استشهاد 12 فلسطينيا ومقتل جندي إسرائيلي في العدوان على مخيم جنين
تواصل طواقم الدفاع المدني والإسعاف الفلسطينية، بالتنسيق مع المؤسسة الأمنية، البحث عن أي مخلفات للاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، تخوفا من وجود أي أجسام مشبوهة أو متفجرة، وكذلك فحص المنازل الآيلة للسقوط بعد انسحاب قوات الاحتلال من المخيم قبيل منتصف الليلة الماضية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال لا تزال منتشرة على اطراف ومقربة من مداخل جنين.
وكانت قوات الاحتلال، قد بدأت عدوانها على مدينة جنين ومخيمها فجر الاثنين، بقصف منزل وسط مخيم جنين، كما قصفت بالطائرات مواقع عدة داخل المخيم وعلى أطرافه.
وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة، مدينة جنين من محاور عدة، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وارتفع عدد الشهداء في مخيم جنين إلى 12، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ فجر الاثنين، والذي وُصف بأنه أكبر عملية عسكرية إسرائيلية منذ قرابة عشرين عامًا في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن العدوان الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 12 شخصا، إضافة إلى أكثر من 120 جريحاً، بينهم قرابة 20 إصابة بجروح خطيرةـ وأفادت مراسلة “المملكة”، بمقتل جندي إسرائيلي خلال العدوان على مخيم جنين.
وقال قاسم بني قادر الممرض في مشرحة بمستشفى جنين “هذا التوغل هو الأسوأ الذي نشهده خلال خمس سنوات”.
صباح الثلاثاء بدت مدينة جنين خالية ما عدا دوريات لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وأقفلت المحال التجارية وانتشرت بقايا إطارات مشتعلة في أماكن متفرقة، وحلقت الطائرات المسيرة الإسرائيلية في سمائها، حسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وقال جيش الاحتلال إن قواته تعمل على تدمير ممرات تحت الأرض تستخدم لتخزين المتفجرات. وأضاف في بيان أن جنوده عثروا “على غرفتي عمليات تابعة لمنظمات إرهابية في المنطقة وقاموا بتفكيكها”.
وأضاف “أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ألقت القبض على 120 فلسطينيا مشتبها بهم”، موضحا أن “حوالي 300 مسلح ما زالوا في جنين، معظمهم مختبئون”.
وقال الجيش إنه “لا ينوي البقاء في جنين، لكنه مستعد لحرب طويلة”.
قبل هذه العملية، صعدت إسرائيل عمليات المداهمة والتوغل في شمال الضفة الغربية بعد هجمات استهدفت إسرائيليين كما نفذ مستوطنون غارات على بلدات فلسطينية عدة أحرقوا فيها ممتلكات وسيارات ومزروعات.
وتفاقم العنف الإسرائيلي الفلسطيني منذ العام الماضي، وتصاعد أكثر في ظل حكومة بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان “قواتنا دخلت وكر الإرهاب في جنين … وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة”.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه “حرب مفتوحة على أهالي جنين”.
وصرّح نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس أن “حوالى 3000 شخص غادروا المخيم حتى الآن”، مضيفا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.
وفي ردود الفعل الدولية، حضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الثلاثاء الجيش الإسرائيلي على “ضبط النفس” وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع تكراره دعم بريطانيا “لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وإدانته ما وصفه بالأعمال “الإرهابية” الفلسطينية.
من جانبه، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه “قلق للغاية” بشأن العنف ودعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي.
وتقول الأمم المتحدة إن مخيم جنين يعاني من “أعلى معدلات البطالة والفقر” مقارنة بمخيمات الضفة الغربية الأخرى، وأن العملية العسكرية قطعت إمدادات الماء والكهرباء عن جزء كبير منه.
يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، قرابة 2.9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.