أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، أن قمة الرياض الطارئة شكلت قيمة مضافة للعمل العربي والاسلامي بخصوص آلية التعامل الدبلوماسي مع القضية الفلسطينية، وما يتصل بها من تطورات متسارعة بما في ذلك حرب الابادة على غزة.

وقال كنعان اليوم الأحد، إن هذه التطورات الخطيرة التي نتج عنها الآلاف من الشهداء والجرحى ونزوح أكثر من مليون فلسطيني، والتي تتطلب استراتيجية عربية اسلامية موحدة، ومن بوادر تشكل هكذا قيمة استراتيجية مضافة هو انعقاد القمة بحضور عربي واسلامي على أعلى المستويات، غابت معه الخلافات والعلاقات المتوترة بين بعض الدول الاسلامية والعربية والتي شهدتها المنطقة لعقود طويلة، مما يعكس النظرة العربية والاسلامية تجاه خطورة الصهيونية على المصالح المشتركة وأثرها المباشر في احتمالية توسع الحرب على غزة لتشمل المنطقة باسرها.

وأضاف، أن الحراك الدبلوماسي والسياسي الاردني يمثل نموذجاً لما هو مطلوب من عمل عربي واسلامي فعّال، حيث تتكرر باستمرار تحذيرات جلالة الملك عبد الله الثاني في الخطابات واللقاءات الدولية من أن الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي لفلسطين هو اساس الصراع.

وبين، أنه من هنا جاء تنبيه جلالة الملك من خطورة بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل يستند للحقوق التاريخية والشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ويضاف الى ذلك دعوات جلالته لضرورة الضغط الدولي نحو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف الاستيطان والمضي قدما في مسار المفاوضات وبرعاية دولية تبتعد فيها القوى الدولية عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الظالم لاسرائيل على حساب حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحرية ارضه ومقدساته.

وتابع، منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة المحتل والمحاصر (منذ حوالي 17 عاماً) وذلك كجزء من حلقة اعتداءات وانتهاكات اسرائيلية متواصلة على الشعب الفلسطيني، واصل الاردن دوره التاريخي في الدفاع عن اهلنا في فلسطين من خلال حراك دبلوماسي دولي دؤوب قاده جلالة الملك عبد الله الثاني وضح فيه جلالته حقيقة وابعاد ما يجري من عدوان اسرائيلي والذي يجب ان يتوقف فوراً، وعلى نفس المنحى وبشكل يؤكد دعوات جلالته جاءت جهود جلالة الملكة رانيا العبد الله، وجهود ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني، وجهود سمو الامير راشد بن الحسن مستشار جلالة الملك في عدة مقابلات وتصريحات اعلامية ولقاءات مع مسؤولين وشخصيات سياسية دولية مؤثرة، وضحوا فيها للعالم حجم معاناة الشعب الفلسطيني وتحديدا في غزة.

وأكد كنعان، أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن الجهود الدؤوبة والمستمرة لجلالة الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس في مساندة ودعم الاهل في فلسطين بكافة مدنها وبشكل ينسجم مع القانون الدولي والقرارات الدولية، جعلت من مواقف جلالته الحكيمة موضع احترام وتقدير على مستوى محلي وعالمي، لذلك تحرص القرارات والبيانات الختامية للقمم العربية والاسلامية وحتى اللقاءات الدولية على تأكيد الدور الاردني، ومن ذلك ما جاء في قرارات القمة العربية والاسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة في الرياض بالامس فيما يخص الدور الاردني، اذ نص القرار رقم (11) على: “تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية بصفتها رئاسة القمة العربية (32) والاسلامية، وكل من الأردن – مصر – قطر – تركيا – اندونيسيا – ونيجيريا وفلسطين وأية دول أخرى مهتمة، والامينين العامين للمنظمتين بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الاعضاء في المنظمة والجامعة لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل اطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة”، كما نص القرار رقم (21) على: “أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك الاردنية هي الجهة الشرعية الحصرية صاحبة الاختصاص بإدارة المسجد الاقصى المبارك وصيانته وتنظيم الدخول إليه، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس”، مما يعكس فعالية الدبلوماسية الاردنية واثرها في تغيير قناعات الراي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية وتوضيح حقيقة ما يجري في غزة، اضافة الى مركزية الدور الاردني الهاشمي في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

وقال، إن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد على ضرورة وجود الية عربية فعالة لتنفيذ قرارات قمة الرياض لما لذلك من دور في وقف العدوان الاسرائيلي وكسر الحصار المفروض على غزة، والسماح بامداد اهلنا في غزة بكل ما يحتاجونه لانقاذ ارواحهم، كما تؤكد اللجنة ان الاردن شعبا وقيادة هاشمية سيبقى السند الداعم لاهلنا في القدس وغزة وكافة مدن فلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.