قال مصدران، إن مبعوثين سعوديين وعُمانيين يعتزمون السفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع المقبل؛ للتفاوض بشأن اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع مسؤولي جماعة الحوثي، وإنهاء الصراع المستمر منذ 8 سنوات في البلاد.

وتشير هذه الخطوة إلى أن الخلافات الإقليمية آخذة في الانحسار في أعقاب اتفاق السعودية وإيران الشهر الماضي على إعادة العلاقات بعد عداء استمر لسنوات دعمت خلالها كل دولة أطرافا متحاربة في صراعات بالشرق الأوسط منها حرب اليمن.

وتعد زيارة المسؤولين السعوديين إلى صنعاء مؤشرا على إحراز تقدم في المحادثات التي تتوسط فيها سلطنة عُمان بين المملكة العربية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. وتمضي هذه المحادثات بالتوازي مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.

وتسعى عُمان منذ سنوات إلى تضييق هوة الخلاف بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وبين إيران والسعودية والولايات المتحدة بصفة عامة. ومن شأن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في اليمن أن يمثل علامة فارقة صوب تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط.

وقال المصدران المشاركان في المحادثات، إنه في حالة التوصل إلى اتفاق فربما تعلن عنه الأطراف المتحاربة في اليمن قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 نيسان الحالي.

وأطاح الحوثيون بالحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء في أواخر عام 2014، ويسيطرون على السلطات الفعلية في شمال اليمن.

وتخوض جماعة الحوثي قتالا ضد تحالف عسكري تقوده السعودية منذ عام 2015 في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وأجبر 80% من سكان البلاد على الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

الأسمدة والبطاريات

قال المصدران، إن المناقشات تركز على إعادة فتح الموانئ والمطارات اليمنية بالكامل، ودفع رواتب موظفي القطاع العام، وعملية إعادة الإعمار، والانتقال السياسي.

واستأنفت السعودية محادثاتها المباشرة مع جماعة الحوثي الصيف الماضي، بعد أن فشل الجانبان في تجديد اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.

وتأمل الأمم المتحدة، إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في استئناف عملية سياسية سلمية تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة انتقالية.

وقال مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانز غروندبرغ، إنه التقى مع مسؤولين كبار من عُمان وجماعة الحوثي في مسقط خلال الأسبوع الحالي، وناقشوا سبل إحراز تقدم نحو عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية.

وبعد سنوات من الخصومة المريرة والصراعات المسلحة بين السعودية وإيران، تدخلت الصين، أكبر شريك تجاري للدولتين، للعمل مع الجانبين وتحسين العلاقات.

وتوسطت بكين، المهتمة بالاستقرار في منطقة تلبي معظم احتياجاتها من النفط الخام، في اتفاق بين الرياض وطهران لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وقالت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، إن التحالف الذي تقوده المملكة العربية ألغى قيودا استمرت 8 سنوات على الواردات المتجهة إلى الموانئ في جنوب البلاد، في إشارة أخرى على إحراز تقدم.

ويأتي ذلك في أعقاب تخفيف القيود في شباط على دخول البضائع التجارية إلى ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون في غرب البلاد، وهو الميناء البحري الرئيسي في اليمن.

وأوضح أبو بكر باعبيد، نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية اليمنية، لوكالة رويترز أنه للمرة الأولى منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن عام 2015 لن تضطر السفن للتوقف في ميناء جدة السعودي على البحر الأحمر للخضوع لفحوص أمنية.

وقال باعبيد، إنه سيُسمح بعودة دخول أكثر من 500 نوع من البضائع إلى اليمن عبر الموانئ الجنوبية، ومن بينها الأسمدة والبطاريات، بعد حذفها من قائمة المنتجات المحظورة.

ويفرض التحالف الذي تقوده السعودية منذ 2015 قيودا صارمة على تدفق البضائع على اليمن المعتمد على الاستيراد. وتسببت الحرب في تدمير اقتصاد البلاد، وأدت إلى ما تصفها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.