“القرا” وليمة عرس الأردنيين قبل زفاف ولي العهد
ما الآية التي نُقشت على السيف الذي أهداه الملك لولي العهد؟
ما اللباس الذي ارتداه ولي العهد في حفل “القرا”؟
فرق شعبية وفلكلورية تزف ولي العهد في حفل “القرا”
أشعار حبيب الزيودي تزين مضارب بني هاشم في حفل “القرا”
السامر والدحية… تراث أردني فني يزين حفل “القرا”
أولم جلالة الملك عبدالله الثاني في مضارب بني هاشم بالديوان الملكي الهاشمي لضيوفه من مناطق المملكة كافة بمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
ورحّب جلالة الملك خلال مأدبة عشاء أقامها الأربعاء، حضرها سمو الأمير الحسن بن طلال، وأفراد العائلة المالكة بالحضور “أهلا وسهلا فيكم في بيت كل الأردنيين، مضارب الهاشميين اليوم عامرة بوجودكم، أهلنا وعشيرتنا”.
وقال جلالته إن الفرحة بالحسين “ابني وابنكم” قد اكتملت بوجودكم معنا، مستذكرا ميلاد سمو ولي العهد قبل 28 عاما حينما أنعم الله على جلالته بالحسين.
وعبر جلالة الملك عن فخره بالحسين وبعزيمته وبطموحه الكبير لوطنه وبمحبته وتفانيه لأهله، وأضاف “اليوم، يكمل نصف دينه، ويبدأ مرحلة جديدة من حياته، فأطلب منه أن تظل مخافة ربنا بين عينيه”.
ودعا جلالته للحسين بالخير والتوفيق لعائلته الصغيرة ولعائلته الكبيرة، مُجددا الترحيب بالحضور ومعربا عن شكره لهم ولكل الأردنيين على مشاركتهم هذه الفرحة قائلا “إن شاء الله بيوتنا كلنا تظل عامرة بالمحبة والفرح”.
وأهدى جلالة الملك، سمو ولي العهد، سيفا من سيوف بني هاشم، كرمز للعدل والدفاع عن الوطن، نُقشت عليه الآية القرآنية “إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ”، وهو نسخة عن سيف المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، وصُنع من حديد مستخرج من حجارة تحيط بقلعة عجلون.
وكان الحفل بدأ بدخول سمو ولي العهد محاطا بمجموعة من أبناء عمومته أصحاب السمو الملكي الأمراء، وعدد من أقارب سموه وزملائه ممن خدموا ويخدمون مع سموه في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وسط أهازيج الفرح التي أدتها فرقة كفر جايز للفنون التراثية.
وقدم فريق المشاة الصامتة الذي يتبع لقيادة الحرس الملكي الخاص عروضا خلال الحفل، فيما حلقت طائرات سلاح الجو الملكي في سماء المضارب.
وأدى فنانون وفرق شعبية من مختلف محافظات المملكة وموسيقات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي فقرات متنوعة وسط أجواء احتفالية، عكست التراث الأردني الأصيل، تضمنت السامر والدحية، فضلا عن قصيدة ألقاها الشاعر هلال الشرفات.
وشارك في الحفل الفنانون الأردنيون حسين السلمان، وسعد أبو تايه، وحسام ووسام اللوزي، وبشار السرحان، وفرق الراجف، والرمثا، والعقبة (سمسمية)، ومعان، والسلط، والأجاويد، والشركس.
ونُصبت في مضارب بني هاشم بيوت الشعر التي ازدانت جنباتها بالأعلام وتوسطتها نجمة سباعية، فيما قدم المدعوون التهنئة لجلالة الملك وسمو ولي العهد متمنيين لسموه حياة هانئة وسعيدة.
كما أقيمت جدارية خُط عليها بيت شعر يتغنى بالوطن للشاعر الراحل حبيب الزيودي، وهي:
“هذي بلادي ولا طول يطاولهــــــــــــــا … في ساحةِ المجدِ أو نجم يدانيهــــــــــا
يا أيّها الشعر كُنْ نخلاً يظلّلهـــــــــــــا … وكُنْ أماناً وحبّاً في لياليهـــــــــــــــــــا
وأيّها الوطن الممتد في دمِنــــــــــــــــــا … حباً أعزّ مِن الدُّنيا وما فيهــــــــــــــا”
وحضر المأدبة رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وكان عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين في الديوان الملكي الهاشمي، في استقبال الآلاف من أبناء المجتمع الأردني من شيوخ ووجهاء عشائر وممثلي فعاليات رسمية وشعبية وحزبية ونقابية وشبابية وإعلامية ومؤسسات مجتمع مدني.
