قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لتحديث القطاع العام ناصر الشريدة، إن النظرة الاستشرافية لجلالة الملك عبدالله الثاني، جعلت الأردن في منأى عن التأثر بالأزمات؛ مبيناً أن مخزون المملكة الاستراتيجي من السلع الأساسية والمواد الغذائية آمن ويكفي لفترات زمنية طويلة، ولا سيما القمح والشعير.

وأضاف خلال لقائه اليوم الاثنين، مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن وممثلي القطاعات التجارية فيها “لا يمكن إغفال تأثّر بعض القطاعات بالأوضاع في الإقليم، إلا أنّ الاقتصاد الكلّي بمجمله قادر على التكيّف، ولدى المملكة مخزون من الطاقة والغذاء كاف لمسافات آمنة بما في ذلك النفط الخام ومخزون المشتقات النفطية”.

وأعرب الشريدة عن تقدير الحكومة للدور الذي يقوم به القطاع التجاري على مختلف الأصعدة، ابتداءً من الدور الوطني الذي قام به خلال جائحة كورونا، وما تلا ذلك من انعكاسات للأزمة الروسية – الأوكرانية، مضيفاً أن الأردن من أكثر الدول قدرة على التعامل مع الأزمات.

وأشار الشريدة إلى أن المؤشرات الاقتصادية تظهر مرونة بالتعامل مع الضغوطات الإقليمية؛ “فهذه ليست المرة الأولى التي يختبرُ فيها الأردن أزمات إقليمية، إلا أنّ الاقتصاد الأردني وقف دائماً بوجه الأحداث الإقليمية بقوّة وصلابة”، مشيداً بقدرة القطاع الخاص الأردني تاريخياً على التكيّف مع أي أحداث إقليمية.

وأكّد الشريدة خلال اللقاء الذي حضره وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي، أهمية اللقاءات الدورية مع غرفة تجارة الأردن لمتابعة الأمور التي تهمّ القطاع التجاري والخدمي ومعالجة المشكلات التي تواجهه من جهة، وللتعويل على دور القطاع الخاص في التحوّط من تداعيات الأزمات على الاقتصاد المحلي ودرء أي مخاطر محتملة من جهة أخرى.

وعن الاستثمار، أشار الوزير الشريدة إلى أنه رغم الصعوبات التي يواجهها المناخ الاستثماري في الإقليم، إلا أن هذا لم يوقف جهود المنصة التفاعلية “استثمر في الأردن” (invest.jo)، والتي تهدف لترويج الاستثمار في الأردن، والتعريف بالبيئة الاستثمارية والمزايا التنافسية للمملكة، وإبراز الفرص الاستثمارية الواعدة في جميع القطاعات بما يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي.

ولفت الشريدة في هذا الصدد إلى أهمية تنفيذ خطط البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي بعزم أكثر من أي وقت مضى في ظلّ التحديات التي يواجهها الإقليم، داعياً الحضور إلى الاطلاع على نظام متابعة الأداء والإنجاز الحكومي الذي أطلق في ملتقى “عام على التحديث”، للتعرف على حجم التقدم في سير العمل في كل أولويات البرنامج.

وحول تداعيات العدوان على أهالي قطاع غزة على الاقتصاد الوطني، قال الشريدة إن الفريق الاقتصادي منذ اللحظة الأولى لوقوعه، بادر بدراسة جميع سيناريوهات التعامل مع تداعيات الأزمة آنيا أو مستقبلياً والتحوط لذلك، مؤكدا أن القطاع الخاص سيكون شريكا في أية خطط حكومية ستوضع لهذه الغاية.