مرايا –
لم تكن الحالة الاقتصادية في الأردن، حيث شهد اختبار “طوفان القدس” يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الفائت، في أحسن الأحوال أحوالها، كان الأردنيون يودعون موسم الصيف، الذي شهد عاشا مع زيارات المغتربين وحفلات الزفاف وبعض السياح، ويستعدون لاستقبال ليالي الشتاء والثقيلة.
ويقول صاحب معرض للأدوات الكهربائية في منطقة “سحاب” جنوب العاصمة، إنه بينما يستعد لـ “بياته الشتوي”، بعد أن شهد موسم صيف “مقبول”، وغير مؤكد على “طوفان الأقصى”، فتغيرت كل برامجه لاستقبال شتاء بارد.
وأوضح مصطفى، مفضلا أن يُسْتَخْدَم الاسم الأول فقط، وأنه فور إنشاء تسجيله لما انتهى يوم السابع من أكتوبر، وبدء العدوان على غزة، قرر أن يقرر بين جيرانه من كون المجاورين له، لحثهم على التبرع “مع تصريح أن ما يملكونه من مال هو ما سينفقونه على أنفسهم خلال فصل الشتاء”.
يقول، الذي كان يجلس على متجره، المطل على أحد الشوارع الرئيسية في المدينة “تبرع الجيراني (في المتاجر المجاورة) لاثنتين منحة تتقدم بأكثر من 70 ألف دينار (نحو 100 ألف دولار)، ويدعو إلى أنه “لم يتخيل أن يتم تجميعها هذا قادر من التجار يملكون متواضعة”.
ويشير رئيس “ملتقى الأعمال الفلسطيني الأردني” (أهلي)، إلى أن “قسوة العدوان على غزة… آلاف الشهداء والجرحى، والأحياء التي تدمرت، وضعت الشارع الأردني أمام مسؤولياته… ولم يتردد معظمهم ببذل أقصى ما يمكن”.
وكشف أن الملتقى شكّل لجنة داخلية لحث الأعضاء من رجال الأعمال للتبرع لصالح دعم صمود الأهل في غزة، وأوضح عتمة متحدثا لمراسل “قدس برس” أنه نُسِّقَت لقاءات عمل مع مختلف الجهات المعنية بجمع التبرعات العينية والنقدية لقطاع غزة لترتيب جمع التبرعات وإيصالها إلى القطاع من خلال الجهات الرسمية”.
وبيّن عتمة أن أعضاء الملتقى تبرعوا لعدة جهات رسمية بعشرات الألوف من الدولارات.
من جهتها أطلقت جمعية “الإغاثة الطبية العربية” (مقرها الأردن) حملة لعلاج ٥٠٠ جريح من غزة بالتنسيق مع المستشفيات الأردنية، وأطلقت حملة أخرى لإرسال المتطوعين من الأطباء والممرضات لقطاع غزة بالتنسيق مع نقابتي الأطباء والممرضين.
وأعلنت الجمعية عن التبرع بنحو ١٠٠ جهاز أكسجين لغزة، وذلك بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية.
وتواصل “الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية” (رسمية)، الجهة المخولة بإيصال المساعدات العينية والنقدية لفلسطين وقطاع غزة، دعم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة للتخفيف من معاناته تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أمين عام الهيئة حسين الشبلي في حديث مع “قدس برس” إن الهيئة أطلقت حملة “لأهلنا في غزة” منذ بداية الأحداث في قطاع غزة، والتي تهدف لجمع التبرعات النقدية والعينية.
وبين الشبلي أنه “منذ صدور التوجيهات الملكية السامية بتقديم المساعدات لأهلنا في غزة أرسلت الهيئة طائرتين بالتنسيق مع وزارة الخارجية والقوات المسلحة الأردنية ومختلف الأجهزة الأمنية، حيث حملت الطائرتان مواد طبية وأدوية عاجلة… ووُزِّعَت الطرود الغذائية والصحية على أكثر من 10 آلاف مستفيد، بالإضافة إلى توزيع وجبات ساخنة على النازحين داخل قطاع غزة”.
وشدد الشبلي على أن “الدعم المقدم أردنيًا على الصعيدين الشعبي والمؤسسي، كبير ومن مختلف مكونات المجتمع الأردني، والتي تعكس شعور كل أردني والجهود التي تبذلها كافة المؤسسات لتقديم المساعدة للوقوف بجانب أهلنا في غزة”.
ودشنت الفعاليات الاقتصادية الأردنية من غرف صناعة وجمعيات رجال أعمال حملات لجمع التبرعات العينية والنقدية.
وشكلت “غرفة صناعة الأردن” التي تمثل القطاع الصناعي الأردني لجنة “سداد الدين” لجمع التبرعات للأهل في غزة، وأكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير إن “هذه الحملة ستكون بمثابة سداد الدين لأهل غزة، وليست تبرعات أو مساعدات”.
وأضاف الجغبير لـوكالة “قدس برس” أنه “يجب علينا سداد الدين للأهل في غزة الصامدين”.
وأشار إلى أن غرفة صناعة الأردن “جمعت ما يزيد عن ٣٠ مليون دولار تبرعات عينية للأهل في قطاع غزة، منهم ١٠ ملايين دولار تبرعات دوائية، بالإضافة إلى التبرعات النقدية التي قدمها الصناعيون إلى الهيئة الخيرية الهاشمية لإيصالها إلى القطاع”.
وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، اليوم ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى، نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، إلى 9299 شهيدا، وأكثر من 25 ألف جريح.
اعترافا بأن 9155 شهيدا ارتقوا في قطاع غزة، ويحتاجون أكثر من 24 ألفاً، وفي الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء إلى 145، والجرحى إلى أكثر من 2200، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأكثر من 73 شاهدوا منهم من الأطفال.
وتمكنت إذا أقسام أردنية، تبث على موجة “إف إم”، من جمع آلاف الآلاف، من خلال حملات بروتين، أبرزها الحملة التي أطلقتها “الهيئة العربية لإعمار فلسطين” (أهلية أردنية) عبر العالم إذاعة “حسنى”.