قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن سبب إلغاء اجتماع قمة الأردن الرباعية والتي كان مقرر عقدها الأسبوع الماضي، جاء لإنقاذ فرصة مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن ليتمكن من فعل شيء ما بما يخص الحرب على غزة.

وأوضح الصفدي في مقابلة له مع قناة إن بي سي، أن إلغاء القمة لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على العلاقات التاريخية القوية بين الأردن والولايات المتحدة، والاحترام الهائل الذي يكنه جلالة الملك للرئيس بايدن.

وكان من المقرر انعقاد القمة الرباعية في عمان يوم الأربعاء الماضي بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأضاف الصفدي، “نحن نعلم أنه بدون دور أمريكي قيادي لا يمكننا وقف ما يجري، ولا يمكننا حتى أن ننظر إلى ما هو أبعد من هذه اللحظة المرعبة وإلى ما يجب القيام به لتحقيق سلام عادل ودائم”.

ورداً على سؤال القناة حول ما إذ كانت موافقة إسرائيل على السماح بدخول المساعدات إلى غزة يعتبر إنجازا مهما وضروريا، قال الصفدي إن القيام بمثل هذا الخطوة يعتبر كلمحة من الأمل في الواقع المظلم والقبيح الذي نعيشه وهي خطوة مهمة لأنها ستنقذ الكثير من الأرواح حيث الناس في غزة يتضورون جوعاً ولا يوجد طعام ولا ماء ولا دواء.

وأضاف أنه يوجد مستشفى أردني عسكري ميداني يعمل في غزة منذ عام 2009 عندما كانت هناك حرب أخرى أيضًا واحتفظنا به لأن الناس بحاجة إليه.

وبين الصفدي “لقد أخبرنا أطباؤنا هناك أنه في غضون أسبوع ستنفد الإمدادات، ولن يتمكن المستشفى من علاج المصابين وتقديم خدماته الحيوية، لذا فإن إدخال الإمدادات الإنسانية إلى غزة يمثل أولوية قصوى.”

ولفت الصفدي إلى أن العديد من الناس يتساءلون لماذا يعتبر حرمان أوكرانيا من الغذاء والدواء جريمة حرب، ولكن فعل الشيء نفسه مع الفلسطينيين ليس جريمة حرب؟ ومدى قابلية تطبيق القانون الدولي على الجميع؟، حيث أوضح الصفدي أن تطبيق القانون الدولي يجب أن يطبق على الجميع بغض النظر عن الجنسية ومكان حدوث النزاع.

وعبر الصفدي عن شعوره بالقلق الشديد لرؤية الصور المزعجة لأشخاص يموتون من كلا الجانبين، وأضاف ردا على سؤال نتيجة مضي إسرائيل قدما في غزو بري واسع النطاق أن هذه الخطوة قد تؤدي لفقدان فرص منع هذه الحرب من التصعيد إلى أماكن أخرى والضفة الغربية ولبنان وأن خطر الحرب الإقليمية حقيقي هذه المرة.

وقال الصفدي: “أعتقد أن السؤال هو: هل نستمر في الحرب التي نعرفها من التاريخ والتي لن تنتج سوى ظروف البؤس واليأس التي ستنتج حربًا أخرى إن لم يكن في العام المقبل ففي العام الذي يليه، أم نقطع الطريق؟ ونقول كفى خسارة في الأرواح من الجانبين فلنتوقف ولنصنع السلام الذي سيكون الضمان الوحيد لأمن وسلامة الجميع.”

ونوه أننا جميعًا ندرك أن الحرب لن تنتج أي شيء، وأن العنف لن يفعل شيئًا بل سيؤدي إلى المزيد من العنف، وينبغي وقف هذه الحرب والبدء في الحديث بطريقة من شأنها أن تنتج السلام والأمن للجميع، وكذلك للفلسطينين والإسرائيليين.

وختم الصفدي قائلا: “علينا أن نجلس جميعًا ونرى كيف يمكننا إنشاء مسار من شأنه أن ينتج السلام للجميع حتى لا تضطر النساء الفلسطينيات إلى الحداد على أطفالهن وكذلك النساء الإسرائيليات وحتى لا نضطر جميعًا للقلق بشأن توسع هذه الحرب ووصولها إلينا.”