أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) السبت أن مقرها العام أصيب بقذيفة، تعمل على التحقق من مصدرها، على وقع التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وهذه المرة الثانية خلال التصعيد الأخير التي تطال فيها قذيفة المقر العام لليونيفيل في بلدة الناقورة في جنوب لبنان. وكانت القوة أعلنت في منتصف الشهر الحالي أن صاروخاً أصاب مقرها من دون تحديد مصدره.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي لوكالة فرانس برس إن “قذيفة سقطت داخل المقر ويجري التحقق من مصدرها”، مشيراً إلى وقوع بعض الأضرار من دون إصابات.
وأفاد مصدر عسكري لبناني فرانس برس أن “قذيفة إسرائيلية خرقت السور الإسمنتي” لمقر اليونيفيل. كما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن “القصف الاسرائيلي أدى الى إصابة سور مقر اليونيفيل بقذيفة”.
وأفاد بيان لليونيفيل السبت أن القذيفة سقطت داخل المقر عند حوالي الساعة الثالثة عصراً (12:00 توقيت غرينتش) إلا أنها لم تنفجر، وتمت إزالتها للتحقق من مصدرها.
وأوضح البيان “إنها ليست المرة الأولى التي تطال فيها قذيفة مقرنا العام، وطالت الأضرار أيضاً مواقع أخرى تابعة لنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية”، مضيفاً “يُعد ذلك تذكيراً صارخاً بمدى هشاشة وتوتر الأوضاع” في المنطقة حالياً.
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الل وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأسفر التصعيد في لبنان عن مقتل 58 شخصاً، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، إضافة الى مقاتلين من فصائل فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة رويترز للأنباء. وقُتل أربعة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
وحثت اليونيفيل في بيانها “جميع الأطراف على الوقف الفوري لإطلاق النار”، وأضافت “ندعو جميع الأطراف المتورطة في النزاع الدائر إلى وقف أي أعمال تشكل خطراً على سلامة وأمن المدنيين وعناصر الأمم المتحدة، خصوصاً أن ذلك قد يعد انتهاكاً للقانون الدولي”.
والسبت، أعلن حزب الله مجدداً استهداف مواقع إسرائيلية حدودية عدة بعضها بالقذائف المدفعية و”الصواريخ الموجهة”، فيما أفادت الوكالة الوطنية عن قصف مدفعي إسرائيلي كثيف يطال مناطق حدودية عدةّ.
كما نفذت، وفق الوكالة، “مسيرة معادية ثلاث غارات” على منطقة جبلية تبعد أكثر من 20 كيلومتراً عن الحدود.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “رصد إطلاق عدد من قذائف الهاون وأخرى مضادة للدروع من لبنان نحو بلدات اسرائيلية ومواقع عسكرية على الحدود”، مشيراً إلى أنها سقطت في مناطق مفتوحة.
وأضاف أن “قوات مدرعة ومدفعية تقصف مصادر إطلاق النار وتهاجم بنى تحتية لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية”، من دون إضافة تفاصيل حول ماهية تلك البنية التحتية.
وخلال ثلاثة أسابيع من التصعيد، نزح نحو 29 ألف شخص في لبنان، خصوصاً من جنوب البلاد، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الجمعة.