وفي ظهيرة الأربعاء، استضاف سمو الأمير عمر بن فيصل في منزل والده، سمو ولي العهد، إذ أقام له “حمام العريس”، وهو تقليد يقام في الأعراس الأردنية، حضره عدد من أصحاب السمو الأمراء، وزملاء لسموه ممن خدموا ويخدمون في لواء الملك الحسين بن طلال المدرع الملكي/40، الذي تحمل إحدى كتائبه اسم الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بالإضافة إلى عدد من أقارب سموه.
ويعرف العشاء في هذه المناسبات باسم “القرا” الذي يقدّم فيه المنسف؛ وهو الطبق التقليدي الأشهر في الأردن.
و”القرا” وليمة العرس جزء من التقاليد الأردنية الأصيلة التي تعكس صفات الشخصية الأردنية كالكرم وحسن الضيافة.
وحضر الحفل قرابة 4 آلاف مدعو بينهم فعاليات رسمية وشعبية ونقابية وحزبية وعدد من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من عاملين ومتقاعدين.
– سيف هاشمي هدية ولي العهد –
وأهدى جلالة الملك عبدالله الثاني، سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد، سيفا من سيوف بني هاشم، خلال المأدبة العشاء.
والسيف؛ الذي أهداه الملك لولي العهد هو نسخة عن سيف جلالة الملك عبدالله الأول، الذي صُنع في الحجاز عام 1916.
وصُنع السيف في الأردن خصيصا لمناسبة زفاف ولي العهد، وهو من الحديد المستخرج من الأحجار المحيطة بقلعة عجلون.
ونقش على السيف آية قرآنية كريمة “إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ” – آل عمران (160).
– لباس ولي العهد في “القرا” –
ارتدى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، خلال حفل “القرا”، اللباس العربي التراثي.
ويتكون اللباس الذي ارتداه ولي العهد، من شماغ أحمر قرمزي اللون أو المنديل الأبيض، والثوب الأردني ويعتليه النصية أو الجُبة من ثم عباءة داكنة اللون مصنوعة من الصوف ومقصبّة باللون الذهبي، ويعتلي اللباس حزام المسدس المصنوع من الجلد الذي يحمل تطريزاً باللون الذهبي.
وارتدى ولي العهد، أيضا، الشماغ الأحمر في حفل العشاء بمضارب بني هاشم، الذي أهدته إياه الحاجة ترفة عبيدات تقديراً للبادرة الكريمة من الحاجة ترفة البالغة من العمر 83 عاماً، وقامت بتهديب الشماغ بنفسها، كهدية لسموّه بمناسبة زفافه.
في 16 أيار الحالي، زار ولي العهد منزل الحاجة تلبية لدعوتها له في قرية حرثا في شمال الأردن، وحينها قدمت الحاجة شماغا هدّبته بنفسها لولي العهد.
– فرق شعبية وفلكولورية –
أقيمت لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، زفة لدى وصوله إلى حفل مأدبة العشاء في مضارب بني هاشم في الديوان الملكي الهاشمي، قبل يوم على زفافه.
وشارك في الزفة، زملاء سمو ولي العهد في كتيبة المدرعات/2 الملكية، وكتيبة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الآلية/1 الملكية.
كما شاركت في الزفة، فرقة كفر جايز الشعبية لإضفاء أجواء تراثية شعبية مميزة.
وتأسست فرقه كفرجايز الشعبية سنة 2010، وتضم مجموعة من الشبان من مختلف عشائر قرية كفرجايز في إربد وخارجها، ودأبت على المشاركة في الأفراح الوطنية والأعراس الشعبية منذ تأسيسها.
تقع قرية كفر جايز في الشمال الغربي من مدينة إربد، وتشتهر بالبساتين، وشجر الزيتون واللوز.
وتضمن حفل مأدبة العشاء تقديم عروض لفريق المشاة الصامتة الذي بدأ عام 2008، وتعتمد فكرة المشاة الصامتة على تقديم حركات بالسلاح المستخدَم المارك /1 إضافة إلى حركات مشاة، وتحتاج هذه الحركات إلى مهارة عالية وتركيز عالٍ من قبل الفريق.
وشارك فريق المشاة الصامتة بالعديد من المناسبات الوطنية، وهو فريق دولي شارك في عدة دول عربية وأجنبية مثل البحرين وعُمان وإدنبرة في المملكة المتحدة وموسكو وكندا. ويتبع هذا الفريق إلى قيادة الحرس الملكي الخاص.
– أشعار حبيب الزيودي تزين مضارب بني هاشم –
ازدانت مضارب بني هاشم بأبيات شعرية تتغنى بحب الوطن، كتبها الشاعر الأردني الراحل حبيب الزيودي.
