اطلع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة رئيس مجلس النوَّاب أحمد الصَّفدي وأعضاء المكتب الدَّائم في مجلس النوَّاب، ورؤساء الكُتل واللّجان النّيابيَّة؛ على الجهود المكثَّفة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثَّاني منذ اليوم الأوَّل للعدوان على غزَّة والمستمرَّة لوقف هذا العدوان وإيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكل مستدام.

وقال رئيس الوزراء إنَّ استمرار الحرب المستعرة والعدوان الآثم على أهلنا في قطاع غزَّة دون خجل أو وجل، أو التزام بالحدِّ الأدنى المنظومات الأخلاقيَّة والإنسانيَّة تشكّل خرقاً فاضحاً لقواعد الحرب والقانون الدَّولي والقانون الإنساني الدَّولي، ويؤشّر “بكلّ أسف” على استمرار وجود تحصين لإسرائيل في هذا المسلك العدواني.

وشدَّد الخصاونة على أنَّ استمرار الحصانة لإسرائيل والصَّمت على انتهاكاتها ضدَّ المدنيين الفلسطينيين يشكِّل ازدواجاً في المعايير “يندى له الجبين ولا يمكن السُّكوت عليه، وكأنَّ حياة المدنيين الفلسطينيين أقلُّ قيمة من حياة أيَّ مدني آخر”، مؤكِّداً جوب أن تتوقَّف استباحة دماء الفلسطينيين، وهذا موقف أردني مبدئي تجاه المدنيين في كلِّ مكان فما بالكم إذا كان المدنيُّون هم أبناء جلدتنا وأهلنا من أشقَّائنا الفلسطينيين.

وقال في خِضمّ الاعتداءات الإسرائيليَّة المتواصلة على الأشقَّاء الفلسطينيين والعدوان الهمجي الغاشم على قطاع غزَّة لا يوجد فواصل بين موقف الدَّولة الأردنيَّة ومواقف المواطنين والأحزاب وكلّ المؤسَّسات، فالجميع على قلب رجل واحد وانسجام كامل خلف جلالة الملك عبدالله الثَّاني في مواقفه المشرِّفة والشُّجاعة وجهده الدَّؤوب منذ اليوم الأوَّل للعدوان لوقفه وإيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكل مستدام إلى الأشقَّاء الفلسطينيين.

وأكَّد رئيس الوزراء أنَّنا جميعاً، في ظلِّ هذا الموقف، لن نسمح لفئة قليلة أن تحرف البوصلة وتحوِّل التَّركيز عن العدوان وجرائمه وتداعياته إلى افتعال مظاهر وسلوكيَّات وفتن، وسنتصدَّى جميعاً على هذه المحاولات التَّحريضيَّة على قوَّاتنا المسلَّحة وأجهزتنا الأمنيَّة، لافتاً إلى أنَّ المظاهر العُظمى للتَّعبير في الأردن منسجمة وتعبِّر عن مشاعر الجميع إزاء رفض العدوان الإسرائيلي وإدانته وضرورة وقفه وإيصال المساعدات الإنسانيَّة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّ مظاهر التَّعبير الحضاري سقفها مفتوح أمام الأردنيين في إطار سيادة القانون وعدم الاعتداء على الممتلكات العامَّة والخاصَّة، مؤكِّداً “لم يتمّ توقيف أيّ شخص مارس مثل هذا النَّوع من التَّعبير المقبول والواجب” مشيداً بدور أجهزتنا الأمنيَّة في تعاملها الحضاري مع المظاهرات التي تشهدها السَّاحة الأردنيَّة.

وأشار إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة راح ضحيَّته قرابة 10 آلاف شهيد أكثر من ثلثهم من الأطفال وثلثيهم من النِّساء والأطفال، وهناك أعداد كبيرة ما زالوا تحت الأنقاض جرَّاء هذا العدوان الوحشي، إلى جانب استهداف ما زعمت إسرائيل على أنَّها مناطق آمنة، مشيراً إلى أنَّ هذا الاعتداء الوحشي طال حتى سيَّارات الإسعاف وكوادر الإغاثة والجهود الإنسانيَّة، وهذا يتناقض تماماً مع مبدأ الدِّفاع عن النَّفس.

