ذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه مستعد لإجلاء الأطفال الرضع من أكبر مستشفى في غزة يوم الأحد، لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن الأشخاص الموجودين داخل المستشفى ما زالوا محاصرين وإن طفلين حديثي الولادة توفيا بداخله بينما يواجه عشرات آخرون خطرا بعد نفاد الوقود في ظل قتال عنيف في المناطق القريبة.
ويواجه مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى في شمال غزة صعوبات في تقديم الرعاية للمرضى بعدما أصبحت هذه المنشآت الطبية محور الحرب التي تشنها قوات الاحتلال منذ أكثر من شهر بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة من داخل مستشفى الشفاء إن نيران قوات الاحتلال لم تصب المستشفى مباشرة خلال ليل السبت لكنها ترعب العاملين في المجال الطبي والمدنيين على حد سواء.
وقال كبير المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري يوم السبت إن الجيش سيساعد في إجلاء الأطفال الرضع من المستشفى بناء على طلب العاملين هناك. وقال القدرة إن هناك 45 رضيعا في المجمل داخل المستشفى وإن اثنين توفيا بالفعل.
وردا على سؤال حول عمليات الإجلاء، قال القدرة “لم نبلغ حتى الآن بأي آلية حول كيفية نقل الأطفال إلى مكان آمن خارج المستشفى، حتى الآن نحن ندعو بأن لا يصيبهم أي مكروه أو ألا نفقد أحدا منهم”.
ونُقل الطفل الرضيع مصعب صبيح إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعدما تعرض منزله لضربة بصاروخ إسرائيلي.
وقال أحد المسعفين الذين كانوا يقدمون الرعاية له بجهاز إنعاش يدوي بعد انقطاع التيار الكهربائي “إنه يعاني من إصابة مباشرة في الرأس ونزيف، ولا يوجد لدينا أي عمليات جراحية”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطاقم الطبي في مستشفى القدس في شمال غزة يكافح لتقديم الرعاية للمرضى هناك في ظل شح الدواء والغذاء والماء.
وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر “مستشفى القدس معزول عن العالم منذ ستة أو سبعة أيام. لا يوجد طريق للدخول أو الخروج”.
وقال محمد قنديل، الذي يعمل طبيبا في مستشفى ناصر بمنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة ويتواصل مع زملائه في مستشفى الشفاء، إن الجرحى الجدد لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى المحاصر.
وقال “مستشفى الشفاء لا يعمل الآن، ولا يُسمح لأحد بالدخول إليه أو الخروج منه. وإذا تعرضت لإصابة أو لجرح حول منطقة غزة، فلن تتمكن سيارات الإسعاف من إجلائك إلى مستشفى الشفاء، لذا فإن مستشفى الشفاء الآن خارج الخدمة”.
وقال قوات الاحتلال يوم الأحد إن بإمكان الأفراد مغادرة ثلاثة مستشفيات في شمال غزة بأمان، منها مستشفى الشفاء عبر أحد مخارجه.
وقال مدير المستشفى محمد أبو سلمية لقناة العربية إنه لا يوجد ممر آمن للخروج.
* فتح المعبر
قالت أربعة مصادر أمنية من مصر إن 80 أجنبيا وعدة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى الأراضي المصرية في أول عملية إجلاء منذ يوم الجمعة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. وقالت بولندا إن 18 منهم من رعاياها.
وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن 11078 من سكان غزة استشهدوا في ضربات جوية وقصف مدفعي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، وإن 40 بالمئة منهم أطفال.
وتقول وكالات إغاثة دولية إن الأمراض تنتشر بين النازحين الذين تكدسوا في المدارس والملاجئ الأخرى ويعيشون على كميات ضئيلة من الغذاء والماء.
وقد بدأت بعض الدول في تقديم المساعدات بالمظلات؛ وقال الأردن إنه أسقط مساعدات طبية للمرة الثانية على مستشفى ميداني في وقت مبكر من صباح يوم الأحد.
وقالت حركة حماس السبت إنها دمرت أكثر من 160 آلية عسكرية إسرائيلية في غزة تدميرا كليا أو جزئيا، منها أكثر من 27 آلية خلال الساعات الثماني والأربعين التي سبقت هذا الإعلان. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حماس فقدت السيطرة على شمال غزة.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في وقت متأخر من مساء السبت مقتل خمسة جنود إسرائيليين آخرين في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن 46 شخصا قتلوا منذ بدء عملياته البرية هناك.
* إسرائيل تجدد دعوات الإخلاء
وقال سكان إن القتال اشتد حول مخيم الشاطئ للاجئين شمال قطاع غزة.
وقالت جميلة (54 عاما) من داخل مدينة غزة إنها وعائلتها سمعوا هدير الدبابات التي كانت تنفذ عمليات في الشوارع على بعد 700 متر.
وأضافت جميلة، وهي أم لستة أطفال، عبر الهاتف “يحاول الناس خلال النهار البحث عن المواد الأساسية مثل الخبز والماء، وفي الليل يحاولون البقاء على قيد الحياة”.
وذكرت “نسمع دوي انفجارات طوال الليل، وفي بعض الأحيان يمكن أن نقول إن بعض هذه الانفجارات عبارة عن تبادل لإطلاق النار بين رجال المقاومة والقوات الإسرائيلية”.
وقالت إن عائلتها تخشى من المغادرة، مضيفة “نسمع أن هناك تفجيرات كثيرة في الجنوب، ولا يوجد طعام. الأمور هناك لا تبدو مختلفة عن وضعنا هنا”.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 13 شخصا استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في خان يونس يوم الأحد.
* تقارير عن اتفاق محتمل لتحرير المحتجزين
وقالت إسرائيل إن الأطباء والمرضى وآلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين لجأوا إلى المستشفيات في شمال غزة يجب أن يغادروا حتى تتمكن من التعامل مع مسلحي حماس الذين تقول إنهم أقاموا مراكز قيادة تحت هذه المستشفيات وحولها. وتنفي حماس استخدام المستشفيات بهذه الطريقة.
وأبلغ طبيب في مستشفى الشفاء رويترز أن القصف متواصل منذ أكثر من 24 ساعة. وأضاف أن معظم العاملين في المستشفى والأشخاص الذين لجأوا إلى هناك غادروا لكن بقي 500 مريض.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن “قلقها البالغ” على سلامة جميع المحاصرين في المستشفى بسبب القتال وقالت إنها فقدت الاتصال مع المسؤولين عن التواصل معها هناك.
وذكرت القنوات الإخبارية التلفزيونية الرئيسية الثلاث في الاحتلال يوم السبت أن تقدما تحقق نحو التوصل إلى اتفاق حول إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس في غزة لكن لم تظهر أي مؤشرات على تنفيذ ذلك يوم الأحد.
ولم تذكر القنوات أسماء مصادرها ولم يصدر تعليق حتى الآن من حماس أو إسرائيل على هذه التقارير.