نمط حياته بسيط جدا وأقل من عادي، يمارس سلطته بهدوء وسرية بعيدا عن التغطية الإعلامية.

يوصف بالزهد، منضبط للغاية، نشأ في ظروف صعبة وقاسية.

قائد ذكي وليس سهلا، تربى على يد الشيخ أحمد ياسين، يعرف ماذا يريد ويسعى بكل قوة لتحقيق أهداف المقاومة.

وصفه المسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) يارون بلوم بأنه: “إنه شخصية كاريزمية، ليس فاسدا، متواضع”.

يحيى السنوار، المولود عام 1962 في مخيم خان يونس، تعود جذور عائلته إلى مدينة عسقلان المحتلة عام 1948، التي سقطت في يد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 وغير اسمها إلى “أشكلون”.

أنهى دراسته الجامعية في “الجامعة الإسلامية” بغزة بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية، وكان رئيسا لمجلس الطلاب في الجامعة.

اعتقل أول مرة عام 1982، وبقي رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر. وفي 1985 اعتقل مجددا ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم “مجد” الذي تولى الملفات الأمنية الداخلية. وتمكن السنوار حينها من قيادة مجموعة من الكوادر الأمنية وتتبع عدد من العملاء الذين عملوا لصالح الاحتلال. وبمرور الوقت، أضحت “مجد” نواة أولى لتأسيس النظام الأمني الداخلي لـ”حماس”، وصار دورها بجانب إجراء التحقيقات مع عملاء الاحتلال هو اقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.

وفي عام 1988، اعتقل مجددا وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات.

وبعد أن قضى نحو 23 عاما داخل السجون الإسرائيلية أفرج عن السنوار عام 2011 خلال صفقة “وفاء الأحرار”، حيث تم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وبعد الإفراج عنه أصبح السنوار من أبرز قيادات الحركة في غزة، وبات أحد أعضاء مكتبها السياسي.

ويعد من القيادات الأولى التي أسست كتائب عز الدين القسام.

بقي يحظى باتفاق في أوساط القيادتين العسكرية والسياسية لحركة “حماس”، وكان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري خلال جميع الحروب التي وقعت على أرض غزة؟

أدرجته واشنطن في عام 2015 على اللائحة السوداء لـ”الإرهابيين الدوليين” مع قائد “كتائب القسام” محمد الضيف، والأسير المحرر روحي مشتهى.

السنوار الذي تعلم اللغة العبرية في السجون الإسرائيلية، كان يمضي ساعات في التحدث مع الإسرائيليين أثناء السجن، وتعلم ثقافتهم، و”كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية” يتابعها دون توقف، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.

انتخابه في موقعه الحالي رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عام 2017، ثم إعادة انتخابه عام 2021 جعل الإسرائيليين يعيدون حساباتهم الأمنية والعسكرية من جديد .

دولة الاحتلال تعتبر السنوار “عدوا خطيرا” فهي تصفه بـ”العنيد” و “رئيس جناح الصقور” في حماس، كما ترى فيه حكومة الاحتلال نسخة “متطرفة” بالمقارنة مع قيادات أخرى. وقد نشر معهد السياسات والإستراتيجية الإسرائيلية التابع لمركز “هرتسيليا” تقريرا  حول شخصية السنوار اعتبر فيه أن السنوار “يغير قواعد اللعبة مع إسرائيل”.

ويعده الاحتلال “وزير دفاع حماس” لأنه حلقة الوصل بين جناحي الحركة السياسي والعسكري.

والمعروف بأنه إلى جانب محمد الضيف العقل المدبر لعملية “طوفان الأقصى” التي كبدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية وعسكرية هائلة، وهزت الصورة النمطية لقدرة أجهزته الاستخباراتية والأمنية.

يحيى السنوار ليس قائدا سياسيا وعسكريا في المقاومة فهو كاتب ومترجم وله الكثير من المؤلفات والترجمات في المجالات السياسية والأمنية. من بين أبرز مؤلفاته:

ترجمة كتاب “الشاباك بين الأشلاء”، وترجمة كتاب “الأحزاب الإسرائيلية عام 1992″، و”حماس: التجربة والخطأ”، وهو كتاب يتناول تجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.

وبالإضافة إلى كتاب “المجد”، كما له رواية أدبية بعنوان “شوك القرنفل”، التي تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

تتسم مؤلفات السنوار بأسلوبه السياسي والتحليلي، وتعكس رؤيته وتجربته في الشؤون السياسية والأمنية.

السنوار يعيش حياته بين مقاتلي القسام، و يعتقد أنه يرابط في شبكة الأنفاق التي حفرتها الحركة على طول القطاع وعرضه.

وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت، السنوار بأنه “ميت يمشي على الأرض” في إشارة إلى أن الاحتلال يطارده ويتتبعه لقتله.

لكن السنوار لا يبدو متلهفا على الدنيا شان باقي قادة المقاومة في فلسطين، فهو كمجاهد يفترض أن عمره الافتراضي انتهى بانتظار لحظة إعلان النصر أو الشهادة أو كلاهما معا. السبيل