وقال رئيس الوزراء: كلُّنا خلف جلالة الملك لبلورة موقف دولي لوقف العدوان وإنهاء الكارثة الإنسانيَّة، لافتاً إلى جهود جلالة الملك المتواصلة واتِّصالاته ولقاءاته مع قادة الدُّول العربيَّة الشَّقيقة والأطراف الدَّوليَّة خلال جولته الأوربيَّة وزيارته الحاليَّة إلى بروكسل في إطار حشد الدَّعم لوقف العدوان وإيصال المساعدات بشكل مستدام، لافتاً إلى أنَّ جهود جلالة الملك أسهمت في تشكيل استدارة في الموقف الدَّولي ومواقف الرَّأي العام العالمي في المطالبة بوقف العدوان، وإلى ما تشهده غالبيَّة العواصم بما في ذلك العواصم الغربيَّة من مظاهرات كبيرة تضغط على المواقف الرسميَّة في تلك الدُّول لوقف الحرب.

ولفت الخصاونة إلى الموقف المشرِّف لجلالة الملك عبدالله الثَّاني يعضده سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثَّاني وليّ العهد، ومخاطبته الصَّريحة والمباشرة للضَّمير العالمي حيال العدوان واستهداف المدنيين ومنع الغذاء والدَّواء والماء والكهرباء عنهم، بالإشارة إلى أنَّ تماهي دول في العالم لمثل هذا المسار ما ينذر بخطورة التَّأسيس لصراع أديان وحضارات عبر ازدواجيَّة المعايير في محاولة لتجزئة المنظومة الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والقانون الإنساني والدَّولي على أنَّها تقف عند الحدود العربيَّة وتنطبق عليها ولا تنطبق على آرين في العالم، فالواجب والحقّ أن تطبَّق المعايير الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والقانون الإنساني والدَّولي على الجميع بصرف النَّظر عن الجغرافيا والأديان والأثنيَّات والجنسيَّات.

وقال: آلة الدِّعاية المنحازة تعرَّضت بالهجوم لمثل هذا الخطاب القيمي والإنساني والأخلاقي والقانوني المصطفّ مع الحقّ الإنساني وقيمنا العربيَّة وموروثنا وثقافتنا وأخلاقنا العربيَّة والإسلاميَّة، والذي مثَّله جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله بقيميَّة أخلاقيَّة وإنسانيَّة وقانونيَّة وعقلانيَّة، لافتاً إلى أنَّ التعرُّض لمثل هذا الخطاب المتقدِّم والجريء من آلة الدِّعاية هذه يشكِّل وسام فخر لنا جميعاً، وسنواصل الاستمساك بهذه المواقف والقيم والمبادئ.

ولفت إلى أنَّ الاحتياجات الإنسانيَّة للأهل في قطاع غزَّة كانت في الظروف العاديَّة تبلغ نحو 500 شاحنة يوميَّاً، في حين أنَّ المسموح بدخوله في ظلِّ العدوان يبتعد إلى حد كبير من تلبية هذه الاحتياجات.

وأشار إلى أنَّ الحكومة وبتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثَّاني اتَّخذت قرارات لدعم الأشقَّاء الفلسطينيين كتقديم 3 ملايين دينار كدعم لمنظَّمة الأونروا، و30 ألف طن من القمح و15 ألف طنّ من الحبوب، بالإضافة إلى مبادرة مركز الحسين

وقال الخصاونة: نحيي نشامى القَّوات المسلَّحة الباسلة على جهودهم بإنزال المساعدات الطبيَّة إلى المستشفى الميداني الأردني في غزَّة فجر اليوم؛ لإدامة جهد المستشفى المستمرّ في تقديم العون الطبِّي للأشقَّاء الفلسطينيين، والذي يواصل عمله وسط هذه الظروف الصَّعبة ويقدِّم خدماته الكبيرة منذ عام 2009م للأشقَّاء في قطاع غزَّة.

وأشار إلى مواصلة الجهود الأردنيَّة والعربيَّة لوقف العدوان، مشيراً في هذا الصَّدد إلى القمَّة العربيَّة المقرَّر عقدها في المملكة العربيَّة السعوديَّة في الحادي عشر من الشَّهر الجاري، بالإضافة إلى عقد القمَّة الإسلاميَّة، واستضافة الأردن لاجتماع وزراء خارجيَّة عرب مع وزير الخارجيَّة الأمريكي، والجهود التي يبذلها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيَّة وشؤون المغتربين في التَّنسيق والتَّواصل مع نظرائه في الدُّول الشَّقيقة ودول العالم في إطار المواقف والجهود الأردنيَّة.

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنَّه وإثر تصاعد العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن مجازر ضدّ المستشفيات والمنشآت المدنيَّة المحميَّة بموجب القانون الدَّولي قرَّرت الحكومة استدعاء السَّفير الأردني في إسرائيل وعدم إعادة سفيرها إلى عمَّان، مؤكِّداً أنَّ كلَّ الخيارات مطروحة على الطَّاولة بالنِّسبة للأردن في إطار الموقف المتدرِّج في التَّعاطي مع العدوان الإسرائيلي على غزَّة وتداعياته.