في إطار مشروعه التهويدي الخطير؛ يخطط الاحتلال الإسرائيلي لتحويل مصلى “باب الرحمة” بالمسجد ألأقصى المبارك إلى “كنيس يهودي” لزيادة عدد المستوطنين المقتحمين لباحاته، وذلك على وقع اقتحامه، أمس، للمصلى والهجوم الوحشي على المصلين وإخراجهم بالقوة، وسط تنديد فلسطيني واسع ودعوات للتصدي له.
وربط الفلسطينيون بين محاولات الاحتلال إعادة إغلاق مصلى “باب الرحمة”، وعملية إطلاق النار الفلسطينية، أمس، التي باركتها الفصائل الفلسطينية، ضد تجمع للمستوطنين المتطرفين قرب مفترق “عيون الحرامية”، شمال رام الله بالضفة الغربية، وأسفرت عن إصابة مستوطن بجروح متوسطة، وسط إعلان قوات الاحتلال حالة الاستنفار والتأهب الأمني في المكان.
ويسعى الاحتلال لاقتطاع مصلى “باب الرحمة” “بالأقصى” وتحويله إلى كنيس يهودي، مما يسمح لتغيير معالمه وتهويده، في إطار مساعي التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وتكريس السيطرة الكاملة عليه.
وحذر الفلسطينيون من خطورة المشروع، وسط تكثيف الدعوات للتصدي لمحاولات الاحتلال بالمساس بمصلى “باب الرحمة” وانتهاك المسجد الأقصى، وإعادة صيانة وتأهيل ما قامت قوات الاحتلال بتخريبه في المصلى، وفق الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في القدس المحتلة.
وقالت الهيئة، في تصريح أمس، إن سلطات الاحتلال تسعى من خلال إعادة الهجمة على مصلى باب الرحمة وتخريب ونهب محتوياته، إلى إغلاق المصلى وإعادة الوضع فيه إلى ما قبل شباط 2019 عندما هب الفلسطينيون لإعادة فتحه رغما عن الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الهيئة، أن مصلى “باب الرحمة” جزء أصيل من المسجد الأقصى، ما سيترتب تداعيات خطيرة جراء أية محاولة إسرائيلية لتغيير الوضع القائم فيه، داعية الدول العربية والإسلامية للتحرك واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لمخططات الاحتلال تغيير الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى .
جاء ذلك بالتزامن مع هجوم قوات الاحتلال على مصلى “باب الرحمة”، الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى، في أعقاب تدنيسه وتخريب محتوياته، وسط تأمين الحماية الأمنية المشددة لاقتحام المستوطنين المتطرفين لباحات المسجد.
وقتحم عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية عند أبوابه، وفي الساحات، فيما انتشرت قوات الاحتلال داخل الأقصى وعند أبوابه.
وللمرة الثانية خلال يومين؛ اقتحمت قوات الاحتلال مصلى “باب الرحمة”، وخربت محتوياته وتمديدات الكهرباء الجديدة فيه، تزامنا مع منع المصلين وحراس المسجد الأقصى من الدخول إليه أو الاقتراب من محيطه.
ومنذ إعادة فتح المصلى خلال هبة “باب الرحمة” في شباط (فبراير) 2019، حاول المقدسيون أكثر من مرة ترميمه وإدخال سجاد إليه، وإزالة الركام من المنطقة الشرقية المهملة وتسوية ممراتها، لكن الاحتلال يصادر في كل مرة جميع محتويات المصلى الجديدة، ويلاحق كل من يحاول إعماره، ويعاقبه بالاعتقال والإبعاد. ودعت شخصيات وجهات مقدسية الفلسطينيين لأداء الصلاة في مصلى “باب الرحمة” بالمسجد الأقصى، لحمايته من مخططات الاحتلال والمستوطنين، وحثت الفلسطينيين على الحشد الواسع والمشاركة في الصلاة، لحماية المصلى والمسجد من أطماع الاحتلال واقتحام المستوطنين.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة، أن عملية إطلاق النار تعد نتاجا طبيعيا لحالة الغضب الفلسطينية تجاه جرائم الاحتلال، وآخرها جريمة اقتحام مصلى باب الرحمة وتدنيسه ومصادرة محتوياته، ضمن مخطط خبيث يستهدف المسجد الأقصى المبارك.
وأكد حمادة، أن “عملية “عيون الحرامية” لن تكون الأخيرة، وسيبقى جنود الاحتلال ومستوطنوه هدفا مشروعا لرصاص المقاومة الفلسطينية وعملياتها البطولية، وسيرى الاحتلال من أبناء الشعب الفلسطيني بأسا شديدا طالما بقي في أرض فلسطين”.
وفي نفس السياق؛ أكدت منظمة التعاون الإسلامي، أن “انتهاكات الاحتلال المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وأدانت المنظمة، في بيان لها أمس، “الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، والتي كان آخرها اقتحام وتدنيس شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك”.
كما أدانت “رفع علم الاحتلال على سطح وجدران المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وقرارات الشرعية الدولية، واستفزاز لمشاعر الأمة الإسلامية”.
وحملت المنظمة، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار الاعتداءات اليومية على حرمة الأماكن المقدسة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والتي من شأنها أن تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.
في غضون ذلك؛ واصلت قوات الاحتلال عدوانها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشن حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المقدسيين بعد الاعتداء عليهم، ومواصلة تشديد الإجراءات العسكرية على حاجز الحمرا في الأغوار الشمالية، لليوم الــ18 على التوالي.
وتفرض سلطات الاحتلال، منذ 18 يوما، حصارا مشددا على منطقة الأغوار، وتغلق غالبية الطرق المؤدية إلى التجمعات والأراضي الزراعية، إضافة إلى تشديد الإجراءات العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير، وإعاقة حركة مرور الفلسطينيين والمزارعين.
ويعيق إغلاق هذه الطرق سير الحياة اليومية للفلسطينيين الذين يسلكونها بشكل أساسي، كما تعد هذه الطرق ممرات حيوية للمزارعين للوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى كونها ممرات أساسية لإيصال المنتجات الزراعية وتسويقها خارج المنطقة.