مرايا –

منذ الإعلان عن تقديم مسلسل جديد يتناول حياة الإمام الشافعي وحالة واسعة من الجدل حول العمل لا تزال مستمرة، وذلك بسبب تقديم عدة مسلسلات تتناول حياة الإمام ذاته من قبل، فضلا عن تقديم مسلسلات أخرى تناولت حياة الأئمة الأربعة.

وكان من بين اللذين أبدوا اعتراضهم على تقديم المسلسل الفنانة المصرية عفاف شعيب، التي تعجبت من تقديمه مجددا، رغم تقديمه من قبل في أكثر من عمل، مما عرضها لهجوم من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

انقسام الآراء

وبعد عرض المسلسل الذي يتحدث عن الـ6 سنوات التي قضاها الإمام الشافعي في مصر، وإبرازه تأثر الشافعي بمصر ومدحه لها، رأى البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من العمل من الممكن أن يكون من أجل إبراز وتلميع الحضارة المصرية، فيما رأى فريق آخر أن المسلسل جاء بهدف تسليط الضوء على حياة شخصية دينية بارزة كالإمام الشافعي.

تواصلنا مع مؤلف المسلسل السيناريست محمد هشام عبية وسألناه عن إن كان هدف المسلسل هو إبراز الحضارة المصرية وتأثيرها على الإمام الشافعي فقال: “العمل بالفعل يتناول السنوات التي قضاها الشافعي في مصر وكيف تأثر بالحضارة المصرية وترك في نفس الوقت أثرا مهما ممتد حتى يومنا هذا”.

وأضاف السيناريست المصري في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أما بالنسبة للسؤال فأفضل ترك الرد عليه للمشاهدين، فكل شخص يمكن أن يتلقى المسلسل بمفهوم معين، فمنهم من سيرى أن الإمام الشافعي ترك أثرا كبيرا في شعب مصر يظل باقيا إلى الآن، ومنهم من يرى أنه تأثر بالحضارة المصرية”.

وعلق الناقد الفني رامي المتولي على السؤال موضحا: “مسلسل رسالة الإمام من أوائل الأعمال إن لم يكن الأول، الذي تناول حياة شخصية دينية من زاوية الواقع الاجتماعي في مصر، وعدم التركيز في العمل على الزاوية الدينية فقط، وعدم النظر إليها بالتقدير والتقديس الذي دائما ما يحاط بالشخصية الدينية باختلاف مراتبها”.

وأضاف المتولي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “المسلسل يتحدث عن الشخصية الدينية على أنها بشر ودخل مجتمع جديد واندمج معه وتأثر به من خلال وقائع تاريخية، وبالتالي هو يجمع بين الحديث عن شخصية دينية وسطية وجدت فرصة لإعادة التفكير في آرائها ومعتقداتها، وبين المجتمع الذي دخله واندمج به وأثر فيه بشكل كبير”.

تأثر الشافعي بالروح المصرية

وقال الناقد الفني طارق الشناوي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من المؤكد أن فترة تواجد الإمام الشافعي في مصر، جعلته يغير الكثير من فتاويه، بسبب الروح المصرية المتسامحة، والتي نتمنى أن تعود مجددا، وأعتقد أن هذا هو الهدف من المسلسل”.

وأضاف الشناوي: “من المعروف تاريخيا أن الإمام الشافعي تأثر بالحالة المصرية، وأحكامه بها اختلفت عن أحكامه وهو بالعراق، وبالنسبة إلى أن العمل تم تقديمه من قبل، فالشخصيات ما دام داخلها ما يسمح بتقديمها أكثر من مرة فلا مانع من ذلك، وهناك العديد من الشخصيات التاريخية تم تقديمها العديد من المرات”.

من جانبه علق الأستاذ بجامعة الأزهر أحمد كريمة في تصريح خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، على تأثر الإمام الشافعي بمصر مما أدى إلى تغيير بعض فتاويه قائلا: “من الطبيعي أن تتغير فتاوى الإمام الشافعي في مصر عن العراق، والقاعدة الفقهية تقول إن الفتوى تتغير بتغير المكان والزمان”.

وأضاف كريمة: “الأهم من تقديم أعمال كثيرة عن الأئمة، هو تقديم سيرة حقيقية غير مشوهة، لتعريف المسلمين بالأئمة، وفتاواهم”.