واختيرت الأبيات الشعرية الثلاثة عن الوطن، لما يحمله حفل زفاف وليّ العهد من أهميّة وطنية، لكلّ الأردنيين.
هذي بلادي ولا طول يطاولهــــــــــــــا … في ساحةِ المجدِ أو نجم يدانيهــــــــــا
يا أيّها الشعر كُنْ نخلاً يظلّلهـــــــــــــا … وكُنْ أماناً وحبّاً في لياليهـــــــــــــــــــا
وأيّها الوطن الممتد في دمِنــــــــــــــــــا … حباً أعزّ مِن الدُّنيا وما فيهــــــــــــــا
والزيودي الذي نظم هذه الأبيات، هو شاعرٌ وأديبٌ أردنيّ، له العديد من القصائد الوطنية والغزلية والقصائد التي يحنّ فيها إلى مضارب أهلِه في البادية وللوطن.
في رصيد الشاعر والأديب الأردني حبيب حميدان سليمان الزيودي (1963 – 27 تشرين الأول 2012)، الكثير من القصائد الوطنية المغنّاة، منها: “صباح الخير يا عمّان يا حِنّا على حِنّا.. كفو وتدوم يا أبو حسين نبع نرتوي منّه” و “هلا يا عين أبونا وضو ديوانه.. هلا يا واسط للبيت والأشراف عمدانه”.
ويحمل الزيود وسام الاستقلال من الدرجة الثانية، حيث أنعم جلالة الملك عليه بهذا الوسام خلال حفل عيد الاستقلال في عام 2004.
– السامر والدحية –
قدم عدد من الفنانين الأردنيين عملا مشتركا خلال حفل مأدبة العشاء في مضارب بني هاشم في الديوان الملكي الهاشمي الأربعاء، وسط رقص أردني تقليدي عروض لفرق موسيقية لفرق شعبية.
وشارك الفنانون حسين السلمان وسعد أبو تايه وحسام ووسام اللوزي وبشار السرحان في الحفل، إضافة إلى عروض موسيقية شعبية لفرق الراجف، والرمثا، والعقبة (سمسمية)، ومعان، والسلط، والأجاويد، والشركس. كما شاركت فرقة القوات المسلحة الأردنية في الحفل.
وتضمن الحفل تأدية فني السامر والدحية بوصفهما تراث أردني متبع في سهرات الأعراس.
ونجح الأردن في إدراج فنّ السامر بوصفه فنًّاً أدائيًّا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي العالمي غير المادي للبشرية وفقاً لاتفاقية يونسكو لعام 2003.
ويعتبر هذا الفن قالباً غنائياً أصيلاً من قوالب الغناء البدوي المتوارثة في الأردن، ويتميز بمكانته المرموقة، من حيث انتشاره وقبوله على المستوى الشعبي.
والسامر؛ سلسلة الأنشطة الفنية التي تقدمها العشيرة في الأعراس، وتتضمن الرقصات، و”السحجات”، والقصيد، والدبكات، وغناء الهجيني. ويحرص أهل العريس أثناء إقامة السامر على تقديم واجبات الضيافة لضيوفهم والترحيب بهم، مما يدلُّ على شيم المعازيب النبيلة.
ويتوافد في سهرات الأعراس الضيوف والمدعوون للمشاركة في حضور السامر.
ويحافظ الأردن على “السامر” كموروث شعبي للحفاظ على التراث، وتعميق تمسّك الشباب والأجيال الجديدة بهذا التراث لما يشكله من أهمية في تكوين الهوية الوطنية الأردنية، وتناقل الموروث عبر الأجيال.
أما “الدحية”، فتعد فناً شعبياً منتشراً في الأعراس في المناطق الريفية والبدوية، وتقام في آخر فعاليات العرس الشعبي، ويشترك في أدائها رجال مصطفون بجانب بعضهم البعض ويقومون بالتمايل يميناً وشمالاً على أنغام الأهازيج والأغاني الشعبية التي يقدّمها أحدهم.
جلالة الملكة رانيا العبدالله استضافت في 22 أيار حفل حناء وعشاء تقليدي، حضرته أكثر من 500 مدعوة من جميع أنحاء الأردن.
وشهد الحفل عروضا متنوعة من مطربات محلييات وموسيقيين وفرق أداء فلكلوري. وتواجدت في الحفل أخصائيات الرسم بالحناء، حيث قدّمنَ تصاميم فريدة للضيوف باستخدام صبغة طبيعية مؤقتة.
ويعتبر حفل الحناء تقليداً من التقاليد القديمة في العالم العربي التي يتم تنظيمها قبل حفل الزواج ويُعتقد بأنه يجلب البركة للزوجين.