مرايا –
يعد السامر الذي يشكل علامة بارزة في المناسبات الوطنية الأردنية، جزءا أصيلا من الفلكلور الأردني الذي تؤديه الجماهير تعبيرا عن الفرح والسعادة، ولا سيما عند زواج أحد الأقارب أو المعارف والأصدقاء.
وأدرج السامر الأردني كأحد أنواع الغناء على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي في الأردن عام 2018، كما أن هناك عددا من الفنون الأخرى؛ مثل الشروقي الذي يعزف عادة على الربابة، والهجيني.
وحول ذلك يقول الباحث في التراث الدكتور يوسف الحباشنة إن تسمية هذا الفن (السامر) جاءت من السمر الليلي الذي يكون عادة في ليالي الأفراح الخاصة بالزواج، وهو فن خاص بالرجال، كما يطلق عليه (الدحة أو الدحية أو السحجة).
أما تسميته بالدحية فذلك لأن فريق المغنين يكررون كلمة (دحية) مع التصفيق بالكفوف، والدحى لغة هو تشكيل الدائرة، ووردت في القرآن الكريم الآية 30 من سورة النازعات بقوله تعالى: (( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )).
ويضيف: يبدأ السامر باصطفاف عدد من الرجال بصورة مستقيمة، وعند انتهاء الإنشاد، يبدأ الجميع برفع الصوت بكلمة دحية مع ثني الركبة، والكلمة في حد ذاتها تدعو طرفي الصف المستقيم للانعطاف إلى الداخل لتشكيل سطر مقوس كي يرى بعضهم بعضا على شكل نصف دائرة، وهذا هو الدحي، أما (السحجة)، فهي من السحج، أي صفق الكفين مع دفعهما إلى الأمام.
ويتابع، لا يأخذ السامر وضعه حتى يتقدم رجل خفيف الحركة، وبيده عصا لدنة (خيزران)، يروح ويعود يمينا وشمالا كأنما ينظم استقامة الصف راقصا بحركات مماثلة لحركات سطر الرجال، غير أنه لا يثبت واقفا بل يجري ذهابا وإيابا، وهناك (الحاشي) لأنه يحوش بعصاه كل من يحدث خللا في الصف، وفي القديم كانت الحاشي امرأة شابة ملثمة تحمل سيفا بيدها.
وبخصوص مشاركة النساء في حفلات السامر، تقول الحاجة الثمانينية ثقلة الجعافرة إن النساء كن شريكات أساسيات في رقصات السامر والدحية، وتتعالى أصواتهن بالزغاريد عند احتدام رقصة دحية السامر فخرا بمن تغنى به.
وتضيف: تخرج أحيانا امرأة (حاشي) مرتدية عباءة تلف بها جسمها، وتغطي وجهها ما عدا عينيها، وتمسك بيدها سيفا أو عصا، وعندما تتوقف يبدأ السامر بالغناء، وخاصة عند قولهم أول ما نبدأ بالباري … يا ذكر محمد الهادي. وثاني ما نطري ونقول….. صلوا ع طه الرسول.