكوريا الجنوبية، إضافة إلى متصدري المجموعات السبع من الدور الأول، ليتم تقسيمهم لاحقا إلى ثلاث مجموعات.
وستكون المواجهة الأخيرة في التصفيات أمام أوزبكستان هي الحاسمة من وجهة نظر الجهاز الفني والإداري للمنتخب الوطني، نظرا لخوض المباراة على أرضه وبين جماهيره، إلى جانب مستواه الذي يفوق مستوى منتخبي تيمور الشرقية وبوتان، علما أن المنتخب الأوزبكي يحتل المركز 49 عالميا والعاشر على الصعيد الآسيوي بحسب تصنيف “فيفا” الأخير، مقابل تواجد المنتخب الوطني في المركز 69 عالميا و15 قاريا.
ويتعين على منتخب السيدات تسجيل أكبر عدد من الأهداف في شباك بوتان وتيمور الشرقية، وذلك من أجل الدخول للمباراة الأخيرة أمام أوزبكستان بأكثر من خيار، خوفا من تكرار سيناريو منتخب الشابات الذي ودع التصفيات الآسيوية مؤخرا بفارق الأهداف مع نظيره اللبناني.