احرج وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، على خلفية موقف بلادها الداعم للاحتلال الإسرائيلي، محبطًا بذلك إنسانية الغرب الزائفة التي تكيل بمكيالين.

الوزيرة الألمانية عللت موقف بلادها الداعم للاحتلال بقصة قصيرة؛ إذ قالت: التقيت في إسرائيل مع أب لم يذرف الكثير من الدموع ولكن الألم كان عميقًا الذي ودع زوجته وابنتيه، حيث وصله مكالمة هاتفية مليئة بالذعر ولم يسمع شيئًا وبعده بساعات رأى ابنتيه في شاحنة بعنف شديد، ورأى في ذات المقطع المصور زوجته.

الصفدي لم يكتفِ بالصمت حيال القصة التي روتها نظيرته؛ ليرد على قصتها بثلاثة من القصص حينما قال: خرجت للتو مع الوزيرة الألمانية من اجتماع مع اللاجئين من قطاع غزة، احدهم أبلغنا بأنه فقد 53 شخصًا خلال هذه الحرب، وآخر فقد أمه بحرب 2009 وفقد عمه في هذه الحرب، وطفلة قالت إنها فقدت 36 عمات في غزة.

وبالرغم من أنهم يقفون هنا ويراقبون موت أقاربهم في غزة وبالرغم من أن أقاربهم لا يستطيعوا الحصول على زجاجة ماء… كلهم قالوا إنها يريدون العيش بسلام وأمان، بحسب الصفدي.

وأضاف، “يجب أن يعلم الجميع بأن ما يبث أو يقال بان العرب يريدوا أن ينهوا إسرائيل من الوجود.. هذا كله كلام غير صحيح، وسياسيًا رد عليه عام 2002 مقابل إنهاء الاحتلال الذي هو أساس التوتر والصراع للعيش بسلام”.

وأكمل، “كل الصحافة الغربية كانت تسأل أي مسؤول عربي.. هل تدين قتل الأبرياء المدنيين وكأننا بحاجة أن نثبت إنسانيتنا!. ونشير إلى خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في البرلمان الأوروبي بعام 2015، إذ استذكر أنه قبل 100 عام من اتفاقيات جنيف كانت تعليمات القادة المسلمين بان لا تقتلوا طفلًا ولا شيخًا ولا سيدة.. فهذه انسانيتنا”.

والصفدي بدأ غاضبًا ليعود لتعريف مصطلح الدفاع عن النفس… إذ تساءل: هل قتل 4 آلاف فلسطيني وتدمير 98 ألف بيت هو دفاع عن النفس!. هل مستقبل المنطقة تحكمه المشاعر أم علينا التوقف والقول كفى قتل ودمار وكلنا يعرف طريق السلام.

وتحدث بصراحة أمام نظيرته الألمانية: جميع العرب يسألون لماذا منع الغذاء جريمة حرب حينما يمنع عن أوكرانيا ولكنه ليس كذلك بالنسبة لقطاع غزة؟ لماذا قتل الأبرياء جريمة حرب في أوكرانيا ويوغسلافيا لكن أيضا ليس كذلك في غزة؟. لنضع الأمور في سياقها!.