مرايا – كتب: سميح المعايطة
مع كل ما حملته وصنعته عشرات السنين من تاريخ القضية الفلسطينية نتيجة الواقع الفلسطيني والحال العربي والمواقف الدولية ينبغي أن نحتفظ بالتعريف الحقيقي للقضية الفلسطينية وان لا تذهب بنا كل التطورات بما فيها التحولات الممنهجة والتي تتم صياغتها من الاحتلال وقوى غربية وبعض مكونات الحالة العربية والفلسطينية نحو تعريفات جديدة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية في التعريف الحقيقي هي قضية أرض وشعب تعرض للاحتلال والتهجير إلى دول عربية وغير عربية، فالمسؤول وفاعل الجريمة هو الاحتلال الصهيوني ومن وقع علية الظلم هم الفلسطينيون أما الحل فهو على أرض فلسطين ويدفعه الاحتلال فقط.
وكلما كان الاحتلال يصنع واقعا جديدا عبر انتصار عسكري أو عبر واقع عربي أو فلسطيني سيئ أو عبر افشال المسار السياسي التفاوضي لإنهاء الصراع كان العرب والفلسطينيون يذهبون نحو تبني خيار جديد داخل خيار الحل السياسي لكن بصيغة تنسجم مع الواقع الجديد وتعطي لإسرائيل الفرصة لاستغلال الظروف لصناعة واقع يخدم فكرة تصفية القضية الفلسطينية وفق التصور التاريخي.
سلسلة طويلة من الاستجابة العربية والفلسطينية لكل واقع صنعه الاحتلال، بل كان العرب والفلسطينيون يبحثون عن تبرير للقبول بالخيارات الجديدة، وكانت المحصلة دائما إيجاد تعريف جديد للقضية الفلسطينية بعيدا عن جوهرها بانها قضية شعب أرضه محتله وله حقوق عند المحتل وليس على حساب الفلسطيني أو على حساب أي طرف عربي.
نحن في الأردن ورغم كل التردي في الواقع العربي والفلسطيني نحتفظ بتصور حقيقي للقضية الفلسطينية بانها قضية على المحتل أن يدفع للمظلوم حقوقه وأولها دولة فلسطينية على أرض فلسطين، لكننا نواجه عدوين الأول إسرائيل التي لا تريد إعادة الحقوق لأهلها وايضا تيارات في داخل الحالة الفلسطينية والأردنية تحاول اقناعنا بأن مواجهة التشدد الإسرائيلي يكون بالقبول بحلول على حساب الأردن والفلسطينيين مثل فدرالية أو كونفدرالية أو إلغاء فك الارتباط، وهذا استهداف للأردن وفلسطين.
نحن في مرحلة نحتاج إلى وعي لمواجهة ماتفعله اسرائيل وايضا مايحاول البعض صناعته تحت عنوان تلاشي حل الدولتين،فهدف الطرفين ان ندفع نحن الاردنيين ثمن احتلال فلسطين وعلى حساب هويتنا وهوية الفلسطينيين.