أعربت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، ليلى بكر، عن بالغ القلق إزاء وضع 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة منهن 5500 على وشك الولادة خلال الأسابيع المقبلة.
وأضافت بكر، في تصريحات صحفية في حديثها عن جهود الوكالة الأممية وشركائها لمساعدة النساء والفتيات في قطاع غزة، أن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية تقف على أهبة الاستعداد على الحدود المصرية مع القطاع لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.
وقالت إن لدى الصندوق مواد طبية موجودة على الحدود مع جميع الشركاء بما فيها منظمة الصحة العالمية، معربة عن الأمل بأن يتمكن الصندوق من إيصال تلك المساعدات وتوزيعها بشكل آمن، إلى المحتاجين في غزة في أقرب فرصة ممكنة.
ويعمل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان 29 موظفا في فلسطين المحتلة، ثمانية منهم في غزة، “وهم يعيشون وضعا مزريا” بعد أن أُجبروا على التوجه إلى جنوب القطاع، الذي قالت ليلى بكر إنه “لا يوجد مكان آمن فيه”.
وأضافت المسؤولة الأممية أن معظم هؤلاء الزملاء الإنسانيين في غزة- وعلى الرغم من أنهم عاشوا هذا الوضع مرارا وتكرارا- إلا أنهم لا يزالون يتحلون بالإصرار على العطاء والاستمرار في التعامل مع الشركاء في سبيل توزيع المساعدات الإنسانية.
واقتبست من إحدى موظفات الصندوق في غزة، وهي أم لطفل رضيع يبلغ من العمر تسعة شهور، تعيش حاليا في أحد الملاجئ، حيث قالت: “لم يعد لدي دموع، يشعر طفلي بكل شيء وقد توقف عن الرضاعة الطبيعية”.
وأشارت بكر إلى ما قالته سيدة حامل: “عندما كنت أهرب من القصف، كنت أشعر بأن كل خطوة كانت تبدو وكأنها سباق نحو الموت”.
وأضافت: “تصور في ذهنك امرأة تحاول الفرار مع أطفالها وجنينها بعيدا عن القصف، بعيدا إلى ما تعتقد أنه الأمان. وحتى هناك، لا يوجد أمان ولا ماء ولا طعام ولا يكاد يكون هناك مأوى لها”.
وأعربت بكر عن قلق خاص إزاء هذا الوضع، وطالبت، بشكل لا لبس فيه، بوصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى غزة وتسليمها بأمان من خلال شركاء الصندوق على الأرض.
ومضت قائلة: “هذا هو الحد الأدنى المطلوب بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية هؤلاء النساء وأطفالهن، علينا أن ننقذ تلك العائلات”.
وتابعت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان قائلة: “باعتباري امرأة من أصل فلسطيني يؤذيني في صميمي أن أسمع من زملائي الأسى الذي يشعرون به في قلوبهم نتيجة هذه الظروف والنزوح القسري وترك كل حياتهم، ليس لأول ولا لثاني مرة. هم يطالبون أولا بفك الحصار والرجوع إلى أماكنهم وبيوتهم في القطاع والحفاظ على هويتهم الفلسطينية في أي خطوة تتخذها الأمم المتحدة أو العالم بشكل أجمع”.
وطالبت بكر بفك الحصار عن غزة والالتزام بالقوانين الدولية وتوزيع المساعدات الإنسانية وحماية النساء وأطفالهن وعائلاتهن في خضم هذه الظروف.