جسدت القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي سردية إنسانية كان أبرز مشاهدها المستشفيات الميدانية التي لبت النداء محليا وإقليميا ودوليا سعياً إلى القضاء على ويلات الحروب وإغاثة الملهوف ورفع الظلم عن الشعوب.
والمتتبع عن كثب، مسيرة المستشفيات الميدانية الأردنية التي نهضت بها القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي منذ أكثر من عقد من الزمن، يكشف عن دورها الإنساني النبيل تجاه الأشقاء والأصدقاء، المنطلق من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية الراسخة والرامية إلى إحلال الأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية.
ووصلت أعداد الدول التي أرسلت إليها مستشفيات أو محطات جراحية إلى 25 دولة صديقة وشقيقة منها؛ أرتيريا وسيراليون وليبيريا وبوروندي والكونغو والباكستان واندونيسيا وإيران وجزر المالديف وطاجكستان وأربيل، وبلغ مجمل المشاركات من المرتبات ما يزيد على (58030)، وللقوات المسلحة الآن ثلاث مستشفيات ميدانية موزعة في غزة وجنين وأربيل. بالاضافة لمحطة جراحية في رام الله
فمنذ بدء الألفية الثانية عملت سريتان في أرتيريا وسيراليون وأربع مستشفيات في سيراليون وليبيريا وبوروندي والكونغو تحت مظلة الأمم المتحدة إلى أن أصبحت المستشفيات الميدانية تعمل تحت مظلة القوات المسلحة – الجيش العربي في نهاية عام 2011، بدءاً من المستشفى الميداني الأردني في ليبيا.
بتوجيهات ملكية سامية افتتح المستشفى الاردني الميداني في لبنان- بيروت وذلك بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بتاريخ 4/8/2020 وقدم خدماته للأشقاء اللبنانيين وتضمن المستشفى 84 سريرا و15 سرير icu وغرفتي عمليات مجهزتين بالطواقم اللازمة لاجراء كافة العمليات الصغرى والكبرى.
كما كسر الاردن في عام 2006 الحصار الجوي الذي فرض على لبنان بعد حرب تموز في رسالة انسانية واضحة بأن لا ذنب للمدنيين على اختلاف اطيافهم بالاطماع السياسية وأن حمايتهم وتقديم المساعدات لهم في ظروف الازمات هو واجب انساني يقع على كاهل المجتمع الدولي
والمستشفى الميداني الأردني “غزة/1” كان أول مستشفى عربي يحط في القطاع، إذ وصل في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 2009، أي بعد فرض الحصار على غزة بثلاث سنوات، واستمرت التوجيهات الملكية بإرسال البعثات الطبية حتى وصلت إلى 76 بعثة.
المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة عملت على إسناد المنظومة الصحية للقطاع وتقديم العون الصحي للجرحى والمرضى، كما عملت أيضا على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بإرسال أي حالة طبية استعصى علاجها إلى مستشفيات الخدمات الطبية الملكية.
وينهض المستشفى الحالي بواجباته الإنسانية على أكمل وجه، على الرغم من تسبب الأحداث المتصاعدة بخروجه عن الخدمة وتعرضه لأضرار جراء القصف الإسرائيلي المكثف الذي أصابه كما أصاب المناطق المحيطة به، إلا أن جلالة القائد الأعلى أوعز ببقائه رغم ضراوة الظروف وتعقيدات الحياة اليومية في القطاع. ليبقى قائماً وشاهداً على الالتزام الأردني تجاه غزة في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من حرب وتدمير والغرض منه تجريد أهل غزة من حقوقهم الإنسانية وأبسطها أن يجدوا العلاج المناسب للمصابين منهم ويسّرع في علاجهم مما هم فيه من جروح وإصابات بالغة.
وفي مشهد خاطف، أنزلت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي مساعدات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني في غزة، والذي أوشكت امداداته على النفاد نظرا لتأخير إيصال المساعدات عبر معبر رفح، وبلغ عدد المراجعين للمستشفى الاردني الميداني /غزة منذ بدء المهمة ولغاية مستشفى غزة /76 (3.373.000)
ولا ننسى أن المحطة الجراحية في رام الله التي بدأت مهامها عام2000 وحتى الان وايضاً يتبعها المحطة الجراحية في جنيين عام 2002 والتي تم تعزيزها هذا العام بتوجيهات ملكية لتصبح مستشفى ميداني.
وستبقى القوات المسلحة على العهد ملتزمة، بدورها القومي والإنساني ودعم الاشقاء والاصدقاء طبياً وصحياً في ظل توجيهات القائد الأعلى واضعة رسالتها السامية نصب أعينها لنصرة المستضعفين، وحمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها على مراحل تاريخها المشرف، واضعة خبرات كوادره الطبية في خدمة المرضى، ليجسد جيشنا بخلقه وإنسانيته معاني الشرف العسكري والرسالة الانسانية.