مرايا – قال المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، إن خطورة انتقال فيروس ماربوغ إلى الأردن منخفضة حاليا؛ نظرا لعدم وجود طيران مباشر مع الدول الموبوءة في إفريقيا، إضافة إلى أن خازن فيروس ماربورغ المتمثل في خفافيش الفاكهة التي تنقل المرض للإنسان غير موجودة في الأردن.

وأوضح المركز، إنه يتابع الحالة الوبائية للفيروس عالميا وفي إفريقيا بشكل مستمر ومع الجهات المعنية.

وأوصى المركز بأخذ الحيطة والحذر في حال السفر إلى المناطق الموبوءة من الدول التي أبلغت عن حالات مصابة بفيروس ماربورغ، ومنها: غينيا الإستوائية وتنزانيا وأية دولة تعلن عن اصابات بالفيروس.

وقال المركز، إن ماربورغ هو مرض فيروسي من الحمّيات النزفية النادرة ولكنه شديد يصيب كل من البشر والثدييات الأخرى، ولديه القدرة على الانتشار خاصة بين كوادر الرعاية الصحية وأفراد الأسرة الذين يعتنون بالمريض، وقد يصل معدل الإماتة فيه ما بين 25-88 بالمئة، وهناك أوجه تشابه بينه ومرض إيبولا.

وعلى صعيد الإجراءات الوقائية، أوصى المركز برفع الوعي لدى الكوادر الصحية في المستشفيات عن المرض ليتم وضعه ضمن التشخيص التفريقي لأية حالة مشتبهة ولديها تاريخ مرضي بالسفر الى المناطق الموبوءة والتقيّد بالمحافظة على نظافة اليدين وممارسات الحقن المأمونة، والاستخدام الصارم لمعدات الحماية الشخصية، وتطبيق تدابير إضافية لمكافحة العدوى مثل منع ملامسة دم المريض وسوائل جسمه والأسطح أو الموا د الملوثة وملابس وفراش المريض، وعند الاتصال الوثيق يجب الالتزام بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها ومنع الاتصال الجسدي المباشر مع المريض.

وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية ذات العلاقة بالبنية التحتية، أوصى المركز بتحديد مستشفى مرجعي وتخصيص غرف عزل للاستخدام حين الحاجة لعزل الشخص المصاب، ورفع قدرة المختبرات وتزويدها بالكواشف الخاصة وتحسين الاستخدام لأدوات التشخيص للحصول على نتائج سريعة للعينات في مختبرات مجهزة بأدوات السلامة البيولوجية، وتوفير أدوات التشخيص للحصول على نتائج سريعة للعينات.

وبشأن الإجراءات الوقائية للمخالطين، أوصى المركز بتحديد المخالطين للشخص المصاب بفيروس ماربورغ ومراقبتهم لمدة 21 يوما، وعزل الذين تظهر عليهم أعرا ض لمنع المزيد من الانتشار وتوفير الرعاية للمرضى المؤكدة اصابتهم بالمرض والمحافظة على النظافة الجيدة والبيئة النظيفة.

وتم اكتشاف المرض لأول مرة في حوادث تفشّي متزامنة في ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وبلغراد بصربيا في عام 1967 (ومن هنا جاءت تسمية المرض نسبة لمدينة ماربورغ)، حيث تمت أصابه 31 من عمال المختبرات وغيرهم من الكوادر الصحية بالمرض وتُوُفي 7 منهم، وكانت الحالة الأولى قد تعرضت لقرود خضراء أفريقية مستوردة من أوغندا؛ علما أن الخازن لفيروس ماربورغ هو خفّاش الفاكهة الأفريقي.

وأشار المركز إلى أنه لا توجد حاليا لقاحات أو علاجات معتمدة مضادة للفيروسات حيث يتم استخدام العلاجات الداعمة في المستشفى كتعويض السوائل والمعادن للمريض، والتزويد بالأكسجين، والمحافظة على ضغط الدم، وتعويض الدم المفقود وعوامل التخثر، وعلاج أي عدوى قد تظهر كمضاعفات.

وعن كيفية انتقال العدوى بالفيروس، أوضح المركز أن المرض ينتقل بملامسة براز الخفافيش المُصابة أو استنشاق الهواء الملوث، أو الاتصال الشخصي المباشر من خلال ملامسة الجلد غير السليم أو الأغشية المخاطية في العينين أو الأنف أو الفم، وملامسة الدم أو سوائل الجسم لشخص مصاب أو ملامسة أشياء ملوثة بسوائل الجسم من شخص مريض أو من خلال السائل المنوي من رجل تعافى.

وتبلغ فترة الحضانة للفيروس من 2-21 يوما، أما أعراض المرض وعلاماته فتتمثل بحمى مفاجئة وقشعريرة وصداع وألم عضلي، وفي اليوم الخامس يظهر طفح جلدي خاصة على الجذع وقد يظهر الغثيان والقيء وآلأم الصدر والتهاب الحلق و البطن والإسهال، وفي وقت لاحق يظهر اليرقان، والتهاب البنكرياس، وفقدان الوزن الشديد، والهذيان، والصدمة، وفشل الكبد، ونزيف حاد واختلال وظيفي متعدد الأعضاء.

هذا وبلغ عدد الحالات المُبلّغ عنها في كل من غينيا الإستوائية وتنزانيا منذ بداية تفشي المرض وحتى شهر آذار المنصرم 25 حالة و 8 حالات على التوالي، وبلغ عدد الوفيات المبلّغ عنها من الحالات المصابة في غينيا الاستوائية 11 حالة وبنسبة وفاة بلغت 44 بالمئة، فيما بلغ عدد الوفيات في تنزانيا 5 حالات وبنسبة وفاة بلغت 63 بالمئة