يتوج، السبت، جلالة الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، وجلالة الملكة القرينة كاميلا، ملكا بشكل رسمي في كنيسة وستمنستر بلندن في حفل يحضره رؤساء دول وشخصيات أجنبية.

وسيتوج الملك تشارلز الثالث (74 عامًا)، بعد 8 أشهر على وفاة الملكة إليزابيث الثانية في 8 أيلول عن عمر يناهز 96 عاما.

وقال قصر باكنغهام، إنّه من المقرر أن يتوجه تشارلز وزوجته كاميلا إلى كاتدرائية وستمنستر التي تقام فيها المراسم في أحدث عربة ملكية وهي عربة اليوبيل الماسي التي تم تصميمها للاحتفال بمرور 60 عاما على اعتلاء الملكة إليزابيث عرش بريطانيا واستخدمت لأول مرة عام 2014.

ويرغب باكنغهام في جعل “هذا الحدث التاريخي” مناسبة احتفالية تمنح “الناس فرصة للالتقاء”.

وأوضح القصر أن تتويج تشارلز سيكون في احتفال تغلب عليه الأبهة والعظمة وسط تقاليد تعود إلى مئة عام. ومن المقرر أن تكون مدة المراسم أقصر من المدة التي استغرقتها مراسم تنصيب والدته الراحلة إليزابيث قبل 70 عاما. وسيكون الحدث مختلفا بعض الشيء عن تنصيب الملكة الراحلة في عام 1953؛ لا سيما من حيث الحجم ليتماشى جزئيا مع العصر الحديث ويعكس أزمة تكاليف المعيشة الحالية.

وبعد الانتهاء من المراسم سيعود تشارلز وكاميلا إلى قصر باكنغهام في موكب سيكون أكبر حجما من رحلتهما إلى الكاتدرائية، لكنه سيكون حوالي ثلث الطريق الذي قطعته إليزابيث والبالغ طوله 7.2 كيلومترات عندما احتشد الملايين في الشوارع لمشاهدته.

وخلال العودة إلى باكنغهام؛ سيستخدم تشارلز وكاميلا أقدم عربة ملكية وهي العربة الملكية المذهبة التي تعود إلى 260 عاما التي جرى استخدامها في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع عام 1831، واستخدمها لأول مرة جورج الثالث للذهاب لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في عام 1762 عندما كان لا يزال ملكا للمستعمرات الأميركية الخاضعة لبريطانيا.

ويبلغ طول العربة 7 أمتار وارتفاعها 3.6 متر، ووزنها أربعة أطنان، وتحتاج إلى 8 من الخيول لجرها.

وقالت سالي جودسير أمينة الفنون الزخرفية في المجموعة الملكية للعائلة البريطانية، إنه “بسبب ذلك (حجم العربة) لا يمكن استخدامها إلا بوتيرة بطيئة تماثل سير الأفراد؛ مما يزيد من فخامة وعظمة هذا الموكب الملكي الكبير”.

 

 

ارتداء ثياب لجده

قال قصر بكنغهام، إن ملك بريطانيا تشارلز سيرتدي ثيابا مخملية من الحرير القرمزي والأرجواني اللون وهي ثياب ارتداها جده الملك جورج السادس أثناء تتويجه عام 1937.

وسيرتدي تشارلز وزوجته كاميلا مجموعتين من الثياب في حفل التتويج، وهي ثياب رسمية قرمزية عند الوصول وثياب ملكية أرجوانية عند المغادرة، وكلها ثياب إما محفوظة من ذي قبل أو مصنوعة لدى شركة حياكة الملابس القائمة في لندن منذ 334 عاما إيدي آند رافنسكروفت.

وكانت الثياب الرسمية لكاميلا مصنوعة في الأساس للملكة الراحلة إليزابيث.

احتفال

تجري مراسم تتويج تشارلز الثالث في كاتدرائية وستمنستر على غرار مراسم التتويج السابقة لملوك بريطانيا منذ 900 عام. ويترأس الاحتفال الديني وفقا للتقاليد رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي.

وقال قصر باكنغهام في بيان إن “التتويج هو خدمة دينية مهيبة، وكذلك مناسبة للاحتفال”، مشيراً إلى أن الحفل “سيتطلع إلى المستقبل رغم تجذره في التقاليد العريقة والأبهة الملكية”.

يصل تشارلز الثالث وكاميلا إلى قلعة وستمنستر آتيين من قصر باكنغهام في موكب يسمى “موكب الملك”. وبعد المراسم، يعودان إلى باكنغهام في “موكب التتويج” وينضم إليهما أفراد آخرون من العائلة المالكة.

في ختام هذا اليوم الأول، سيخرج الملك والملكة برفقة أفراد من العائلة المالكة إلى شرفة باكنغهام لتحية الحشد.

إضاءة

في اليوم التالي سيُنظم حفل موسيقي في قلعة وندسور، غرب لندن، يحييه “رموز الموسيقى العالمية ونجوم معاصرون” وسيتم بثه على “بي بي سي”. لكن باكنغهام لم يكشف أسماء الفنانين المشاركين.

سيحضر الحفل متطوعون لصالح جمعيات خيرية يدعمها تشارلز وكاميلا. كما ستحيي “جوقة التتويج” حفلاً موسيقياً يضم مغنين من جوقات اللاجئين وخدمة الصحة العامة.

في المساء، ستتم إضاءة المعالم الشهيرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

سيدعى السكان في 7 أيار للمشاركة في “مأدبة غداء التتويج الكبرى” كما ستقام حفلات الجيرة “للاحتفال بالصداقة”. وسيتم كذلك تنظيم “آلاف الأحداث” في الشوارع والحدائق والمتنزهات، بحسب باكنغهام.

تعيد هذه الاحتفالات الشعبية إلى الذاكرة تلك التي جرت في حزيران 2022 لمناسبة اليوبيل البلاتيني لإليزابيث، بعد مرور 70 عامًا على حكمها.

حينها، تم تنظيم عشرات الآلاف من مآدب الغداء والنزهات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، للاحتفال بالملكة التي تمتعت بشعبية كبيرة.

الاثنين 8 أيار الذي سيكون عطلة عامة، سيتم تشجيع الناس على التطوع. وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق “تقارب بين السكان وخلق حركة تطوعية ستستمر إلى ما بعد عطلة التتويج”، وفقاً للقصر.