أكد مساعد أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس حسن الحياري، أن التحول نحو الطاقة الخضراء أصبح واقعا يلامس حياتنا مدعوما بالتوجهات العالمية وأهمها نتائج وتوصيات قمة المناخ.
وقال الحياري إن تخفيض الانبعاثات يتطلب جهدا مشتركا بين الدول كافة، وهو أمر يحظى برعاية ملكية سامية تتجلى في مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت في حزيران من العام 2022.
جاء ذلك بحسب بيان صدر عن الوزارة اليوم السبت، خلال زيارة وفد أردني، للمغرب للاطلاع على تجربتها في مجال الطاقة الخضراء وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وأشار الحياري إلى الإنجازات التي حققها الأردن في مجال الطاقة المتجددة من حيث التطور التقني والمشاريع التجارية والشراكة بين القطاعين العام والخاص والجهات الاستثمارية والتمويلية، ما وضع الأردن في المرتبة الأولى من حيث نسبة الاستطاعة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة، دون احتساب الطاقة الهيدرومائية.
وبين أن نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية المولدة في الأردن وصلت 27 بالمئة نهاية العام 2022، مؤكدا أن الأردن يسعى لرفع النسبة إلى 50 بالمئة بحلول عام 2030، بتطوير الشبكة الكهربائية والتحول نحو الشبكات الذكية، ومشاريع التخزين للطاقة الكهربائية، والتوسع بمشاريع الربط الكهربائي لتخطي التحديات الفنية التي تفرضها الطاقة المتجددة.
وأكد الحياري، أن إنتاج الهيدروجين الأخضر أمر ضروري اليوم لمواجهة التغيرات المناخية ووضع حد لتدهور البيئة، مشيرا إلى بدء وزارة الطاقة بإعداد استراتيجية الهيدروجين في الأردن، تماشيا مع التوجهات الحكومية لجعل الأردن مركزا إقليميا لتصدير الطاقة الخضراء، واستغلال المزايا النسبية للأردن من حيث توفر مساحات الأراضي والموقع الجغرافي.
من جانبها، استعرضت مدير مديرية التخطيط والتطوير المؤسسي في الوزارة المهندسة شروق عبد الغني، آخر التطورات في قطاع الطاقة الاردني والمتعلقة بمشاريع الهيدروجين من حيث إعداد استراتيجية الهيدروجين، ومراجعة التشريعات المتعلقة بالقطاع، وتشكيل اللجنة الوطنية للهيدروجين الأخضر لضمان النهج التشاركي بين مختلف الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع الهيدروجين بما يحقق الأهداف الوطنية.
وأكدت امتلاك الأردن للعوامل التي ستدعم تطوير الهيدروجين الأخضر كالوفرة في إنتاج الطاقة المتجددة، وتوفر الخبرات الفنية الماهرة و البنية التحتية بميناء العقبة، وموقع الأردن المتوسط في المنطقة.
والتقى الوفد الأردني، ممثلين عن الجهات المغربية في وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية والوكالة المغربية للطاقة المستدامة ومعهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة.
وناقش الجانبان التجربتين الأردنية والمغربية من حيث السياسات والتشريعات وتطبيقات الهيدروجين المحلية والمعايير البيئية ومستوى الاستهلاك المحلي والتصدير والشراكات المحتملة مع مستهلكي الهيدروجين، واستعرضا الخطوات اللاحقة لمستقبل الهيدروجين في البلدين من جانب الشراكات مع القطاع الخاص وتمويل المشاريع والتعاون بين الدول العربية واللجان الوطنية للهيدروجين والبحث والتطوير، والموارد البشرية.
وزار الوفد الأردني مجمع الطاقة الخضراء في منطقة بن جرير المغربية التي تعتبر منصة للتجارب والبحث والتدريب في مجال الطاقات المتجددة، و أنشئت بالتعاون بين معهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة وجامعة محمد السادس للفنون التطبيقية .
كما اطلع الوفد على المشروع التجريبي المغربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشاريع طاقة شمسية بحثية ومختبرات البحث والتطوير.
وتأتي الزيارة التي تنظمها وزارة الطاقة والثروة المعدنية إلى المملكة المغربية، بالتعاون مع المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ومؤسسة فردريش ايبرت (مشروع الطاقة والمناخ الإقليمي بهدف تبادل الخبرات بين البلدين في مجال الهيدروجين الأخضر، والاطلاع على الممارسات الفضلى لتنفيذ سياسة الجودة المعتمدة.
وضم الوفد الأردني: مساعد الأمين العام لشؤون الطاقة المهندس حسن الحياري، ومدير مديرية التخطيط والتطوير المؤسسي المهندسة شروق عبد الغني، ومدير مديرية الكهرباء وكهربة الريف المهندس هشام المومني، ومدير مديرية التخطيط العمراني للمناطق التنموية والحرة في وزارة الاستثمار الدكتور خالد المومني، ومدير مديرية السياسات والتخطيط الاستراتيجي في وزارة المياه والري المهندسة رحاب الطراونة، والمدير التنفيذي للنقل واللوجسيتات في شركة تطوير العقبة المهندس محمد السكران، وبلال الشقارين من وزارة البيئة ، والمهندس عمر صفوري من المركز الوطني لبحوث الطاقة، والدكتور أيمن البطاينة من الجامعة الألمانية الأردنية.